تباينت ردود فعل الصحف الصادرة اليوم الاثنين 11 يوليو (تموز) حول خبر اعتقال الناشط الإصلاحي البارز مصطفى تاج زاده، بين انتقاد وترحيب..
فبينما طالبت صحف إصلاحية مثل "اعتماد" بضرورة إطلاق سراح تاج زاده، وأعربت عن مخاوفها من احتمالية اتساع دائرة الاعتقالات في الأيام القادمة، نجد صحيفة "كيهان" الأصولية ترحب بهذه الاعتقالات وتدعي أن اعتقال تاج زاده وعدد من الأفراد الآخرين تم بسبب وجود اتصالات بين هؤلاء المعتقلين وشبكات تجسس خارجية، مشيرة إلى أن تهمة تاج زاده هي "التآمر ضد أمن البلاد".
ويبدو أن هناك هجمة شرسة يتعرض لها النشطاء السياسيون والمدافعون عن حقوق الإنسان، حيث اعتقلت السلطات الأمنية في الأيام الأخيرة كذلك محمد رسولوف، ومصطفى آل أحمد، السينمائيين الإيرانيين الاثنين اللذين وقّعا على بيان احتجاج بعنوان "ضع سلاحك" لمطالبة القوات الأمنية بعدم قمع المحتجين.
وأشارت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري إلى اعتقال تاج زاده، وهاجمت الإصلاحيين ووصفتهم بأنهم باتوا منسجمين في مواقفهم مع التيارات التي تعمل على إسقاط النظام.
وفي شأن منفصل علقت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري على عودة التصعيد بين إيران والغرب بعد فشل المفاوضات النووية في الدوحة. وقالت إن الولايات المتحدة الأميركية بدأت بتشديد العقوبات على إيران، مشيرة إلى كلام بايدن حول استمرار الضغوط الاقتصادية على طهران في حال امتناعها عن العودة إلى الاتفاق النووي، كما لفتت إلى قيام طهران برفع مستوى تخصيب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي متطورة من طراز "آي آر-6" في منشأة فوردو الموجودة تحت الأرض.
وفي موضوع آخر تناولت الصحف في تغطيتها اليوم أزمة كورونا التي بدأت بالعودة من جديد، بعد أكثر من شهرين تقريبا من التراجع. ويوم أمس الأحد 10 يوليو (تموز)، أفادت وزارة الصحة الإيرانية، بتسجيل 10 وفيات بسبب كورونا خلال الـ24 ساعة الماضية، كما تم تسجيل 2375 إصابة جديدة بالفيروس، وحجز 296 مصابا منهم في المستشفيات لتدهور حالتهم الصحية.
وكتبت صحف عدة عن موضوع كورونا، وقالت "آرمان ملي": "كورونا أقرب إليكم من الكمامة"، وانتقدت طريقة المسؤولين الحكوميين حيث يبادرون أثناء فترة انحسار الفيروس إلى التباهي بما يعتبرونه إنجازا لهم ويغفلون عن الإجراءات الوقائية اللازم اتخاذها لمنع الفيروس من الانتشار مرة أخرى، وعنونت "جام جم" التابعة للتلفزيون الإيراني بالقول: "طوفان كورونا".
وفي شأن آخر، لفتت صحيفة "ستاره صبح" إلى أحداث سريلانكا وحاولت ربط تلك الأحداث بالأوضاع في إيران، حيث نوهت إلى وجود قواسم مشتركة بين المشاكل الموجودة في سريلانكا والمشاكل التي تشهدها إيران مثل تراجع العملة المحلية مقابل العملات الصعبة والتضخم والغلاء والفساد والمحسوبية.
وعنونت الصحيفة تقريرها حول الأزمة السريلانكية بـ"انتفاضة الجياع" وهو عنوان لهشتاغ إيراني مشهور يتم تداوله كل فترة أثناء الاحتجاجات التي تشهدها المدن والمحافظات الإيرانية.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"اعتماد": تهمة تاج زاده كيدية والأمن يستخدم هذه التهم لإسكات المعارضين
انتقدت صحيفة "اعتماد" قيام السلطات الأمنية في إيران باعتقال الناشط السياسي الإصلاحي، مصطفى تاج زاده، واعتبرت أن التهم التي وجهت إليه تهم كيدية تستخدمها السلطات كـ"أداة" لمواجهة المنتقدين والمعارضين لسلوكها وسياساتها الداخلية والخارجية.
