اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الأربعاء 13 يوليو (تموز)، بشكل لافت بزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، والإعلان عن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، بالإضافة إلى تداعيات أزمة الحجاب في المجتمع الإيراني.
وتناولت صحيفة "ستاره صبح" في مقالها الافتتاحي أهداف زيارة كل من الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى إيران، وذكرت أن زيارة بوتين إلى طهران يمكن اعتبارها أنها تأتي ردًا على زيارة بايدن، حيث يحاول الرئيس الروسي أن يضع نفسه أمام رئيس أكبر قوة في العالم، ويظهر أن دور روسيا في منطقة الشرق الأوسط لا يقل عن الدور الأميركي.
في سياق آخر احتفت الصحف الأصولية والموالية لسياسات إيران الخارجية بالخبر الذي تم تداوله أمس حول استعداد طهران لتزويد موسكو بعدة مئات من الطائرات المسيرة، منها طائرات ذات قدرة على حمل أسلحة لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا.
ولفتت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، إلى الموضوع، وكتبت متفاخرة: "طائرات إيران المسيرة في جدل القوتين العالميتين"، وفي نفس الاتجاه سارت "كيهان" وعنونت في صفحتها الأولى؛ ناقلة كلام مستشار الأمن القومي الأميركي:" إيران تبيع طائرات مسيرة إلى روسيا".
في موضوع آخر كثرت تعليقات الصحف حول موضوع الحجاب، واتباع السلطة الحاكمة طرق وأساليب قديمة لإجبار النساء على الالتزام بشكل الحجاب الذي تريده السلطة، حيث بدأت بالاعتماد على لجان ودوريات "الإرشاد" لفرض الحجاب كما كانت تفعل في بداية الثورة.
وعلقت صحيفة "اترك" على هذه الأساليب القهرية في فرض الحجاب، وتساءلت: "أين وفي أي كتاب أو ثقافة سمعتم أنه يمكن إرشاد الناس بالزور والقهر والإساءات؟".
ودعت الصحيفة من أسمتهم "العقلاء" (وتقصد بهم رجال الدين المعتدلين) إلى التدخل، وحذرت من أن العاصفة ستجرف الجميع، وطالبت هؤلاء العقلاء بأن يبينوا لأصحاب السلطة والحكم الطريقة الصالحة لإدارة البلاد، ويؤكدوا لهم أن الشعب في حالة ضغط، وأن التشدد هذا سوف يجعل الناس يملون من السلطة ويسأمون من تصرفاتها.
كما اعتبرت صحيفة "اعتماد" أن استخدام الأساليب القهرية في موضوع الحجاب سيزيد من الشرخ الاجتماعي بين الشعب والنظام.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"وطن امروز": دلالات زيارة بوتين إلى إيران
أشارت صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، إلى الزيارة المقبلة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران، وقالت إن العلاقة بين إيران روسيا ومنذ مجيء الرئيس الأصولي إبراهيم رئيسي تشهد تطورا ملحوظا، مشيرة إلى كثرة الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الإيرانيين والروس، والتي كان آخرها زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبل يومين من انعقاد جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، والتي انتهت بالفشل وتبادل للاتهامات بين إيران والولايات المتحدة.
كما ذكرت الصحيفة أن تزامن زيارة بوتين إلى إيران مع زيارة بايدن إلى المنطقة تحمل رسالة مفادها أن هناك تحالفا ضد الغرب يضم دولا من بينها إيران وروسيا، وسيكون هذا التحالف أكثر نشاطا مقابل الخطط الجديدة للولايات المتحدة الأميركية في المنقطة، حسبما تقول الصحيفة.
"اعتماد": شعارات تصدير الثورة أفسدت العلاقات بين إيران ودول الجوار
في المقابل أشار المسؤول الإيراني السابق، علي جنتي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد" إلى ضرورة أن تبادر إيران بخفض مستوى خصومتها مع الولايات المتحدة الأميركية، وتحسين علاقاتها بدول الجوار التي تشعر بأن إيران تشكل عليها تهديدا وخطرا.
وحمّل جنتي سوء العلاقات بين إيران وجيرانها على الشعارات التي تظهر من طهران حول تصدير الثورة، مؤكدا أن دول الجوار الإيراني تشعر بالخطر الإيراني تجاهها.
وانتقد المسؤول الإيراني السابق سياسات بلاده الخارجية، وأكد على تراجع شعبية إيران بين الدول الإسلامية، مشيرا إلى ابتعاد حركة حماس والجهاد الإسلامي بعد الدفاع المستميت لإيران عن نظام بشار الأسد في سوريا.
"جمهوري إسلامي": الإساءة والتحقير في قضية الحجاب الإجباري ستأتي بنتائج عكسية وعلى العقلاء أن يتدخلوا
في صعيد آخر انتقد الكاتب غلامرضا بني أسدي في صحيفة "جمهوري إسلامي" طريقة النظام الحاكم في تطبيق وفرض الحجاب، وأكد أن استخدام الطرق القهرية والعنيفة من قبل الجهات المسؤولة في فرض الحجاب سيؤدي إلى نتائج عكسية، داعيا "عقلاء القوم" إلى التدخل في موضوع الحجاب، ومنع من أسماهم "أصحاب السلوك السيئة" من تصرفاتهم الخاطئة في الحياة اليومية للمواطنين الإيرانيين.
كما انتقد تزامن هذه الهجمة على موضوع الحجاب مع الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي تشهدها إيران، وذكر أن المجتمع الإيراني يحتاج إلى فترة هدوء وسكينة متسائلا: "هل توصلنا هذه التصرفات السيئة إلى الهدوء والسكينة بعد الغلاء المتزايد والتضخم الكبير؟".
"ابتكار": أخطاء النظام في اعتقال الناشط السياسي مصطفى تاجزاده
في شأن آخر اعتبر الكاتب والناشط السياسي، حامد وكيلي، في مقال له بصحيفة "ابتكار" أن النظام قد ارتكب خطأ فادحا عند قيامه باعتقال الناشط الإصلاحي البارز مصطفى تاجزاده، حيث سيحول هذا الاعتقال في حال وقوع أحداث في المستقبل (احتجاجات شعبية) تاجزاده إلى قيادة الأحداث والجماهير.
كما ذكر الكاتب أن تاجزاده، ورغم انتقاداته لسياسات النظام، إلا أنه لم يكن من الداعين إلى إسقاط نظام "الجمهورية الإسلامية"، وكان يختلف عن الأطراف والتيارات التي تعتقد باستحالة إصلاح النظام الإيراني الحالي وضرورة استخدام العنف في معارضته.
وأوضح الكاتب أن هذا الاعتقال جعله يستغرب ويتساءل عن الجهة التي تهندس سياسات إيران حاليا، منوها إلى أن الشارع الإيراني بدأ يتوصل إلى قناعة تفيد بأنه لم تعد هناك عقلانية يمكن أن تنقذ إيران من الوضع الراهن أو إذا كانت هذه العقلانية فإنها في موضع ضعف كبير بحيث تكاد تكون شبيهة بالعدم، حسب تعبيره.
ولفت وكيلي في مقاله إلى أن عدم اعتقال تاجزاده كان يدل على قابلية النظام الإيراني الحالي وتحمله النسبي للأصوات المعارضة والمنتقدة، وبالتالي يحفظ له سمعته في هذا المجال، لكن اعتقال تاجزداه حرم النظام من هذه الفرصة.