زيارة الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان إلى طهران كانت الموضوع الرئيس لصحف إيران الصادرة اليوم، الثلاثاء 19 يوليو (تموز)، حيث استبقت الصحف الحدث مقدمة القراءات والتحليلات المختلفة حول أبعاد هذه الزيارة و"أهدافها المعلنة" و"غير المعلنة".
كما تناولت الصحف النتائج المحتملة لهذا الاجتماع على ملفات إيران الخارجية، وعلى رأسها المفاوضات النووية والعلاقات مع الغرب وتحديدا الولايات المتحدة الأميركية.
واعتبرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية أن زيارة الرئيسين الروسي والتركي إلى طهران ستركز على مناقشة ثلاثة محاور رئيسية: هي الأزمة السورية، الحرب الأوكرانية، العقوبات والحظر الاقتصادي، أما "كيهان" فرأت أن الزيارة تأتي استمرارا لازدحام طهران في استقبال الرؤساء والزعماء في العالم؛ وهو دليل على مكانة طهران ومحوريتها، حسب الصحيفة، معتبرة أن الزيارة فرصة للعمل على إفشال العقوبات الأميركية على إيران وروسيا.
في موضوع آخر غطت الصحف الصادرة اليوم تصريحات كمال خرازي، رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، ومستشار المرشد علي خامنئي، حول قدرة طهران على صنع قنبلة نووية، واعتبرت صحيفة "آرمان ملي" أن مثل هذه التصريحات والمواقف هي ورقة إيران الرابحة في الحصول على الامتيازات من الأطراف الأخرى.
وكان خرازي قد صرح، الأحد 17 يوليو (تموز)، بأن إيران تمتلك القدرات التقنية على صنع قنبلة نووية، لكنها لا تنوي القيام بذلك، مضيفا: "في غضون أيام قليلة رفعنا مستوى تخصيب اليورانيوم من 20 في المائة إلى 60 في المائة، ويمكن بسهولة زيادته إلى 90 في المائة".
في سياق آخر نشرت صحيفة "اعتماد" رسالة للناشط الإصلاحي البارز، سعيد حجاريان، إلى سكرتير مجلس الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، انتقد فيها طريقة المجلس في التعامل مع الأحداث في الداخل حيث يفترض أن يتعامل بطريقة حيادية ولا ينحاز إلى طرف على حساب طرف آخر، مشيرا إلى الاعتقالات التي طالت النشطاء والفنانين، وعدم اتخاذ مجلس الأمن القومي موقفا رافضا ومصححا لهذه التصرفات المتشددة.
في موضوع منفصل علقت صحيفة "ستاره صبح" على موضوع اعتقال نجل مصطفى مير سليم، النائب الأصولي عن مدينة طهران في البرلمان الإيراني، بتهمة الارتباط بمنظمة "مجاهدي خلق" المعارضة، وقال مصطفى مير سليم لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية إن نجله اعتقل في عام 2019، وبعد تأكيد حكمه في فبراير (شباط) 2020، دخل سجن "إيفين" لقضاء عقوبة بالسجن 5 سنوات.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"شرق": الأهداف الحقيقة من زيارة بوتين وأردوغان لطهران
قال الدبلوماسي الإيراني السابق والمحلل السياسي، محمود فاضلي، في مقال له بصحيفة "شرق" إن بوتين يهدف من زيارته إلى طهران تحقيق نوع من المصالحة وخفض التصعيد في الملف السوري مع تركيا، وكذلك الحصول على دعم إيران وتركيا في أزمته مع الدول الغربية بعد غزوه لأوكرانية وتشديد العقوبات على موسكو.
وأوضح الكاتب أن بوتين يرغب كذلك في "تقديم تنازلات" لتركيا في الملف السوري حيث يحاول أن يستخدم قواته المتواجدة في الأراضي السورية لتعويض خسائره في الحرب الأوكرانية.
أما بالنسبة للرئيس التركي فرأى الكاتب أنه يريد من اجتماع طهران أن يعزز من موقفه في الوساطة التركية لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كما يحاول استغلال الاجتماع لإمضاء خططه في فرض منطقة آمنة في الشمال السوري في الحدود مع تركيا.
"همدلي": ثنائية قطبية خطيرة في المجتمع الإيراني حول موضوع الحجاب
تحدث صحيفة "همدلي" في تقرير لها عن جدل مستمر وانقسام مجتمعي وثنائية قطبية خطيرة بدأت تتشكل حول موضوع الحجاب في إيران، مشيرة إلى انتشار مقطع فيديو قبل أيام على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر راكبات في إحدى الحافلات وهن يعترضن على توجيهات امرأة ترتدي الحجاب، وتحذرهن من عدم الالتزام به، ثم قيام السلطات باعتقال امرأتين ممن اعترضن على سلوك وتصرفات المرأة المحجبة.
وذكرت الصحيفة أن الخطورة تكمن في إصرار بعض الأفراد على القيام بمهمة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" مهما كان السبب، فيما يقاوم الطرف الآخر هذه التصرفات ويعتبرها تدخلا في أموره الشخصية، منتقدة سلوك النظام في التعامل مع هذه الأحداث حيث يحاول معاقبة طرف دون طرف.
وأشارت إلى عدم تعرض السلطات للمرأة المحجبة التي استخدمت هي الأخرى أسلوبا عنيفا في الحافلة، ووجهت لكمات إلى الراكبات، كما لجأت إلى السباب والشتائم أثناء شجارها مع النساء المعترضات على تصرفاتها.
كما لفتت الصحيفة إلى مواقف رجال الدين من هذه الأحداث، واتهمت خطباء المنابر بأنهم يزيدون لهيب نيران الثنائية القطبية والانقسام المجتمعي من خلال تصريحاتهم ومواقفهم، متجاهلين الخطورة الكبيرة التي تترتب على هذه القطبية في المجتمع الإيراني.
"جمهوري إسلامي": السفير الروسي يتطاول على إيران كما كان السفراء يفعلون في العهد القاجاري
هاجمت صحيفة "جمهوري إسلامي" السفير الروسي لدى إيران، ليفان جاغريان، متهمة إياه بأنه لا يزال يستخدم في كلامه أساليب العهود القديمة والتي كانت سائدة في حقبة القاجاريين في إيران، حيث يتطاول السفراء على الدولة الإيرانية آنذاك ويتدخلون في شؤونها بكل بجاحة وسوء أدب.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح جاغريان حول ديون إيران لروسيا، وقوله إن هناك بضعة مئات ملايين من اليورو ترفض طهران تسديدها لروسيا، لكن موسكو لا تريد كشف ذلك والإفصاح عنه، وأكدت الصحيفة أن هذا الأسلوب في الكلام فيه إساءة للإيرانيين لأنه يؤكد وجود أشياء غامضة في العلاقة بين روسيا وإيران، وأن السفير يلوح بالكشف عنها ويستخدم ذلك ورقة ضغط على الدولة التي يمثل بلاده فيها كسفير.
كما اتهمت الصحيفة السفير بـ"الكذب" في حديثه مع صحيفة "شرق" الإيرانية، حيث ادعا السفير دعم بلاده لموقف طهران في ملفها النووي، والعقوبات المفروضة على طهران، مؤكدة في المقابل أن روسيا استغلت ظرف إيران واستفادت لصالحها من العقوبات الأميركية على طهران، كما رهنت ملف الاتفاق النووي بأزمة أوكرانيا، ونافست إيران بشكل غير عادل من خلال بيعها للنفط بأسعار زهيدة إلى الصين، حسب قراءة الصحيفة.