كما أشارت الصحيفة إلى اعتقال المخرجَين السينمائيين وذكرت أن هؤلاء الأفراد جميعهم قد اعتقلوا بسبب مواقفهم وتصريحاتهم في الوقت الذي يكفل فيه الدستور هذا الحق لهم ويؤكد واضعوه أنه يحق للكل التعبير عن رأيه حتى لو كتب كتابا في الرد على طريقة حكم الجمهورية الإسلامية.
كما انتقدت الصحيفة طريقة اعتقال تاج زاده، حيث لم يستدع وإنما تمت مداهمة بيته، وهي طريقة لا تتفق مع القوانين الموجودة في البلاد، حسب تعبير الصحيفة؛ حيث يلزم في مثل هذه الحالة استدعاء الشخص وليس اقتحام بيته، اللهم إلا إذا كان هاربا أو مرتكبا لجرم أمني يتطلب الاعتقال السريع والفوري ويوجد هناك حكم قضائي.
"مردم سالاري": لا مؤشرات على تحسن التضخم في العام الحالي
في صعيد اقتصادي قالت صحيفة "مردم سالاري" بعد أن استندت إلى كلام الخبراء والمختصين في الشؤون الاقتصادية إنه لا توجد أي مؤشرات على تحسين أوضاع التضخم في البلاد حيث سيتسمر التضخم هذا العام في وضعه الراهن متخطيا حاجز 40 في المائة وذلك بسبب استمرار أزمة السيولة في الاقتصاد الإيراني حيث عجزت حكومة رئيسي عن إيجاد حل لها.
"كيهان": لا يمكن إنكار الغلاء وهو تكلفة الإصلاح الاقتصادي التي يجب على الناس دفعها
أما صحيفة "كيهان" فقد أقرت بوجود هذه الأزمة والغلاء المترتب عليها، وقالت: "لا يمكن بشكل من الأشكال إنكار الغلاء الراهن لكن هذا الغلاء هو تكلفة الإصلاح الاقتصادي الذي كان لا بد منه ويجب على الناس أن يدفعوا هذه التكلفة"، والفرق بين الغلاء في حكومة رئيسي وحكومة روحاني السابقة حسب قراءة الصحيفة هو أن الناس في عهد رئيسي يعرفون سبب الغلاء ومصدره وكذلك يحصلون على الدعم المادي والمعونات المعيشية من قبل الحكومة.
"آرمان ملي": بديل الاتفاق النووي سيكون أكثر كلفة وعلى إيران أن لا تقاوم وتفقد الفرص
أشار المحلل السياسي، يوسف مولايي، في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" إلى أزمة الاتفاق النووي والعلاقة بين طهران وواشنطن. وقال إن إيران والولايات المتحدة الأميركية لا حل أمامهما سوى التوصل إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي ومهما كان الطريق إلى هذا الحل صعبا ومكلفا فإنه الأفضل، لأن البديل سيكون أكثر كلفة عل كل حال.
وعن مطالب الإدارة الأميركية والرئيس بايدن من إيران وتهديده باستمرار الضغوط الاقتصادية على طهران في حال رفضت العودة إلى الاتفاق النووي، قال مولايي إنه لا ينبغي أن نعتبر هذه التصريحات تتعارض مع مواقف بايدن السابقة حول معارضته لسياسة الضغوط القصوى التي كان ينتهجها سلفه دونالد ترامب، لأننا- يضيف الكاتب- لو فحصنا هذه التصريحات وحاولنا فك رموزها ندرك حينها أن الولايات المتحدة الأميركية تقول إنها مستعدة لحل أزمة ملف إيران النووي عبر المفاوضات وعلى إيران أن تسير في هذا الاتجاه ولا تقاوم لأنها ستفقد الفرص حينها وسيكون ذلك مكلفا بالنسبة لها.