بعد خمسة أيام من انتهاء الانتخابات التي شهدت مشاركة ضئيلة للغاية، أكد الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي أنه لم يشارك في الانتخابات "عن علم وصدق"، وأنه "هذه المرة قرر أن يكون مع الكثير من المعارضين ويتفق معهم".
يشار إلى أن عدم تصويت خاتمي، وهو أمر غير مسبوق، أكده رئيس مكتبه السابق بعد يوم واحد من الانتخابات.
وقوبل خبر رفضه المشاركة في الانتخابات بردود فعل ما بين إيجابية وسلبية من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب البعض أن "أهدافا سياسية"، بما في ذلك إمكانية محاولة نقل قيادة المعارضة إلى داخل البلاد، وراء هذا القرار.
وأوضح خاتمي، يوم الثلاثاء 5 مارس (آذار)، سبب تصرفه في لقاء مع مجموعة من مستشاريه، قائلاً : "هذه المرة قررت أنه إذا لم أتمكن من فعل أي شيء للشعب، فسوف أكون مع الجمع الكبير من المستائين الذين يعتقدون في أعماقهم أنه إذا كان هناك طريق للخلاص فهو طريق الإصلاح."
وتابع خاتمي أنه لم يصوت على أمل في "استعادة ثقة الشعب المتضررة في النظام والتيارات السياسية، بما في ذلك الإصلاحية، إلى حد ما".
واعتبر الرئيس الإيراني الأسبق أن "الحل المنشود" للتخلص من الوضع الراهن في البلاد هو "المصالحة الوطنية"، والتي "في ظلها... سيتم سد الطريق أمام الإطاحة بالنظام" .
ولا يزال خاتمي يعتقد أن النظام الذي يرفع شعار "الجمهورية الإسلامية... يمكنه الاستجابة للعديد من المطالب التاريخية للشعب وتطلعاته طويلة الأمد".
ويأتي استمرار معارضة هذا الرئيس الأسبق وزعيم الإصلاحات في إيران مبدأ "الإطاحة" بالنظام، في حين ظل معارضو النظام لسنوات يهتفون في كل احتجاج: "أيها الإصلاحيون، أيها الأصوليون، انتهى الأمر"، ويحتجون علانية على قيادة المرشد علي خامنئي.
من ناحية أخرى، لا يزال المرشد الإيراني، علي خامنئي، يصر على أن المتظاهرين، بمن فيهم الفتيات والنساء اللاتي خرجن إلى الشوارع العام الماضي، عددهم قليل ويتلقون الأموال من "العدو".
لكن رغم الإصرار المتكرر وتوصيات المرشد على ضرورة المشاركة في الانتخابات، إلا أن الانتخابات النيابية وانتخابات خبراء القيادة التي جرت يوم الجمعة الماضي تمت بمشاركة قليلة من الشعب، وعدد كبير من الأصوات الباطلة.
وبحسب الإحصائيات التي نشرتها وزارة الداخلية، فإن نسبة المشاركة كانت أعلى من 50% في 8 محافظات فقط من البلاد.