لاتزال السلطات الإيرانية تلتزم الصمت حيال حادثة مقتل مواطن أفغاني يعمل في بلدية طهران على يد أحد مؤيدي النظام، بعد مرور أسبوعين على هذه القضية، التي ذكرت تقارير إعلامية أن أوامر بالتعتيم عليها صدرت من الجهات المختصة في إيران.
وقام أحد أنصار النظام، في فجر الـ 9 من فبراير الجاري، بإلقاء المواطن الأفغاني، إلياس محمدي، من أعلى جسر للمشاة في شمال العاصمة طهران، بعد أن ظن بأن العامل أراد "الإساءة" إلى أعلام النظام المنصوبة بمناسبة الاحتفال بذكرى ثورة عام 1979، وذلك خلال الاعترافات التي أدلى بها القاتل.
وذكر شهود عيان، أن السيارات العابرة من الطريق أيضًا قد داست على المواطن الأفغاني، بعد سقوطه من أعلى الجسر، ليلقى حتفه على إثرها مباشرة، قبل أن ينقل إلى المستشفى.
ويمتنع المسؤولون في طهران ومسؤولو البلدية، منذ ذلك الحين، عن الإدلاء بتصريحات حول الحادثة وملابساتها.
وقال أحد أقارب المسؤول لقناة "إيران إنترناشيونال"، إن السلطات الإيرانية لم تسلم جثة محمدي إلا بعد مرور أسبوع من الحادثة لينقل إلى مدينة هرات الأفغانية ويدفن هناك.
وذكر زملاء القتيل، بعد الحادثة، أنهم كان يعملون في موقعهم المعهود وينظفون الجسر، فإذا بسيارة من نوع بيجو سوداء تتوقف بالقرب منهم، وترجل شخص منها، متوجهًا نحوهم؛ ليشتبك مع زميلهم، قبل أن يبادر برميه من أعلى الجسر، ويلوذ بالفرار.
وتبين أن القاتل شاب في الخامسة والعشرين من العمر، ويتبع قوات "الباسيج"، ويحمل شهادة البكالوريوس، وفق تحريات الشرطة، التي توصلت إليه من خلال كاميرات المراقبة.
ونشرت صحيفة "همشهري آنلاين"، التابعة لبلدية طهران، اعترافات الجاني خلال إجرائها مقابلة معه؛ حيث قال: ظننت أنه أراد الإساءة إلى الأعلام المنصوبة على الجسر احتفالًا بذكرى الثورة".
وقامت الصحيفة بحذف المقابلة من موقعها، بعد ساعات من نشرها؛ ثم قامت بعد ذلك بنشرها دون الإشارة إلى جزئية "الإساءة إلى أعلام النظام" التي كانت ضمن التقرير السابق.
ويرفض المسؤولون، حتى الآن، الحديث عن تلك الحادثة، وقال عمدة طهران، عليرضا زاكاني، إن "الإدلاء بتصريحات حول مقتل هذا العامل خارج عن صلاحياتنا".
كما قال رئيس مجلس البلدية مهدي شمران، إنه ليست لديه معلومات حول هذا الموضوع، وأضاف: "أحيانًا تقع حوادث سير، ويتعرض بعض عمال البلدية لمثل هذه المشاكل في الليل".