أيدت محكمة الاستئناف الحكم بالسجن لمدة عام على اثنين من مصوري فيديو مسجد مكي، أحدهما حفيد خطيب جمعة أهل السُّنَّة في زاهدان، مولوي عبدالحميد.
وبحسب تقرير قناة "حال وش" الإخبارية، فقد أيدت محكمة استئناف محافظة بلوشستان، في 20 فبراير (شباط) الجاري، حكم محكمة ثورة زاهدان بشأن سجن عبدالناصر شه بخش، حفيد مولوي عبدالحميد، وأسامة شه بخش (نارويي) لمدة عام.
وهذان الشخصان هما مصورا الفيديو في مسجد مكي، وقد اعتقلتهما القوات الأمنية بشوارع زاهدان، في 27 يونيو من العام الماضي.
وقالت مصادر مطلعة، في وقت سابق، إن عناصر الأمن اعتدوا على حفيد خطيب جمعة زاهدان، واعتقلوه "بعنف"، واقتادوه إلى مكان مجهول.
وقبل فترة من اعتقاله، تم استدعاؤه إلى مديرية استخبارات زاهدان واستجوابه.
وقد تم إطلاق سراح هذين الشخصين مؤقتًا من العنبر 9 بسجن زاهدان في 18 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بعد ما يقرب من خمسة أشهر من الاعتقال.
وفي أواخر ديسمبر 2023، انعقدت جلسة محاكمة أسامة شه بخش وعبدالناصر شه بخش، دون حضورهما في الفرع الأول لمحكمة ثورة زاهدان، برئاسة القاضي أبوالفضل جانفزا، وحكم عليهما بالسجن لمدة عام.
وطعن هذان المواطنان على حكم المحكمة، لكن محكمة استئناف بلوشستان أكدت هذا الحكم بعد شهرين، في 20 فبراير (شباط) الجاري.
ووصف نشطاء حقوقيون إصدار هذه الأحكام بأنه إجراء يهدف إلى الضغط على مولوي عبدالحميد.
وتم اعتقال أو استدعاء المئات من المواطنين البلوش، وعدد آخر من أقارب مولوي عبدالحميد، بمن في ذلك مستشاره، مولوي عبدالمجيد مرادزهي، وعدد من حراس مسجد مكي ومعلمي دار العلوم، في الأشهر الماضية.
يذكر أنه في العام ونصف العام الماضيين، وبعد جمعة زاهدان الدامية، في 30 سبتمبر 2023، والتي أسفرت عن سقوط مئات القتلى والجرحى، تم فرض حالة طوارئ أمنية وعسكرية في زاهدان.
وكان عبدالحميد إسماعيل زهي، المعروف بمولوي عبدالحميد، أحد الداعمين للانتفاضة الشعبية في إيران منذ بدايتها ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وكان يلقي كل أسبوع خطابًا ضد النظام خلال صلاة الجمعة في زاهدان، ويندد بقتل المتظاهرين، خاصة قتل المواطنين في زاهدان.
وفي إشارة إلى مقتل أهل هذه المدينة يوم الجمعة الدامية، دعا إمام أهل السُّنة في زاهدان، المرشد علي خامنئي، وسلطات النظام الإيراني إلى تحمل المسؤولية عنها وقال: "لماذا أطلقتم النار على المواطنين لمدة ساعتين؟"
هذا وظل مسؤولون وشخصيات ووسائل إعلام تابعة للنظام الإيراني يهاجمون مولوي عبدالحميد طوال الأشهر الماضية، لكن خطيب جمعة أهل السُّنة في زاهدان استمر في انتقاداته للنظام، رغم التهديدات والضغوط الأمنية.