تفاجأ كثير من الإيرانيين بعد سماع خبر زيارة رئيس الوفد التفاوضي الإيراني، علي باقري كني إلى روسيا ولقائه المسؤولين الروس قبل أن يطلع أبناء شعبه على نتائج مفاوضات الدوحة، وما إذا كانت حققت الأهداف والغايات المطلوبة أم أنها مُنيت بالفشل؟
وانتقد الإيرانيون سلوك حكومة بلادهم التي تتعامل مع الشعب الإيراني وكأنه أجنبي بشأن أهم قضية باتوا معنيين بها، إذ تؤثر أخبار الاتفاق النووي على أسعار السلع الأساسية والعملة الإيرانية بشكل يومي وسريع وتنعكس آثارها سلبا وإيجابا على حياتهم اليومية.
وفي مقال انتقادي، كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" عن الموضوع، اليوم الاثنين 4 يوليو (تموز)، 2022، وقالت: "ليست كل الطرق تؤدي إلى موسكو" منتقدة سلوك النظام الذي بات يعتمد في كل صغيرة وكبيرة على روسيا، ونوهت إلى أن عدم إعلان وزارة الخارجية عن هذه الزيارة أثارت الشكوك والمخاوف حولها.
وقالت الصحيفة إن مثل هذه الزيارات تجعل البعض يعتقد أن إيران تجري هذه الزيارات لتحصل على التعليمات والإراشادات من موسكو ولتحدد لها روسيا الخطوات القادمة.
كا انتقدت "همدلي" هذه الزيارة وقالت إنه ليس معروفا بعد ما إذا كان الاتفاق النووي سيتم اتخاذ القرار النهائي حوله في طهران أم في موسكو؟
وتساءلت صحيفة "روزكار" عن السبب الذي يجعل كبير المفاوضين الإيرانيين يتوجه من الدوحة إلى موسكو مباشرة وليست إلى طهران، كما لفتت إلى أن الخارجية الإيرانية كانت قد قررت عدم الكشف عن هذه الزيارة لكن الخارجية الروسية هي من كشفت هذه الزيارة إلى وسائل الإعلام وأربكت إعلام الحكومة الإيرانية.
على صعيد متصل نوهت الصحف الاقتصادية إلى خبر ارتفاع أسعار الدولار والذهب بعد الأخبار القادمة من الدوحة والتي أفادت بأن المفاوضات قد فشلت وأن المفاوضين الإيرانيين لم ينجحوا في التوصل إلى اتفاق مع الأطراف الأخرى.
وكانت أسعار الذهب والدولار قد تأثرت إيجابيا بعد الإعلان عن استئناف المفاوضات بعد شهور من التجميد والتعليق لكنها سرعان ما عاودت الارتفاع بعد أنباء فشل هذه المفاوضات.
وفي شأن آخر، لفتت بعض الصحف مثل "مردم سالاري" إلى الزيادة الملحوظة في عدد الإصابات بفيروس كورونا، حيث أعلنت وزارة الصحة الإيرانية عن زيادة "3 أضعاف" في عدد مرضى كورونا في البلاد، كما أعلن مسعود يونسيان، سكرتير لجنة وباء كورونا، أن سلالتين جديدتين من "كوفيد-19" ستنتشران على الأرجح في إيران قريبا، وعنونت صحيفة "خراسان" الأصولية حول الموضوع، وقالت: "هل استيقظ مارد كورونا من جديد؟".
يمكننا الأن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"همدلي": مستقبل الاتفاق النووي.. في طهران أم في موسكو؟
انتقدت صحيفة "همدلي" توجه كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كني إلى موسكو دون إطلاع الرأي العام الإيراني على نتائج هذه الزيارة، ونوهت إلى أن باقري كني حاول إخفاء هذه الزيارة عن وسائل الإعلام لكنها ظهرت للعلن.
