أظهرت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية، وانتخابات مجلس خبراء القيادة، في إيران، فوز مرشحي التيار المتشدد في الانتخابات، التي سجلت أقل نسبة مشاركة في تاريخ نظام ما بعد الثورة.
وكشفت هذه النتائج أن كثيرًا من الشخصيات الأصولية المعروفة بمواقفها المعتدلة نسبيًا لم تفز بهذه الانتخابات؛ ما يظهر أن المقاطعة لم تقتصر على الإصلاحيين ومعارضي النظام فحسب، وإنما شملت كذلك التيار الأصولي نفسه؛ مما مهد الطريق إلى فوز المتشددين.
وحسب الأرقام، التي كشفت عنها وسائل إعلام النظام، فإن نسب المشاركة شهدت تراجعًا ملحوظًا، مقارنة مع الانتخابات السابقة.
والمثير في هذه الانتخابات أن الأصوات الباطلة كانت أعلى من الأصوات الصحيحة في صناديق بعض الدوائر الانتخابية؛ مما يوضح أن معظم المشاركين في بعض الدوائر الانتخابية أبطلوا أصواتهم، ولم ينتخبوا أيًا من المرشحين، سواء الإصلاحيون أو الأصوليون أو المستقلون.
ولم تعلن لجنة تنظيم الانتخابات، رسميًا، نسبة المشاركة في الانتخابات بالعاصمة طهران، بعد مرور ما يقارب 24 ساعة من انتهاء العملية الانتخابية، رغم انتشار الأخبار شبه الرسمية في وسائل إعلام النظام.
وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام، ومنها وكالة فارس، إن 25 مليون إيراني شاركوا في الانتخابات، وإن نسبة المشاركة بلغت 40 بالمائة.
وحظيت هذه الانتخابات بدعوات مقاطعة واسعة من مختلف التيارات المعارضة ومنتقدي النظام الحاكم، كما دعت شخصيات تنتسب إلى النظام من التيار الإصلاحي، إلى المقاطعة، وذلك "عقابًا" للنظام الحاكم، ولإجباره على تعديل نهجه في الحكم وإدارة شوؤن البلاد.
وللمرة الأولى، لم يشارك الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي، الذي طالما اعتبر أن الانتخابات الطريق الأقل كلفة للتغيير والإصلاح في النظام السياسي.
يُذكر أن انتخابات البرلمان السابقة عام 2022؛ سجلت أقل نسبة مشاركة، حيث شهدت تلك الانتخابات مشاركة 42 بالمائة من المواطنين الذين يحق لهم التصويت.
هزيمة المعتدلين وفوز المتطرفين
ومُنيَّ المعتدلون التقليديون داخل التيار الأصولي بهزيمة ساحقة، بعد أن كانوا قد وصفوا الانتخابات بأنها "غير تنافسية" و"مرتبة مسبقًا".
ووصل 4 من بين كل 5 مرشحين، إلى مجلس الخبراء، بعد إعلان نتائج انتخابات مجلس الخبراء بمحافظة مازندران في إيران.
يُشار إلى أن صادق آملي لاريجاني، رئيس السلطة القضائية السابق، الرئيس الحالي لمجلس تشخيص مصلحة النظام، احتل المركز الخامس، وبذلك فشل في الوصول إلى المجلس.
وأفادت تقارير إعلامية إيرانية، بأن رئيس البرلمان الحالي، محمد باقر قاليباف، حصل على المركز الرابع في الانتخابات البرلمانية بعد فرز 40 بالمائة من الأصوات في العاصمة طهران.
كما فازت شخصيات معروفة بقربها من المرشد علي خامنئي ومواقفها المتشددة تجاه الاتفاق النووي، في انتخابات العاصمة أيضًا.
وقال المحلل السياسي، مهدي مهدوي آزاد، إن الأصوليين المعتدلين قد قاطعوا هذه الانتخابات، أيضًا، في إشارة إلى فوز المتطرفين.