أدانت محكمة أمستردام الهولندية رضوان التاغي، وهو هولندي من أصول مغربية، وحكمت ضده مع اثنين آخرين بالسجن المؤبد إثر اغتيالهم معارضي النظام الإيراني.
وبحسب تقارير إعلامية هولندية، فقد أدانت محكمة أمستردام رضوان التاغي مع شريكيه سعيد آر، وماريو آر، في قضية تنطوي على ست عمليات اغتيال وأربع محاولات قتل وخطط عديدة لقتل أشخاص، وحكمت عليهم بالسجن المؤبد لجريمة "الاغتيالات المنظمة".
وتضم هذه القضية 17 متهما ورضوان التاغي هو المتهم الأول.وتعد قضية رضوان الطاغي واحدة من أكبر القضايا الجنائية في تاريخ هولندا. وتم تسليمه من دبي إلى هولندا في عام 2019.
وكان الطاغي زعيم عصابة "ملائكة الموت" الإجرامية، وقد تمت محاكمته بتهمة القتل في هولندا والمغرب. وهو معروف أيضًا بأنه زعيم إحدى أكبر عصابات تهريب الكوكايين.
ويرتبط اسم رضوان التاغي أيضًا بقضيتي مقتل محمد رضا كلاهي وأحمد نيسي، وهما معارضان للنظام الإيراني في هولندا.
واتهم أحد اتباع الطاغي ويدعى "نآوفال ف" الملقب "نوفل" بالسجن المؤبد بتهمة قتل علي معتمد (محمد رضا كلاهي) في يوليو 2019.
ووفقا لوزارة الاستخبارات الهولندية (IFD)، فإن النظام الإيراني كان متورطاً في مقتل محمد رضا كلاهي.
وكان محمد رضا كلاهي صمدي يبلغ من العمر 56 عامًا وقت مقتله في ديسمبر 2015، وكان يعيش تحت اسم علي معتمد في مدينة ألميرا بهولندا. وتزعم إيران أنه كان مسؤولاً عن تفجير مكتب حزب الجمهورية الإسلامية في 28 يونيو 1981.
وقُتل أحمد مولى أبو نهاد، المعروف أيضًا باسم "أحمد نيسي"، يوم الأربعاء 8 نوفمبر 2017، أمام منزله في لاهاي. وكان أحد قادة حركة تحرير الأحواز، وهي جماعة انفصالية من عرب خوزستان.
وحكم على المتهمين الثلاثة الآخرين في هذه القضية بالسجن لمدد تتراوح بين 15 و29 عاما رغم طلب النيابة العامة السجن المؤبد. وصدرت أحكام بالسجن من 21 شهرا إلى 23 سنة على 11 آخرين كمتهمين من الدرجة الثانية والثالثة.
والطاغي، الذي استقال جميع محاميه أو تم اعتقالهم، يتولى الآن مهام الدفاع عن نفسه، وقد أعلن سابقاً أنه لن يشارك في مراسم تلاوة الحكم.
وخلال محاكمة معقدة وطويلة، أثبتت المحكمة الهولندية أن الطاغي أمر بعدة جرائم قتل، بما في ذلك قتل رونالد باكر (2015)، وسمير أراغيب (2016)، ورانكو سكيتش (2016)، وحكيم شنغاشي (2017). ولم يكن شنغاشي هو الهدف المقصود من ذلك الهجوم. وبحسب المحكمة، فإن هناك أدلة كافية تثبت أن الطاغي كان وراء جريمة القتل هذه في جميع الأحوال، وأنه مسؤول عن مقتل رجل بريء.
وكان الشاهد الرئيسي في محكمة التاغي شخصا يدعى نبيل ب. وبحسب القضاء الهولندي، فهو اليد اليمنى لرضوان التاغي، وقد وافق على تقديم معلوماته للشرطة مقابل تخفيف العقوبة.
لكن تعاونه مع الشرطة لم يمر دون عقاب من قبل رضوان التاغي. ولم يمض وقت طويل حتى قُتل شقيق نبيل. وفي العام الماضي، اغتيل محام هولندي شاب كان يدافع عنه في أمستردام. وقد خلقت جرائم القتل جواً من الخوف لدرجة أن المحامين عن نبيل ب لم يكونوا مستعدين للإعلان علناً عن قبولهم لتمثيله.