نشر الناشط السياسي، مصطفى تاج زاده، رسالة من سجن إيفين بطهران، واصفا الانتخابات الأخيرة في إيران بأنها "فشل تاريخي" لنظام الحكم في البلاد، وألقى باللوم فيها على المرشد الإيراني علي خامنئي.
وتتضمن رسالة تاج زاده، التي نشرت على قناته في تلغرام تحت عنوان "إصلاحات هيكلية أو استقالة"، انتقادات صريحة لسياسات خامنئي داخل وخارج البلاد.
وبالإشارة إلى انخفاض مشاركة الشعب و"النسبة الضئيلة لأصوات المنتخبين"، انتقدت هذه الرسالة علي خامنئي الذي، على الرغم من "شعار المشاركة القصوى... لم يتخذ أدنى خطوة لكسب ثقة ورضا غالبية المواطنين المستائين من الوضع الحالي واليائسين من التغيير".
وقد شهدت انتخابات الدورة الثانية عشرة للبرلمان الإيراني التي جرت يوم الجمعة 1 مارس(آذار)، أدنى نسبة مشاركة في كل الدورات السابقة. وأعلن مسؤولون في الحكومة الإيرانية أن نسبة المشاركة في هذه الانتخابات وكذلك في انتخابات مجلس خبراء القيادة في عموم البلاد بلغت 41 بالمائة منها 8 بالمائة من الأصوات "الباطلة". يأتي ذلك في حين أن عدم الكشف عن تفاصيل مثل عدد الأصوات الباطلة في العديد من الدوائر الانتخابية كطهران، خلق غموضاً لم يتم حله بعد.
وناقش مصطفى تاج زاده في رسالته عملية انخفاض المشاركة الشعبية التي ظهرت في انتخابات 2019 و2021، وكتب أن علي خامنئي لم يتعلم أي دروس من "انتخابات الحد الأدنى" هذه ورغم فشل الحكم الموحد في حل المشاكل، وخاصة التضخم وارتفاع الأسعار، فمازال يصر على استمرار السياسات التي لم تسفر إلا عن انتشار الفقر وتفشي الفساد وزيادة الغضب واليأس بين المواطنين.
وبالإشارة إلى الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها إيران، كتب هذا الناشط السياسي أن هذه الظروف تتطلب "أن يقوم المرشد وأتباعه... بفتح أفق جديد من خلال قبول الأخطاء وتصحيحها وإنهاء الصراع مع الحقوق والحريات المدنية والسياسية للإيرانيين وإعطاء الأولوية للتنمية بدلاً من الطموحات والمغامرات في المنطقة والعالم".
ثم انتقد تاج زاده مجلس خبراء القيادة وأكد أنه لو كانت هذه المؤسسة "نتيجة انتخابات حرة وأصوات حقيقية للشعب، لكان من الممكن أن تجبر خامنئي على الامتثال لرأي ومطالب الأغلبية الساحقة من الشعب، والاستسلام للإصلاحات الهيكلية والسياسية. وفي حالة عدم الامتثال يقدم استقالته أو يتم إقالته إذا لزم الأمر".
وفي النهاية، أشار مصطفى تاج زاده إلى أنه قضى بعض الوقت في السجن بتهمة "انتقاد أداء وسياسات المرشد الإيراني"، وقال إنه "مع احترامي لأبناء الوطن الذين صوتوا، أحيي مواطنينا الذين قالوا لا للابتذال بعدم التصويت، وليس لدي أدنى شك في أن الإيرانيين سيجعلون الانتخابات حرة في وقت أقرب مما يعتقده المناهضون للشعب".