أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، اليوم الاثنين 4 مارس (آذار)، في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية في فيينا، أنه لم يتم إحراز أي تقدم في حل قضايا الضمانات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال غروسي إن إيران لم تقدم تفسيرات فنية موثقة إلى الوكالة حول وجود جزيئات اليورانيوم من أصل بشري في موقعي "ورامين" و"تورقوز أباد"، ولم تبلغ الوكالة بالموقع أو المواقع الحالية للمواد أو المعدات النووية الملوثة.
وأشار إلى أنه لا يمكن معالجة كل هذه المخاوف إلا من خلال التعاون البناء والهادف، وطلب من إيران التعاون بشكل كامل وبشكل لا لبس فيه مع الوكالة.
وأوضح أنه مرت ثلاثة أعوام منذ توقف طهران عن بروتوكول التفتيش الإضافي، وبالتالي منعت الوكالة من إجراء أنشطتها التكميلية في المواقع الإيرانية.
وتأتي تصريحات غروسي بينما نقلت وكالة "رويترز" للأنباء قبل ساعات عن مصادر دبلوماسية، أن الدول الغربية لا تنوي تصعيد خطابها تجاه إيران بشكل جدي لعدم تعاونها مع الوكالة في اجتماع مجلس محافظي الوكالة.
وقالت "رويترز" إنه وبسبب الصراع في غزة، واستمرار التوتر في الشرق الأوسط، فإن الولايات المتحدة لا تريد تأجيج التوتر في المنطقة من خلال تمرير قرار ضد طهران في مجلس المحافظين.
وخلال الأشهر الأخيرة، وخاصة بعد أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول) اعتبر منتقدو إدارة جو بايدن أن سياسة واشنطن تجاه طهران "متساهلة" للغاية، واتهم البعض الرئيس الأميركي باعتماد سياسة "الاسترضاء" تجاه إيران.
وحذر غروسي كذلك من أنه على الرغم من أن طهران خفضت بشكل طفيف معدل إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، إلا أن احتياطيات إيران من اليورانيوم المخصب لا تزال في ازدياد.
وكتبت "رويترز" في 16 من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي أن التقارير السرية الصادرة عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تظهر أن إيران لديها ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لصنع ثلاث قنابل نووية، وأنها ما زالت لا تتعاون مع الوكالة في القضايا الرئيسية.
وفيما يتعلق بتصريحات علنية صدرت في إيران مؤخرا بشأن قدرة طهران التقنية على إنتاج أسلحة نووية، قال غروسي إن مثل هذه التصريحات لا تؤدي إلا إلى زيادة مخاوف الوكالة بشأن صحة إعلانات الضمانات الإيرانية.
وإشارة غروسي تعود لتصريحات الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيراني، علي أكبر صالحي، الذي قال ضمنيا إن طهران لديها الإمكانية لصنع قنبلة ذرية.
ورفض صالحي، في مقابلة متلفزة، الإجابة بشكل مباشر على سؤال حول ما إذا كانت إيران قد حققت القدرة على صنع أسلحة نووية أم لا، وأضاف: "السيارة تحتاج إلى هيكل ومحرك وعجلة قيادة وما إلى ذلك. تقول إنكم صنعتم؟ أقول نعم! ولكن كل قطعة لغايتها الخاصة".
وأعرب غروسي عن قلقه البالغ إزاء توقف طهران من جانب واحد عن تنفيذ البيان المشترك المتعلق بالتعاون مع الوكالة، وما يتصل بمنع عدد من مفتشي الوكالة من ذوي الخبرة من دخول الأراضي الإيرانية.
وفي 17 سبتمبر (أيلول) الماضي، ألغت طهران ترخيص 8 مفتشين تابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية يحملون الجنسيتين الفرنسية والألمانية للعمل في الأراضي الإيرانية.