سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 24 يوليو (تموز) الضوء على عدد من الملفات كان على رأسها موضوع الفيضانات التي اجتاحت عددا من مدن محافظة فارس جنوبي إيران.
وقد خلفت هذه الفيضانات ضحايا بلغ عددهم 22 شخصا حتى إعداد هذا التقرير. كما أكد مسؤولون وجود عدد من المفقودين جراء الفيضانات.
وأظهرت المقاطع التي تداولتها وسائل التواصل يوم أمس السبت انجراف السيارات بسبب فيضان الأمطار وهروب المواطنين من أمام الماء الجارف.
وانتقدت صحيفة "خراسان"، وهي صحيفة أصولية، ضعف أداء المسؤولين والجهات المعنية في التعامل مع مثل هذه الأزمات، وكتبت أن 22 مواطنا يموتون بكل بساطة لمجرد هطول أمطار لم تتجاوز مدتها نصف ساعة، فيما استخدمت صحيفة "سياست روز" عنوان: "مرة أخرى مفاجأة"، في إشارة إلى موقف المسؤولين إزاء هذه الأحداث؛ حيث يبادرون كل مرة عند وقوع حادث مشابه بالقول إنهم تفاجأوا، كمحاولة لتبرير ضعفهم وسوء إدارتهم.
ومن القضايا الأخرى التي تناولتها بعض الصحف موضوع الاتفاق الروسي الأوكراني حول تصدير الحبوب ورفع الدول الغربية للعقوبات عن روسيا وانعكاسات ذلك على الاقتصاد الإيراني بعد أن كان بعض السياسيين في الداخل يتأملون أن تستطيع طهران إيجاد طريق للتواصل مع الغرب والعمل على سد فراغ أسواق الطاقة بعد غياب روسيا، لكن يبدو أن هذه الفرصة أيضا ضاعت من إيران بسبب اعتمادها على السياسات التي ترسمها موسكو.
واللافت أن روسيا تعتبر منافسا لإيران في مجال الطاقة وتشعر بالخطر من تقارب طهران مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية.
وفي سياق آخر، نوهت بعض الصحف إلى تزايد حالة اليأس والقنوط لدى الشارع الإيراني والكثير من النخب الإصلاحية بالرغم من ادعاء بعض الأصوليين بأن الحكومة الحالية تعمل على تحسين أوضاع البلاد وإصلاح الأمور المتردية.
وعنونت صحيفة "آرمان امروز" في مانشيتها اليوم: "الإصلاحيون يائسون والأصوليون يتأملون"، فيما نقلت صحيفة "مستقل" كلاما لأحد النشطاء الإصلاحيين، وعنونت: "الشعب يرى أن النظام برمته لم يعد فاعلا في حل المشاكل".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"كيهان": من الطبيعي أن يدعم المرشد حرب روسيا على أوكرانيا
برر رئيس تحرير صحيفة "كيهان"، حسين شريعتمداري، مواقف المرشد خامنئي الداعمة لحرب روسيا على أوكرانيا، مدعيا أنه من الطبيعي والمنطقي أن يقوم مرشد إيران علي خامنئي بدعم حرب روسيا على أوكرانيا، لأن إيران ستكون الهدف القادم للولايات المتحدة الأميركية لو انتصرت في حرب أوكرانيا، حسب اعتقاده، لافتا إلى أن المرشد أدرك خطورة تحركات الناتو في أوكرانيا.
وأشار الكاتب إلى الانتقادات الضمنية لبعض الشخصيات الإصلاحية في الداخل الإيراني لموقف خامنئي من الحرب على أوكرانيا وقال إن هؤلاء المنتقدين لخامنئي لا يخرجون عن حالتين؛ فإما أن يكونون فاقدين للوعي والإدراك السياسي وإما أنهم عملاء وينفذون أوامر دول أخرى.
وشبهت الصحيفة حرب روسيا ضد أوكرانيا بالحرب على داعش، وهي ترى أن الخطر الذي يشكله خصوم روسيا على إيران يشبه خطر داعش، وبالتالي فإن لإيران موقفا واضحا وهو دعم روسيا.
