أعلن مقر الانتخابات في إيران فوز 14 مرشحا في الانتخابات البرلمانية بالعاصمة طهران من الجولة الأولى فيما تأجل حسم 16 مقعدا إلى الجولة الثانية. وظهر تأثير المقاطعة الواسعة حيث حصد محمود نبويان، الفائز الأول في انتخابات العاصمة، على 597 ألف صوت فقط، أي أقل من 8 في المائة.
وكان نبويان، أحد طلاب محمد تقي مصباح يزدي السابقين، هو المرشح الوحيد في دائرة طهران الذي تجاوزت أصواته 500 ألف صوت. وحصل المرشحون الآخرون الذين فازوا في هذه الجولة من الانتخابات على ما بين 316 ألف صوت و487 ألفا.
ومن بين هؤلاء المرشحين الأربعة عشر الفائزين، تظهر أسماء وجوه متشددة في جبهة الصمود (بايداري)، مثل: حميد رسائي ومرتضى آقا طهراني ومهدي كوتشك زاده.
ويشير الحضور القوي لأعضاء "جبهة الصمود" بين كبار الفائزين في طهران إلى أن جزءا كبيرا من مؤيدي الأصوليين المعتدلين تجنبوا أيضا المشاركة في الانتخابات.
وأعلنت وكالة "مهر" للأنباء أن نسبة المشاركة في طهران بلغت 24 في المائة. وذلك على الرغم من أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، دعا مراراً خلال الأشهر الماضية إلى مشاركة الشعب بحماس في انتخابات البرلمان وخبراء القيادة.
ويظهر مستوى المشاركة في طهران وأجزاء كثيرة من إيران أن الكثير من المواطنين قاطعوا هذه الانتخابات، بغض النظر عن دعوة خامنئي وغيره من القادة ومؤيدي النظام.
قاليباف يحل في المرتبة الرابعة
ويعد حصول محمد باقر قاليباف، رئيس البرلمان الحالي وإحدى الشخصيات المقربة من الحرس الثوري الإيراني وخامنئي، على المركز الرابع في انتخابات طهران، إحدى النقاط المهمة الأخرى في النتائج.
ولم يحصل قاليباف، إلا على 447 ألف صوت، وقد تردد اسمه فيما يتعلق بعدة قضايا فساد خلال السنوات الأخيرة، وفي الشهر الماضي أثار طلب ابنه الحصول على الإقامة الدائمة في كندا الكثير من الجدل.
وبحسب تقرير مقر الانتخابات، فقد حصل أمير حسين ثابتي، مذيع إذاعة وتلفزيون إيران، وحميد رسايي، على أصوات أكثر من قاليباف. ويمكن اعتبار هذه القضية علامة على تراجع سلطة رئيس البرلمان الحالي.
كما تظهر أسماء رضا تقي بور، ومنوشهر متكي، الوزيرين في حكومة محمود أحمدي نجاد، وإسماعيل كوثري، القائد في الحرس الثوري الإيراني، في قائمة "الفائزين" الذين حصلوا على 424 و404 و386 ألف صوت في مدينة طهران.
ووفقا لمقر الانتخابات في البلاد، يجب أن يتنافس 32 مرشحا على المقاعد الـ16 المتبقية في دائرة طهران، وهي المنافسة التي اقتصرت على نطاق المتطرفين المؤيدين للنظام بسبب الرقابة التصحيحية لمجلس صيانة الدستور.
ولم يظهر اسم علي مطهري، إحدى الشخصيات المقربة من الإصلاحيين، حتى ضمن أفضل 60 مرشحا.
ماذا يخبرنا عدد أصوات الفائزين الأوائل (المتصدرين) في انتخابات طهران النيابية؟
بحسب النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية، التي نشرت يوم الاثنين 4 مارس (آذار)، جاء نبويان في المركز الأول بحصوله على 597.770 صوتا.
وفي وقت سابق، أعلن عباس جوهري، المساعد السياسي لمحافظ طهران، أن عدد المؤهلين في طهران للمشاركة في انتخابات البرلمان وخبراء القيادة، يزيد قليلا عن 7 ملايين و775 ألف شخص.
وبهذه الطريقة، لم يحصل الفائز الأول في انتخابات طهران إلا على 7.7 بالمائة من إجمالي الأصوات المؤهلة في العاصمة.
كما أن عدد أصوات نبويان أقل حتى من عدد أصوات عزت الله أكبري تالاربشتي، المرشح الحائز على المركز الثلاثين في انتخابات البرلمان في طهران عام 2019. وقد حصل أكبري تالاربشتي على 642 ألف صوت في الدورة السابقة.
وخلال الفترة التي كان فيها المجتمع الإيراني لا يزال يُفضل محمد خاتمي وطيف الإصلاحيين، كانت أصوات مدينة طهران أعلى بعدة مرات من المعدل الحالي. وحصل محمد رضا عارف، زعيم ائتلاف "أميد" في الانتخابات البرلمانية عام 2015، على أكثر من 1.6 مليون صوت.
وبلغت أصوات عبد الرضا هاشم زائي، الذي احتل المركز الثلاثين في انتخابات 2015 بطهران، مليونًا و78 ألفًا، أي زيادة بأكثر من 500 ألف من أصوات نبويان في الانتخابات الأخيرة.
عدم اكتمال نصاب الجلسة العامة للبرلمان بسبب غياب النواب
وذكرت وكالة أنباء "تسنيم" التابعة للحرس الثوري الإيراني، أن الجلسة العامة للبرلمان لم تُعقد صباح الاثنين 4 مارس (آذار)، بسبب عدم اكتمال النصاب القانوني.
وبحسب هذا التقرير، فإن بعض النواب الحاليين الذين فشلوا في العودة إلى البرلمان في الانتخابات الأخيرة، وكذلك البعض الآخر الذي ينبغي أن يشارك في الجولة الثانية من الانتخابات، لم يحضر جلسة البرلمان.
وفي مقابلة مع "تسنيم"، انتقد أحمد حسين فلاحي، ممثل همدان، عدم انعقاد الجلسة العامة للبرلمان، وقال إن النواب "كان من المتوقع أن يتصرفوا بشعور بالمسؤولية وأن يأتوا إلى طهران لعقد جلسة البرلمان".
وأضاف أنه علينا نحن النواب الحاليون "تنظيم جلسات البرلمان حتى آخر يوم من أعماله، حتى لو لم ننجح في حضور البرلمان مرة أخرى".
وبحسب قول فلاحي، فإن قاليباف، بصفته رئيس البرلمان، يعتزم إعلان أسماء النواب الغائبين.