حذرت منظمة العفو الدولية من أنه قبل يومين فقط من اليوم العالمي للمرأة، بدأت السلطات الإيرانية جولة جديدة من الضغط والتشدد لفرض "الحجاب الإجباري"، وزادت من شدة مراقبة النساء والفتيات في الأماكن العامة، وحكمت على بعض النساء بالسجن، والجلد، والمشاركة الإجبارية في دروس "الأخلاق".
واليوم الأربعاء 6 مارس(آذار)، أي قبل يومين من اليوم العالمي للمرأة، انتقدت منظمة العفو الدولية بشدة، من خلال نشر تقرير يتضمن شهادة 46 شخصاً، تزايد التشدد والعنف والقمع ضد النساء والفتيات في إيران، معلنةً أن عشرات الآلاف من النساء تم احتجازهن لمجرد أنهن كن في سياراتهن دون حجاب.
وبحسب هذا التقرير، فقد تم القبض على بعض هؤلاء النساء ومحاكمتهن. وحُكم على بعضهن بالجلد والسجن، وعلى البعض الآخر بعقوبات أخرى مثل الغرامات أو الإجبار على حضور "دروس الأخلاق".
وبمناسبة نشر هذا التقرير، أعلنت منظمة العفو الدولية: "لقد جمعت المنظمة شهادات من 46 شخصًا، من بينهم 41 امرأة، وامرأة متحولة، وفتاة واحدة وثلاثة رجال، في فبراير من هذا العام".
وقالت ديانا الطحاوي، نائبة مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "بعد انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية"، قامت سلطات النظام الإيراني بتكثيف الأجواء الأمنية والمراقبة المستمرة على المرأة، من أجل خلق الترهيب وسحق المقاومة ضد الحجاب الإجباري".
ووفقا لقولها، فإن منفذي هذه القوانين الإلزامية والمهينة هم شرطة الأخلاق، وشرطة المرور، والمحاكم، ووزارة الاستخبارات، والحرس الثوري وميليشيات الباسيج، وغيرهم من عناصر الأمن الذين يرتدون الزي المدني.
وكتبت منظمة العفو الدولية في تقريرها: "تظهر الوثائق الرسمية أنه منذ أبريل 2023، أمرت شرطة الأخلاق الإيرانية بإيقاف مئات الآلاف من السيارات التي اتُهم سائقوها أو ركابها، حتى من المراهقات، بعدم ارتداء الحجاب المناسب. وتم إصدار أوامر الإيقاف بناءً على الصور التي تلتقطها كاميرات المراقبة أو تقارير عناصر الأمن بالزي المدني والذين يقومون بدوريات في الشوارع. ويتم استخدام برنامج شرطة يسمى "ناظر" للإبلاغ عن لوحات أرقام السيارات".
وقدم هذا التقرير المزيد من التفاصيل حول الإجراءات غير القانونية والمهينة التي يتعين على النساء أو أقاربهن تحملها بعد عدم الالتزام بالحجاب الإجباري، حتى يتمكنوا أخيرًا من تحرير سياراتهم بدفع غرامة مالية كبيرة.
ووصفت النساء اللاتي تمكنت منظمة العفو الدولية من التحدث إليهن كيف منعتهن السلطات من الوصول إلى وسائل النقل العام والخدمات المصرفية والمطارات وغيرها، لأنهن لم يلتزمن بالحجاب الإجباري.
وأخبرت هؤلاء النساء منظمة العفو الدولية كيف شابت هذه العملية الإهانات الجنسية والتهديدات القضائية والأمنية.
وتناول تقرير منظمة العفو الدولية أيضاً تنفيذ حكم الجلد بحق رؤيا حشمتي، والتي كشفت عنه في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت المنظمة في تقريرها أنها حققت في تقرير وزارة الاستخبارات التي أمرت بالمراقبة المستمرة لأنشطة فنانة عبر الإنترنت.
وأشارت منظمة العفو الدولية في تقريرها إلى أمثلة أخرى على القيود والتهديدات الجنسية وتهديد الحياة من قبل مختلف السلطات الأمنية والقضائية، وعكست تجارب عدد من النساء الإيرانيات في هذا الصدد.
وكانت هذه المنظمة قد دعت في وقت سابق إلى تقديم المستندات من المتضررين من قوانين "الحجاب الإجباري".