ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، أنه على الرغم من طلب الحكومة الأسترالية من جامعات البلاد تعليق التواصل مع المؤسسات في إيران، فإن بعض الباحثين الأستراليين تعاونوا مع الجامعات الإيرانية في مجال التقنيات الحساسة.
أضافت الصحيفة، أن وزيرة الخارجية الأسترالية، بيني وونغ، في أبريل 2023، أشارت في رسالة وجهتها إلى أكثر من 30 رئيسًا للجامعات ونوابهم، إلى الانتفاضة الشعبية للإيرانيين في أعقاب مقتل مهسا جينا أميني، وأعربت عن قلقها بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
وطلبت وونغ، في هذه الرسالة، من الجامعات الأسترالية تعليق التعاون الحالي مع المؤسسات الإيرانية، بما في ذلك الجامعات، وتجنب أي اتفاق جديد مقترح، تماشيًا مع سياسات حكومة أستراليا.
وتظهر تحقيقات "الغارديان" أنه منذ ذلك الحين، تم نشر أكثر من 20 مقالًا علميًا نتيجة تعاون بين باحثين في جامعات أسترالية وإيرانية.
وتتعلق بعض هذه المقالات بدراسات السرطان والطاقات المتجددة، والتي تعتبر مجالات "منخفضة المخاطر".
ويرتبط عدد من المقالات الأخرى بمجالات مثل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الحيوية، والتي وصفتها الحكومة الأسترالية بأنها تقنيات تمس المصالح الوطنية للبلاد.
ووفقًا لصحيفة "الغارديان"، فإن هناك مخاوف من أن يتم استخدام البحث الأكاديمي من قِبل الأنظمة القمعية، مثل النظام الإيراني، لتعزيز التقنيات العسكرية وتقنيات المراقبة.
وأضافت، أن الأبحاث التي أُجريت في الجامعات الإيرانية تم استخدامها مباشرة لتطوير البرامج النووية وبرامج الطائرات الإيرانية المُسيَّرة.
وأشارت رعنا دادبور، الباحثة في جامعة جيمس كوك في كوينزلاند بأستراليا، والتي تتمتع أيضًا بخبرة تدريسية مدتها أربع سنوات في إحدى الجامعات الإيرانية، في مقابلة مع صحيفة "الغارديان"، إلى العلاقة الوثيقة بين النظام والمؤسسات العلمية في إيران.
وقالت دادبور إن النظام الإيراني يمارس سيطرة مباشرة على اتجاه البحث العلمي واختيار أولوياته.
وأضافت أن بعض مجالات البحث تخضع لتوجيهات الحرس الثوري الإيراني، ويمكن استخدامها للأغراض العسكرية والمراقبة.
وفي فبراير (شباط)، أعلن التحالف ضد إيران النووية عن دراسة تعاون فيها باحثون من جامعات بريطانية وأسترالية وأميركية مع جامعة شريف الإيرانية في مجال تكنولوجيا الطائرات المُسيَّرة.
وتناول هذا البحث المنشور عام 2023، استخدام الطائرات المُسيَّرة في الشبكات اللاسلكية.
وشاركت في هذا البحث جامعات: ساوثامبتون بالمملكة المتحدة، ونيو ساوث ويلز بأستراليا، وهيوستن بأميركا، وشريف بإيران.
وقال أحد الخبراء الأمنيين لصحيفة "الغارديان"، إن هذا البحث له تطبيقات عسكرية مباشرة، ووصف خبير أمني آخر طبيعته بالخطيرة للغاية.
وبحسب التقرير، الذي نشره "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" في مايو 2022، فإن جزءًا من سرعة تقدم برنامج الطائرات الإيرانية المُسيَّرة كان بسبب دعم جامعة شريف.
وسبق أن نشرت كندا، في 17 يناير (كانون الثاني)، قائمة بجامعات في إيران والصين وروسيا، ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بالمؤسسات العسكرية والأمنية لهذه الدول.
وبحسب إعلان الحكومة الكندية، فقد تم اتخاذ هذا القرار لحماية التقنيات الجديدة والمتقدمة، ولن يتم تخصيص أموال حكومية للباحثين الذين يتعاونون مع هذه الجامعات.
وقد ورد في هذه القائمة اسم كل من: جامعة شريف، ومعهد باستور الإيراني، وجامعة بهشتي، ومؤسسة أبحاث الفضاء، وجامعة بقية الله للعلوم الطبية، والمؤسسة التعليمية والبحثية للصناعات الدفاعية، وجامعة الإمام الحسين، ومعهد الفيزياء التطبيقية، ومنظمة البحوث العلمية والصناعية الإيرانية، ومركز أبحاث الانفجارات، ومركز دراسات الفيزياء وجامعة ستاري للقوات الجوية.