"آرمان ملي": إيران الخاسر الأكبر بعد رفع العقوبات الغربية عن روسيا
في تقرير لها حول رفع العقوبات الأوروبية عن روسيا بعد الاتفاق حول القمح الأوكراني بين موسكو وكييف برعاية الأمم المتحدة، ذكرت صحيفة "آرمان ملي" أن لهذا الاتفاق انعكاسات سلبية على إيران ودورها في الأسواق العالمية للطاقة، حيث كان من المؤمل أن تلعب طهران دورا في تلبية احتياجات أوروبا للطاقة، لكن روسيا وبحيلها الخاصة استطاعت إجبار الأوروبيين على التراجع، كما استطاعت وأثناء فترة العقوبات المفروضة عليها أن تحصل على زبائن جدد كالصين والهند من خلال عرضها لمواردها من الطاقة بأسعار منخفضة مما جعلها تغلب إيران في لعبة التنافس في أسواق الطاقة العالمية.
وانتقدت الصحيفة تلكؤ الحكومة الإيرانية في استغلال فترة العقوبات على روسيا والدخول في مفاوضات مع أوروبا والولايات المتحدة الأميركية لتلبية حاجة هذه الدول لموارد إيران من الطاقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الروس استطاعوا وخلال فترة العقوبات الغربية ضد موسكو أن يعلنوا عن استثمارات كبيرة في صناعة النفط والغاز الإيرانية وهي محاولة- تضيف الصحيفة- من جانب روسيا لمنع توجه إيران نحو الدول الأوروبية والتمهيد للعودة إلى الأسواق الأوروبية وهو ما حصل بالفعل، حيث فشلت مفاوضات إيران والدول الأوروبية حول الطاقة الإيرانية.
"رسالت": ارتفاع أسعار السكن في طهران 10 أضعاف "مؤامرة"
وصفت صحيفة "رسالت" الأصولية نسبة الزيادات في أسعار السكن في طهران خلال الشهور الثمانية الأخيرة بـ"المؤامرة" المخطط لها مسبقا، وطالبت الجهات الرقابية والأمنية بالتدخل في الموضوع ومعرفة أسباب هذا الغلاء.
وذكرت الصحيفة أن أسعار السكن في طهران ارتفعت خلال الشهور الثمانية الأخيرة 10 أضعاف، مضيفة أن كل سنة تشهد ارتفاعا معقولا ونسبيا في أسعار السكن، لكن الزيادة بنسبة 10 أضعاف تدل على وجود "مؤامرة" بدأت بالمناطق 1 و2 و3 من طهران، ثم انتقلت إلى باقي مناطق العاصمة، لتنتقل بعدها إلى جميع مدن إيران، حسب ما جاء في الصحيفة.
"مستقل": الشعب الإيراني يعتقد أن النظام لم يعد فاعلا في حل المشاكل
نشرت صحيفة "مستقل" كلام الناشط السياسي الإصلاحي، محسن ميردامادي، الذي أكد أن الشعب الإيراني بات يرى في نظام الجمهورية الإسلامية برمته نظاما غير فاعل. وذكر في مقابلة صحافية أن كثيرا من شباب التيار الإصلاحي باتوا يعتقدون أن النظام غير قابل للإصلاح. مضيفا: "الناس جاءوا للاقتراع عدة مرات، بدعوة من شخصيات إصلاحية، لعلها تحدث انفراجة، لكن معظمهم وصلوا لقناعة بأن الإصلاحيين والنظام برمته غير فاعلين".
وعن موقف الشارع الإيراني الحالي من دستور الجمهورية الإسلامية، قال ميردامادي: "أعتقد أننا لو كنا في بداية الثورة نمتلك نفس التجارب التي عشناها خلال العقود الأربعة الماضية في إيران لما حظي الدستور آنذاك بدعم أكثرية الشعب".