لليوم الثاني على التوالي تسيطر زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان على عناوين الصحف اليومية في إيران.
وخصصت جل الصحف الصادرة اليوم، الأربعاء 20 يوليو (تموز)، عناوينها الرئيسية للحديث عن الزيارة والتصريحات والمواقف التي أدلى بها المسؤولون الإيرانيون والأتراك والروس في طهران.
وحاولت صحف أصولية، مثل" جوان" المقربة من الحرس الثوري، إظهار الزيارة وكأنها تحالف بين الدول الثلاث وقالت في المانشيت: "تحالف في طهران ضد العقوبات والإرهاب"، وأشارت "جهان صنعت" إلى تزامن زيارة بوتين وأردوغان، مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المنطقة، والحديث عن تحالف ضم إسرائيل ودولا عربية لمواجهة التهديدات الإيرانية، وكتبت بالخط العريض: "تحالف مقابل تحالف".
في نفس السياق نوهت صحيفة "وطن امروز" إلى الاجتماع بين الرئيس الروسي والمرشد علي خامنئي، والمصافحة الحارة التي سبقت الاجتماع، وعنونت عن ذلك بالقول: "المصافحة الاستراتيجية".
وبالرغم من سيطرة الخطاب المؤيد لزيارة بوتين والمرحب بها بين الصحف نظرا إلى وجود إرادة صارمة من النظام وشخص المرشد لإنجاح هذا اللقاء، وتوسيع العلاقات بين موسكو وطهران في ظل توتر العلاقات مع الغرب، إلا أن بعض الصحف مثل "ستاره صبح" رأت أن توقيت الزيارة بالتحديد يعد خطأ، إذ إنه يعقد من مسار المفاوضات النووية، ويجعل العودة إلى الاتفاق النووي تبدو صعبة.
فيما نقلت صحف أخرى كلام المرشد وتحذيراته لتركيا فيما يتعلق باحتمالية قيامها بعملية عسكرية في مناطق نفوذ حلفاء إيران من ميلشيات وقوات تابعة للحكومة السورية.
كما لفتت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، إلى زيارة بوتين وأردوغان إلى طهران، وتزامنها مع زيارة بايدن إلى المنطقة، وادعت أن هذه الزيارة كانت تجسيدا لتكهنات المرشد حول بدء تشكيل نظام عالمي جديد، يكون مختلفا عن نظام القطبية الثنائية الذي كان سائدا قبل انهيار الاتحاد السوفيتي والقطبية الواحدة بعد انهيار السوفييت، وانفراد الولايات المتحدة الأميركية بقيادة النظام الدولي.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": إيران تقود "التيار العالمي للمقاومة"
ذكرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد خامنئي، أن زيارة بوتين إلى طهران وبايدن إلى المنطقة تأتي في وقت بلغت فيه المواجهة بين "التيار العالمي للمقاومة" والغرب ذروتها، مدعية أن من نتائج هذه المواجهة هو أن دولا مثل روسيا والصين أصبحت مقتنعة بمنطق إيران في الصمود أمام أحادية الولايات المتحدة الأميركية والغرب.
وأضافت الصحيفة أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية" تقود لواء التيار العالمي للمقاومة، وتقود دولا مثل الصين وروسيا والهند، موضحة أن تيار المقاومة بات يتجاوز نطاقه الجغرافي التقليدي، وأصبح يضم تحت عباءته، وفي ضوء التعريف الجيوستراتيجي للمصطلح، دولا مثل الصين والهند وروسيا والعراق ولبنان وسوريا، ومجموعة دول أعضاء بريكس، ودول أميركا اللاتينية، والدول الأفريقية، وحتى دولا في القارة الأوروبية نفسها، حسب تحليل الصحيفة.
وعن توقيت زيارة بوتين إلى طهران ذكرت الصحيفة أن اختيار هذا التوقيت كان خطوة "ذكية"، حيث إنه يفشل كافة المكتسبات السياسية والإعلامية والنفسية لزيارة بايدن إلى المنطقة.
"ستاره صبح": زيارة بوتين إلى طهران ستعقد إحياء الاتفاق النووي
بدوره علق المحلل السياسي، علي بيكدلي، على زيارة بوتين إلى طهران والأهداف المحتملة لهذه الزيارة، وقال لصحيفة "ستاره صبح" إن قوة موقف إيران في المفاوضات النووية ستتراجع بعد زيارة بوتين، وسيصبح موضوع المفاوضات النووية موضوعا هامشيا، وستقلل الزيارة كذلك من الآمال في إحياء الاتفاق النووي، مؤكدا أن روسيا لا تريد أن تكون لإيران علاقات مع الغرب.
كما رأى أن هدف طهران من هذه الاجتماعات هو الخروج من العزلة والضغوط التي تركتها زيارة بايدن للمنطقة على طهران، مضيفا أن اجتماع الدول الراعية لمسار أستانة في طهران هو استعراض لقوة إيران في العلاقات الدولية.
"رسالت": توصيات المرشد لأردوغان كانت ذات طبيعية إنذارية
أما صحيفة "رسالت" الاصولية فأشارت إلى لقاء المرشد خامنئي بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وتحذيراته من مغبة القيام بعملية عسكرية في الشمال السوري، وقالت الصحيفة إن تصريحات المرشد كانت "درسا" لأردوغان في الدبلوماسية، موضحة أن توصيات المرشد للرئيس التركي لم تكن من جنس النصيحة والإرشاد، بل كانت ذات "طابع إنذاري"، بعيدا عن المجاملات الدبلوماسية.
ونوهت الصحيفة إلى أن المرشد ذكر وبشكل صريح أن بعض سياسات تركيا في المنطقة تضر بالأمن والاستقرار في المنطقة، وانتقد محاولات تركيا التقارب مع إسرائيل باعتبارها شريكا إقليميا ودوليا، واعتبر ذلك خطأ استراتيجيا من جانب أنقرة.
"جمهوري إسلامي": لماذا فشلنا في موضوع الحجاب طوال العقود الأربعة؟
في تعليق على الجدل القائم على موضوع الحجاب في إيران ذكرت صحيفة "جمهوري إسلامي" أن أزمة الحجاب الحالية في البلاد مسؤولها النظام الحالي وليس طرفا آخر.
وأضافت: "لنكن صادقين مع أنفسنا، منذ 43 سنة ونحن نملك كل الوسائل والأدوات، الإعلام بيدنا، والمساجد تحت إشرافنا، والمدارس والجامعات والتلفاز نحن من يتحكم بها، كل ما نحتاجه كان ولا يزال بيدنا، فلماذا لم ننجح؟ إن هذا الجيل (الرافض للحجاب) هو ممن تربى على يدنا، وإذن فلماذا نتهم الآخرين بدل أن نحاسب أنفسنا على التقصير الذي بدر منا؟".
وأشارت الصحيفة إلى الإجراءات القهرية التي تعتمد عليها السلطات في محاولاتها فرض الحجاب الإجباري في المجتمع الإيراني، وقالت: "كيف يمكن صناعة الإنسان عبر الإساءة والتحقير؟ إن أساليبكم تشبه وضع عبوات ناسفة تحت أعمدة ثقافة المجتمع، أنتم من يهدم ويخرب وفي نفس الوقت تتوقعون الإعمار!".