بشكل واسع وكبير اهتمت الصحف الأصولية الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 28 يوليو (تموز)، بتصريحات المرشد علي خامنئي حول موضوع الحجاب الإجباري، وتجديد دعمه لهذا الموضوع، محملا الدول الغربية مسؤولية "بث الشبهة وإثارة الأجواء"، حسب ما جاء في كلامه.
وكانت تصريحات خامنئي حول الموضوع حاضرة في تغطية صحف عدة مثل "خراسان" و"سياست روز" وغيرها من الصحف الاصولية، والتي نقلت كذلك إشادة المرشد برجال الدين وثنائه عليهم، مدعيا أن رجال الدين يساندون الناس في الأزمات والمحن ويقفون بجانبهم.
أما "كيهان" فعنونت بكلام خامنئي ودفاعه عن الحجاب الإجباري، وكتبت: "نجاحات المرأة الإيرانية المسلمة هو سبب غضب الغرب وهجومهم على موضوع الحجاب".
أما الصحف الأخرى فكانت مهتمة بشكل أكبر بموضوع الاتفاق النووي، والمساعي الغربية الرامية لإحيائه، حيث أشارت "مردم سالاري" و"نقش اقتصاد" إلى تصريحات منسق الاتفاق النووي، إنريكي مورا، ومطالبته أطراف الاتفاق النووي باتخاذ الخطوة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي.
وانتقدت "مهد تمدن" صمت الوفد الإيراني المفاوض إزاء المقترحات الأوروبية الجديدة، وعنونت في المانشيت: "سر الصمت"، وقالت إن هذه المواقف وعدم التفاعل مع المقترحات الجديدة ستكون لها تبعات سيئة على إيران واقتصادها المتأزم.
وكتبت صحف اقتصادية عن انعكاسات هذا الجمود في ملف الاتفاق النووي على الأوضاع الاقتصادية المضطربة في إيران، وقالت "صداي اصلاحات" إن التضخم قد قصم ظهر الشعب، ولم يعد بإمكانهم تحمل هذا الوضع، وطالبت المسؤولين بإيجاد حلول سريعة لإنقاذ الناس من الضغوط والأزمة الاقتصادية.
أما "اقتصاد بويا" فأشارت إلى أوضاع العاصمة طهران في ظل استمرار الازمة الراهنة، وعنونت في صفحتها الأولى: "طهران.. ملوثة ومزدحمة ومرتفعة الأسعار"، ولفتت إلى انعكاسات الغلاء في قطاع مساكن طهران على الأسعار في باقي القطاعات في كافة أنحاء إيران.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان امروز": تراجع الأهمية الاستراتيجية للاتفاق النووي
ذكرت صحيفة "آرمان امروز" في تحليل لها حول واقع الاتفاق النووي وطبيعة الموقفين الإيراني والأميركي منه، وأوضحت أن كلا من واشنطن وطهران تشعران بوجود حاجة لإحياء الاتفاق النووي، فعلى صعيد الولايات المتحدة فهي ترغب في التفرغ للسيطرة على تحركات الصين وكبح جماحها، وأما بالنسبة لإيران فإنها تحتاج الاتفاق النووي لمعالجة أزمة الاقتصادية، لكن مع ذلك- تضيف الصحيفة- فإن البلدين يشعران أيضا بأن الأهمية الاستراتيجية للاتفاق النووي باتت أقل بالنسبة لهما مقارنة مع عام 2015.
وتتابع الصحيفة تحليلها بالقول: "لهذا فإن البلدين- وبالرغم من رغبتهما في إحياء الاتفاق- إلا أنهما لا يريدان دفع تكاليف مرتفعة في سبيل ذلك، والمقصود بالتكاليف المرتفعة هو أن تضرر كل من الدولتين في منافساتها الداخلية، حيث ستواجه إدارة بايدن في أميركا، ورئيسي في إيران بانتقادات خصومهما السياسيين في حال إبرام الاتفاق بتسرع، ودون أخذ جميع المجالات بعين الاعتبار، لهذا فنجد كلا من واشنطن وطهران تتنظران أن تخطو الدولة المتقابلة الخطوة الأولى".
"ابتكار": على إيران العمل لمنع وصول ملفها إلى مجلس الأمن الدولي
أما "ابتكار" الإصلاحية فنقلت كلام الخبير السياسي، حسن بهشتي بور، والذي شدد على ضرورة أن تعمل طهران بجد واستمرارية لحيلولة دون وصول ملف إيران لمجلس الأمن، وإصدار قرار دولي ضد طهران، منوها إلى أن الطريق الأمثل لتحقيق ذلك يتمثل في خفض طهران لدائرة خلافاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وانتقد الكاتب المواقف والتصريحات التي تصدر من المسؤولين الإيرانيين، وتتهم الوكالة الدولية بالتبعية للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وأكد أن الوكالة قد قاومت ضغوط إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب لإصدار مواقف وقرارات ضد طهران، وذلك بسبب أن طهران كانت ملتزمة بكامل تعهداتها بموجب الاتفاق النووي.
"خراسان": تنامي ظاهرة السرقة في إيران بسبب الأزمة الاقتصادية والبطالة المتزايدة
في تقرير لها حول ظاهرة السرقة المتنامية في إيران انتقدت صحيفة "خراسان" الأصولية ضعف أداء الجهات المعنية بموضوع السرقة في البلاد، ولفتت إلى ارتفاع معدل السرقة خلال 12 سنة ووصوله إلى 7 أضعاف، حيث سجلت في عام 2009 ما يقارب 200 ألف حالة سرقة، لترتفع هذه النسبة إلى مليون و400 ألف حالة سرقة في عام 2021.
كما هاجمت الصحيفة ما يسمى بـ"المجلس الأعلى لمنع الجرائم" والذي تشكل قبل 10 سنوات، لكنه لم يعقد من الاجتماعات سوى 4 اجتماعات، وهو ما يدل على فشل هذا المجلس.
وتساءلت الصحيفة عن سبب هذا البرود في اجتماعات المجلس الوقائي لمنع الجرائم، وقالت بنكهة ساخرة: "إن السبب يعود ربما لعدم وجود جرائم وسرقة في البلاد! وهو ما يجعل أعضاء المجلس يعتقدون بعدم ضرورة انعقاد اجتماعاته، أو أن المجلس لا يملك الفاعلية اللازمة للقيام بمهامه أو أن أعضاءه مشغولون، وليس لديهم الوقت الكافي لحضور اجتماعاته".
وعن أسباب تزايد السرقة في إيران خلال العقد الأخير قالت الصحيفة إن معرفة جذور القضية ليست بالأمر العسير، فالموضوع يعود برمته إلى الأزمة الاقتصادية في البلاد وحالة البطالة التي تضرب المجتمع، وكذلك ضعف التثقيف والتوعية الاجتماعية، كما أشارت الصحيفة إلى ضعف القوانين وعدم كفايتها للحيلولة دون وقوع السرقة.