كان لتصريحات الرئيس الأميركي جو بايدن خلال زيارته إلى المنطقة صدى واسع في صحف إيران، لاسيما فيما يتعلق بإشاراته إلى الخيار العسكري، والتأكيد على أن الولايات المتحدة الأميركية لن تنتظر رد طهران إلى الأبد في موضوع المفاوضات النووية.
وتعليقا على هذه التصريحات تحدثت الصحف الأصولية والمتشددة التي كانت غاضبة من زيارة بايدن إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية وما أدلى به الرئيس الأميركي من تصريحات ومواقف ضد إيران، وأشارت "كيهان"، اليوم السبت 16 يوليو (تموز) 2022، إلى تصريح الرئيس الإيراني الذي قال إن رد إيران على أي خطوة عسكرية تقوم بها واشنطن سيكون قويا ورادعا و"يجعل أميركا تندم على أفعالها".
أما الصحف الإصلاحية والمستقلة فحاولت تحليل هذه الزيارة بأبعاد أوسع، وكتبت "جهان صنعت" في مقالها الافتتاحي: "ماذا يريد بايدن في الرياض؟". ونوهت إلى أن أحد أهداف الزيارة هو تشكيل جبهة لمواجهة السلوك الإيراني في المنطقة، فيما نقلت صحيفة "آرمان ملي" عن الخبراء السياسيين قولهم إن بايدن يريد من زيارته إكمال الحلقة الأمنية لمحاصرة إيران، وترسم الزيارة استراتيجية أميركا للسنوات العشر القادمة في منطقة الشرق الأوسط.
وإذا تركنا موضوع زيارة بايدن الذي كانت له حصة الأسد في تغطية الصحف اليوم نجد أن وباء كورونا من الموضوعات التي شغلت الصحف في تغطيتها اليوم السبت 16 يوليو (تموز).
وأشارت الصحف مثل "مردم سالاري" إلى تصريحات وزير الصحة الإيراني الذي أقر بدخول البلاد في موجة سابعة من كورونا. وكان وزير الصحة الإيراني، بهرام عين اللهي، قد أعلن عن دخول البلاد في "الموجة السابعة" من كورونا، وذلك تزامنا مع ارتفاع عدد المصابين بالفيروس في إيران مرة أخرى. وطلب عين اللهي، مساء الخميس، من المواطنين الذين أمضوا 6 أشهر منذ تلقي آخر جرعة من اللقاح، طلب حقن اللقاح، وإيلاء الامتثال للبروتوكولات الصحية مزيدا من الاهتمام.
وفي سياق آخر لفتت بعض الصحف مثل "مهد تمدن" إلى الأزمة التي تعيشها إيران بعد مرور عام من وصول الحكومة الأصولية إلى السلطة في إيران، حيث إن ما يميز هذه المرحلة في تاريخ البلاد هو "طغيان الغلاء والقلق"، مشيرة إلى تزايد قلق الإيرانيين من المستقبل، في ظل استمرار أزمة الغلاء وتوعد الرئيس الإيراني بإجراء سياسات أخرى سيترتب عليها غلاء جديد في العام الإيراني المقبل، وكتبت "مستقل": "فقدان البرنامج هو السمة البارزة في إدارة البلاد".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"ابتكار": تطورات هامة تنتظر المنطقة بعد زيارة بايدن وبوتين
أشارت صحيفة "ابتكار" في مقال لها إلى زيارة بايدن للمنطقة، والهدف منها، وكذلك تزامن هذه الزيارة مع زيارة لبوتين الأسبوع المقبل إلى طهران. وأكدت أن هذه الزيارات تدل على أن المنطقة ستشهد تطورات وتحولات هامة في المستقبل.
وأوضحت الصحيفة أن الرئيس الأميركي يهدف من زيارته إلى خلق تحالف بين إسرائيل والدول العربية ضد إيران، كما يهدف إلى إقناع السعودية لزيادة إنتاج النفط لإنهاء أزمة الطاقة في الغرب.
أما بالنسبة لأهداف بوتين من زيارته إلى إيران فذهبت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي يريد من زيارته إلى طهران إفشال الجهود الغربية ضد موسكو والاستفادة من تجارب إيران العسكرية بما في ذلك قدراتها في الطائرات المسيرة وكذلك تجربتها في الالتفاف على العقوبات.
"همشهری": معارضو النظام في إيران يعدون من الداعين إلى إسقاطه ولو لم يكونوا مسلحين
في إشارة غير مباشرة إلى اعتقال الناشط الإصلاحي البارز، مصطفى تاج زاده، اعتبرت صحيفة "همشهري" أن هناك أطرافا في إيران يعدون ضمن الأطراف الداعين إلى إسقاط النظام حتى لو لم يصرحوا بذلك، فيما اعتبر تبريرا لاعتقال تاج زاده.
وكتبت الصحيفة في مقالها الافتتاحي أن الذين لا يؤيدون شكل الحكم في إيران يعتبرون من الداعين إلى إسقاط النظام حتى لو لم يكونوا مسلحين، معللة السبب في ذلك بالقول إن خطاب هؤلاء الأفراد يدل على تأييدهم لإسقاط النظام، حيث إنهم يرفعون مطالب مثل ضرورة إلغاء ولاية الفقية ووجود ديمقراطية وانتخابات حرة دون قيد من السلطة، وإبعاد الدين عن السياسة والتوقف عن حديث فلسطين وضرورة تغيير الدستور الإيراني.
وتساءلت الصحيفة في ختام المقال بالقول: "إذن هناك أفراد رفضوا شكل وماهية الجمهورية الإسلامية ويدعون الآخرين إلى هذا الفكر، فلماذا لا نعتبرهم من الداعين إلى إسقاط النظام؟".
"اعتماد": الإجبار لا يدوم والحجاب لا يمكن تطبيقه كما تريد السلطة
ناقش الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال له بصحيفة "اعتماد" الجدل القائم حول موضوع الحجاب في إيران وحاول تحليل الموقف الشرعي والأخلاقي من موضوع الحجاب، متسائلا: "لماذا يكون أصل الاعتقاد في الدين اختيارا ويعود للأفراد في حين أن تطبيق فرع من فروع هذا الدين وهو الحجاب يكون إجباريا وتلزم الحكومة الأفراد بالالتزام به؟!".
وأشار عبدي إلى مقولات فقهية مثل "القسر لا يدوم"، مؤكدا أن تطبيق هذا القانون بشكل كامل وكما تريده الحكومة غير ممكن، ولفت إلى وجود تناقضات تخلقها السلطة في المجتمع الإيراني عندما تفرض سلوكا معينا على المواطنين في الشارع يختلف عن السلوك في البيت حيث ستكون هناك ثقافة صورية وأخرى حقيقية يتم تطبيقها في الحياة الخاصة للمواطنين.
وأوضح الكاتب أن موضوع الحجاب وقضية ارتداء الحجاب في إيران تحول إلى "تحد حقيقي" في المجتمع الإيراني؛ إذ باتت هناك قطبية ثنائية تتشكل إزاء هذا الموضوع وينقسم الشارع بشكل كبير إلى مؤيد ومعارض للحجاب وهو ما يتطلب مناقشة الموضوع على الملأ العام للوصول إلى حلول مشتركة حسب تعبيره.