بينما تعيش إيران أوضاعا اقتصادية سيئة للغاية، ولا توجد حلول قريبة نجد الصحف المقربة من النظام والحكومة الأصولية بقيادة إبراهيم رئيسي تتجاهل هذا الجانب في صحفها اليومية، وتسلط الضوء في الغالب على قضايا وموضوعات قلما تشكل هاجسا للمواطن الإيراني المسحوق تحت عجلة الاقتصاد المضطرب.
فهذه "كيهان"، كبرى الصحف الأصولية والقريبة من المرشد، تولي في عددها الصادر اليوم الأربعاء 27 يوليو (تموز)، اهتماما كبيرا لتصريحات الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله حول قرب زوال إسرائيل، متجاهلة تماما تردي الوضع المعيشي للإيرانيين جراء اعتماد سياسة التصعيد مع العالم، وممارسة سياسات تدخل في شؤون دول الجوار، ما جعل البلاد تعيش عزلة دولية كبيرة، وعقوبات قاسية استنزفت طاقات البلد.
أما "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، فنقلت كذلك تصريحات نصر الله، وادعت أيضا في جانب آخر من تغطيتها فشل سياسة العقوبات والضغط الاقتصادي الممارس على إيران من قبل الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وعنونت صحيفة "عصر إيرانيان" الأصولية أيضا في المانشيت: "انتهاء عصر هيمنة أميركا على الشرق الأوسط".
في المقابل هناك صحف إصلاحية ومستقلة مثل "ستاره صبح" تتحدث في الغالب بمنطق معقول، وتتحدث عن الخسائر التي جنتها إيران جراء أزمة العقوبات والقطيعة الدولية، وعنونت في صفحتها الأولى بـ"تجارة بـ 150 مليار دولار في حال رفع العقوبات".
وكتبت "نقش اقتصاد" في مانشيت اليوم :"ذوو الدخل المحدود تحت ضغط الغلاء".
من الموضوعات الأخرى التي تناولتها صحف اليوم هو تصريحات مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، حول غياب المراقبة على البرنامج النووي الإيراني، وتأكيده على أن وصول خبراء ومفتشي الطاقة إلى المواقع النووية لإيران محدود، وليس هناك معرفة بتفاصيل الإجراءات التي تقوم بها طهران.
وهاجمت صحيفة "سياست روز" غروسي ووصفت اتهاماته لطهران بعرقلة عمل الوكالة الدولية للطاقة بـ"الهذيان"، وعنونت "إسكناس" الاقتصادية بالقول: "اتهامات جديدة للوكالة الدولية للطاقة لإيران"، أما صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة فعنونت بالقول: "عودة كاميرات المراقبة مرهون برفع العقوبات".
فيما اختارت "اعتماد" الإصلاحية كلام مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، وعنونت بالقول: "فرص التوصل لتسويات مهمة مع إيران انتهت".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"صداي اصلاحات": تصاعد غضب الإيرانيين بسبب أداء رئيسي
قال البرلماني الإصلاحي، مسعود بزشكيان، في مقابلة مع صحيفة "صداي اصلاحات" إن الناس في إيران غاضة للغاية، موضحا أن الغضب يمكن أن يستنتج من خلال التظاهرات التي ينظمها المتقاعدون باستمرار هذه الأيام.
وأضاف: "المتقاعدون في الغالب وبسبب فئتهم العمرية يكونون أفرادا محافظين، وقلما يخاطرون ويتظاهرون، لكنهم الآن ينزلون إلى الشوارع باستمرار، وهذا وحده يكفي لمعرفة ما وصل إليه المجتمع الإيراني".
وعن احتمالية عجز الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالاستمرار في رئاسة إيران لدورة ثانية بسبب ضعف أدائه، قال بزشكيان إن ذلك يعود لمجلس صيانة الدستور ولو أراد هذا المجلس يبقي على رئيسي رئيسا لدورة ثانية فإنه سيفعلها بكل بساطة، منوها إلى أن مجلس صيانة الدستور قد قرر في الانتخابات الرئاسية السابقة أن يوصل رئيسي إلى الحكم، وإذا أراد مرة أخرى أن يجعل من الانتخابات الإيرانية غير تنافسية فإنه قادر على ذلك.
وأكد النائب عن مدينة تبريز في البرلمان الإيراني، مسعود بزشكيان أن رئيسي ما كان قادرا أن يصل إلى الرئاسة في الانتخابات الرئاسية لولا تمهيد مجلس صيانة الدستور له.
"ستاره صبح": باقري كني غير قادر على تقديم مقترحات مؤثرة في المفاوضات النووية
لفت الكاتب والمستشار السابق في مجلس مصلحة النظام الإيراني غلامعلي رجائي إلى تشدد الأوضاع بالنسبة لملف الاتفاق النووي، مشيرا إلى عدد من الأحداث والتطورات التي خلقت هذه الحالة من الجمود والانغلاق في الملف، وأكد أن إجراءات البرلمان في عهد حكومة روحاني حالت دون إحياء الاتفاق النووي.
ودعا المسؤول السابق إلى الاستفادة من تجارب فريق وزير خارجية إيران السابق محمد جواد ظريف بسبب الخبرة والتخصص الذي يتسمون به مقارنة مع الفريق الحالي الذي يقوده الأصولي المتشدد علي باقري كني، وهو شخص- حسب رجائي- غير قادر في المفاوضات على تقديم مقترحات مؤثرة وذات فاعلية.
كما انتقد الكاتب في مقابلته مع صحيفة "ستاره صبح" هجوم رئيس الجمهورية إبراهيم رئيسي على شخص وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، وأكد أن رئيسي يحاول بناء حكومته على أنقاض حكومة روحاني وهذا لا يتم، مضيفا أن محاولات تخريب وتشويه مكانة الآخرين تأتي بنتائج عكسية، وكلما تعرض الأشخاص ذوي القبول في الشارع إلى هجوم وانتقادات أصحاب السلطة ازدادت شعبيتهم لدى المواطنين.
"آرمان ملي": فوز الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب الأميركي يصعب إحياء الاتفاق النووي
في مقال له بصحيفة "آرمان ملي" أشار الكاتب والمحلل السياسي هادي خسروشاهين، إلى العلاقات بين إيران والولايات المتحدة ومستقبل الاتفاق النووي، لا سيما في ظل زيادة الاحتمالات بفوز الجمهوريين في انتخابات مجلس النواب الأميركي، وأكد أنه وفي حال فاز الجمهوريون في تلك الانتخابات فإن إحياء الاتفاق النووي سيصبح صعبا للغاية.
وتابع خسروشاهين: "إذا لم تتوصل إدارة بايدن حتى يناير (كانون الثاني) من عام 2023 إلى اتفاق حول برنامج إيران النووي، وكذلك الدور الإقليمي لطهران في المنطقة، ستزداد الضغوط على إيران بشكل ملحوظ".
وأوضح الكاتب أن الأميركيين ومنذ فترة ليست بالقليلة لم يحصلوا على رسائل إيجابية حول ملف إيران، وبات الاعتقاد السائد عندهم هو أن قناة المفاوضات والدبلوماسية لدور إيران في المنطقة مغلقة، وهذا قد ينعكس سلبا على الملف النووي لأن استراتيجية إدارة بايدن تتمثل في حل أزمة إيران بشكل شامل لكن عبر مراحل، وبالتالي فإن فشل هذه الاستراتيجية يجعل إدارة بايدن تلجأ إلى أداة العقوبات كوسيلة للضغط على طهران.