علق المرشد الإيراني، علي خامنئي، على الدعوات الواسعة لمقاطعة الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها يوم الجمعة المقبل، وقال إن عدم المشاركة فيها لن يعالج المشكلات الموجودة في إيران.
ودعا المرشد خامنئي، في اجتماع له بعدد من أنصاره اليوم الأربعاء 28 فبراير (شباط)، الإيرانيين إلى التصويت في هذه الانتخابات، وقال: "على الذين لا يرغبون في المشاركة في الانتخابات ويدعون الآخرين إلى المقاطعة، عليهم أن يفكروا أكثر لأن عدم التصويت ليس له أي فائدة، ولن يعالج مشكلات البلد".
وأضاف: "يجب النظر إلى الانتخابات من زاوية مصالح الأمن القومي، وليس المصالح الحزبية والفئوية".
وتأتي هذه التصريحات ودعوة المرشد الإيراني للمشاركة في الانتخابات في الوقت الذي يحتكر خامنئي منذ 34 عاما (منذ توليه لمنصب المرشد) جميع المناصب السيادية، ويعين المسؤولين في القطاعات العسكرية والإعلامية والقضائية، بالإضافة إلى إشرافه على البرلمان والرئاسة ومجلس خبراء القيادة (المسؤول عن اختيار المرشد)، وذلك عبر آلية مجلس صيانة الدستور التي تلزم جميع المرشحين بنيل تزكية هذا المجلس الذي يعين المرشد 6 من أعضائه، فيما يعين رئيس القضاء (المعين من قبل المرشد) 6 آخرين.
كما نوه خامنئي في كلمته اليوم الأربعاء إلى أهمية هذه المشاركة في الانتخابات على الصعيد الخارجي، وقال إن المشاركة الحاشدة والقوية ستعزز مكانة نظام "الجمهورية الإسلامية" على الصعيد الدولي.
وشهدت المشاركة في الانتخابات خلال السنوات الماضية تراجعا ملحوظا نتيجة الأزمات الاقتصادية، وقمع المنتقدين والمعارضين، وسياسة الرقابة التي يفرضها مجلس صيانة الدستور، وهو ما جعل النظام يقلق على مشروعيته نتيجة عزوف المواطنين عن الانتخابات.
ومن المقرر أن تجري الانتخابات بعد غد الجمعة، وهي عبارة عن انتخابات البرلمان وانتخابات مجلس صيانة الدستور المكلف بتعيين المرشد والإشراف على أدائه.
وكان 275 ناشطًا إيرانيًا قد دعوا، الأحد 25 فبراير (شباط)، إلى مقاطعة الانتخابات المرتقبة، واصفين إياها بـ"التمثيلية".
وأشار بيان هؤلاء النشطاء إلى "المأزق الذي وصلت إليه الأوضاع في إيران، واستبعاد منتقدي النظام، والذي ازدادت وتيرته منذ الانتخابات السابقة قبل عامين بهدف تطبيق سياسة حكم التيار الواحد"، مؤكدين أن استبعاد المرشحين على نطاق واسع كفيل بأن يدفع المواطنين إلى عدم المشاركة في هذه الانتخابات.
وقال البيان إنه في ظل غياب "الأحزاب والتيارات البارزة"، فإن الانتخابات في إيران فقدت قيمتها وفحواها الرئيس.
وأضاف أن سياسة النظام الحالية، والتي تعتمد على "مبدأ المصلحة" في تبرير الوضع الراهن، لم تجلب شيئًا سوى أنها "عززت الاستبداد والانغلاق في إيران".
وأظهرت نتائج استطلاع رأي حول الانتخابات أن ثلاثة أرباع الشعب الإيراني لن يشارك في الانتخابات، كما طالب 75 في المائة من المشاركين في الاستطلاع بإسقاط النظام.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، فإن أكثر من نصف الشعب الإيراني لم يشارك في الانتخابات السابقة للبرلمان.
ومن المتوقع أن تسجل الجولة الجديدة من الانتخابات أدنى نسبة مشاركة في تاريخ النظام.