كما نقلت الصحيفة كلام النائب البرلماني السابق، علي مطهري، الذي انتقد انحياز إيران إلى دول الشرق وقال إن سياسات إيران الخارجية وصلت إلى مستويات عالية من الانحياز إلى الكتلة الشرقية، بحيث وقبل إجراء المفاوضات يأتي وزير الخارجية الروسي إلى طهران ليؤكد أن المفاوضات ستكون بموافقة وضوء أخضر روسي وبعد انتهاء المفاوضات يبادر كبير المفاوضين الإيرانيين إلى موسكو لإطلاعهم على نتائجها ليأخذ منهم الإرشادات والتعليمات قبل إطلاع الرأي العام الإيراني.
"إيران" الحكومية: 70 في المائة من الإيرانيين متفائلون إزاء المستقبل!
خلافا لكل الإحصاءات والحقائق على الأرض ادعت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة أن 70 في المائة من الإيرانيين متفائلون تجاه المستقبل، كما أن أكثر من 64 في المائة منهم يشعرون بالسعادة والسرور بشأن حياتهم اليومية.
والغريب في الأمر أن الصحيفة استندت في نتائجها المتناقضة مع الواقع المعاش على نتائج استطلاعات رأي لمراكز داخلية، لكنها أبت ذكر أسماء هذه المراكز واكتفت بوصفها "مراكز استطلاع رأي معتبرة في الداخل".
وأعطت الصحيفة في تقريرها نتائج غريبة تعارض الأحداث اليومية والمظاهرات المستمرة في المدن والمحافظات المختلفة حيث زعمت "إيران" الحكومية أن معظم المشاركين في استطلاعات الرأي المذكورة يؤيدون سياسات إيران الخارجية ومحاولات الحكومة الانفتاح على دول الجوار وتوسيع دائرة العلاقات.
كما أوردت الصحيفة أن 52 في المائة من المشاركين في الاستطلاعات يحملون الحكومة السابقة مسؤولية التضخم الحالي ويتهمونها بالتقصير في القيام بواجباتها وخلق المشاكل الحالية في الاقتصاد الإيراني. واتهمت الصحيفة القنوات ووسائل الإعلام الخارجية بتشويه صورة إيران وإعطاء صورة مغايرة عن الأوضاع الداخلية.
"جمهوري إسلامي": أوضاع الناس ليست بخير.. هل تفهمون؟
أما صحيفة "جمهوري إسلامي" فكان لها رأي آخر تماما وهو ما يعكس الحقيقة المعروفة في الشارع الإيراني اليوم، حيث عنونت مقالا لها بالقول: "أوضاع الناس ليست بخير، هل تفهمون؟"، وطالبت المسؤولين بتدارك الأوضاع وإنقاذ حياة الناس من البؤس والفقر والحرمان.
ودعت الصحيفة المسؤولين إلى مراجعة الإحصاءات المعتبرة والعلمية وليس الاكتفاء بآراء من حولهم من الأفراد والأنصار.
كما حثت الصحيفة النظام إلى قطع الميزانيات الكبيرة المخصصة لبعض المراكز والمؤسسات والتي لا فائدة من وجودها وتخصيصها لمؤسسات ومراكز خدمية يستطيع المواطن أن يلمس آثارها على حياته.
"ستاره صبح": طالبان خطر حقيقي على إيران
رأى الدبلوماسي الإيراني السابق، علي رضا رجائي، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح"، أن طبيعة حكومة طالبان الحالية أخطر بكثير من حكومة طالبان قبل عشرين سنة، حيث أصبحت الحركة الآن تشعر بمزيد من الاقتدار وتعتقد أنها قد أجبرت الولايات المتحدة الأميركية على الانسحاب وهذا دليل على قوتها.
كما أشار إلى أن قيادات طالبان السابقة كانت تتسم بالاعتدال مقارنة مع القيادات الحالية التي تتبع لتيار حقاني والسلفيين التكفيريين حسب قراءة الكاتب.
وعن علاقة إيران بطالبان قال الدبلوماسي السابق أن العلاقة بين إيران وحركة طالبان تمر الآن بهالة من الغموض والإبهام منوها إلى أن مِن أساسيات الحركة واعتقاداتها الفكرية هو القضاء على الشيعة، وأكد أن تيار حقاني المسيطر على الحكم الآن يعتبر إيران عدوه التاريخي.