أصبح الانتظار وحده هو السمة البارزة في مواقف المسؤولين الإيرانيين والأوروبيين كذلك تجاه ما يمكن أن تؤول إليه نتائج الجولة الأخيرة من المفاوضات النووية.
وبالرغم من وصف مسؤول السياسات الخارجية بالاتحاد الأوروبي موقف إيران من المقترحات الأوروبية بـ"المعقول"، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تدرس هذا المقترحات بكل أبعادها، وتؤكد على وجود بعض القضايا العالقة التي تحتاج إلى دراسة ونظر، مشيرة إلى أن طهران كثيرا ما عطلت في السابق مسيرة المفاوضات، وتعللت في قبول المقترحات والمبادرات التي تصدر من الأطراف المشاركة في المفاوضات النووية، وأي تلميح بأن واشنطن تؤخر عملية المفاوضات الآن هو غير صحيح ومرفوض.
لكن الصحف اليومية التي صدرت اليوم، الثلاثاء 23 أغسطس (آب)، بدأت تعتبر هذه الإطالة "مقصودة ومتعمدة" من جانب واشنطن، وأشارت صحيفة "ابتكار" إلى "الخطة ب" التي قد تلجأ إليها طهران في حال فشل المفاوضات، لكنها لم تتوسع في ذكر تفاصيل هذه "الخطة البديلة"، واكتفت بما أشار إليه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، حول الموضوع وتأكيده بأنه وفي حال فشل المفاوضات فإن طهران ستستمر بسياساتها الخارجية بكل قوة، دون النظر إلى مسار المفاوضات النووية ورفع العقوبات عن إيران.
في صعيد متصل هاجمت صحيفة "وطن امروز" رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعد تأكيده استمرار ملف التحقيقات حول المواقع النووية المشبوهة في إيران ما دامت طهران لم تقدم تفاسير وإيضاحات لازمة إلى الوكالة.
وقالت الصحيفة أن غروسي يؤكد استمرار هذه التحقيقات في الوقت الذي تعتبر طهران أن وقف عملية التحقيق حول هذه المواقع هو شرط أساسي لقبول إحياء الاتفاق النووي، ويعد من "خطوط إيران الحمراء" في هذا المجال.
ومن الموضوعات الأخرى التي لا تزال موضع جدل في الصحف اليومية في إيران هو موضوع الفساد الكبير الذي تم الكشف عنه في شركة "فولاد مباركة" للصلب في أصفهان، وتورط مؤسسات هامة كالحرس الثوري والاستخبارات ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي الإيراني في هذه المخالفات والفساد.
وأشارت صحيفة "اعتماد" إلى هذه القضية، واعتبرت أن هذا الفساد هو "فساد ممنهج وعميق" حيث يشمل المنظومة بأكملها، ولا يقتصر على أفراد بعينهم كما يحاول البعض تمرير ذلك ومهاجمة هذا المسؤول أو ذاك، مؤكدة أن أرضية فاسدة هي التي تمهد لحدوث هذا الحجم الكبير من الفساد في قطاعات هامة وحساسة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"كيهان": التهديد بتدمير إسرائيل دون الحاجة إلى سلاح نووي
خصصت صحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد الإيراني، عنوانها اليوم الثلاثاء لتصريحات قائد القوات الجوية للحرس الثوري الإيراني، أمير علي حاجي زاده، حيث قال: "ليس لدينا أسلحة نووية، لكن رؤوسنا الحربية تكفي لحرث إسرائيل".
كما نقلت الصحيفة تصريحات القائد العسكري في الحرس الثوري حول "الحرب الهجينة" التي تشن ضد إيران، حيث ذكر حاجي زاده أن أعداء إيران يشنون هذه الحرب الهجينة منذ سنوات عليها، واعتمدوا استراتيجية ثابتة لكن بأدوات مختلفة، وركزوا على الاقتصاد لإسقاط النظام الإيراني.
واتهم المسؤول العسكري بشكل مبطن الحكومة السابقة بأنها قصرت في ما ينبغي القيام به لمواجهة هذه التحديات، وقال إن "البعض كانوا يعولون على أميركا ورفضوا القيام بالإجراءات التي كان ينبغي القيام بها طوال السنوات الماضية لكنهم لم يفعلوا"، مضيفا: "تحركات أميركا من الخارج والأمل فيها من الداخل الإيراني هما شفرتا مقراض أضعفتا اقتصاد إيران".
"آرمان ملي": "تغول" الفساد في الاقتصاد و"تغافل" الجهات الرقابية والقضائية
في شأن آخر سلطت صحيفة "آرمان ملي" الضوء على موضوع الفساد والمخالفات الكبيرة في شركة "فولاد مبارك" للصلب، وتساءل كاتب الصحيفة عن السبب أو الأسباب التي تجعل المؤسسات المعنية مثل القضاء والمؤسسات الرقابية للحكومة تقصر في أداء مهامها ما يسمح بظهور مثل هذا الحجم الكبير من الفساد في الاقتصاد الإيراني.
وأكد أن جذور الفقر والحرمان في إيران تعود لهذا النوع من التعامل مع ثروة وطنية كبيرة، يفترض أن تساعد في تحسين أوضاع الناس، وتستقطب الخبراء والكفاءات الحقيقية، بدل توظيف الأفراد الفاقدين لكل كفاءة لمجرد كونهم أقرباء لهذا المسؤول أو معارف لهذا الوزير.
وأوضح الكاتب الحقوقي، علي نجفي توانا، أن أكثر من نصف خريجي الجامعات في إيران عاطلون عن العمل، لافتا إلى أن المتخرجين من الجامعات والحائزين على شهادات عليا كالماجستير يضطرون للعمل في قطاعات البناء كعمال عاديين.
وتساءل الكاتب في مقاله وقال: "إذا قصر شخص في رعاية القيم الإسلامية حسبما يراها المسؤولون فإنه سرعان ما تتم معاقبته والتصدي له، لكن كيف لا تتم رؤية هذا الحجم من الفساد طوال هذه السنين الطويلة؟".
"اقتصاد بويا": تراجع الصادرات الإيرانية إلى العراق لصالح تركيا والصين
في شان منفصل تناولت صحيفة "اقتصاد بويا" تراجع حصة إيران من الصادرات إلى العراق- الذي يعتبر السوق الخارجي الأساسي لتصدير السلع والمنتجات الإيرانية- مشيرة إلى أن هذا التراجع في الصادرات الإيرانية إلى العراق في الفترة الأخيرة جاء في الوقت الذي شهدت دول أخرى مثل تركيا والصين ارتفاع نسب صادراتها إلى السوق العراقية على حساب حصة إيران.
ونوهت الصحيفة إلى أن الشهور الأربعة الماضية شهدت تراجعا بنسبة 15 في المائة لصادرات إيران إلى العراق، وفي المقابل ارتفعت الصادرات التركية إلى بغداد بنسبة 21 في المائة خلال هذه الفترة ذاتها.
وتابعت الصحيفة أن صادرات إيران إلى السوق العراقية تبلغ شهريا 600 مليون دولار، في حين أن صادرات تركيا ارتفعت إلى 800 مليون والصين ارتفعت إلى 1.1 مليار دولار، ما يجعل إيران تخسر حصتها لصالح تركيا والصين في العراق المجاورة.