في أول خطاب له بعد الانتخابات التي جرت في 1 مارس (آذار) الجاري، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي، إن انتخاب المرشد القادم يجب أن يكون على أساس المبادئ الثابتة للجمهورية الإسلامية، وعلى النواب الجدد ألا يفسدوا "حلاوة البرلمان الجديد"، في إشارة إلى وجود خلافات بينهم.
وفي اجتماع، يوم الخميس 7 مارس (آذار)، بمناسبة اختتام الدورة الخامسة لمجلس الخبراء، قال خامنئي للأعضاء الجدد للمجلس: "يجب على مجلس الخبراء التأكد من عدم إهمال المبادئ الثابتة للجمهورية الإسلامية في الاختيارات التي سيقوم بها. هذا مهم جدًا".
وأضاف: "يعني أن اختيار المرشد يجب أن يتم على أساس الأصول والمبادئ الثابتة في الجمهورية الإسلامية".
ولم يوضح المرشد الإيراني المزيد عن "المبادئ الثابتة" التي كان يشير إليها. لكن في العقود الماضية، كانت سياسات مثل "معاداة إسرائيل" و"معاداة أميركا" دائمًا من بين سياسات النظام الإيراني في مجال الدبلوماسية.
وتأتي تصريحات خامنئي بشأن اختيار المرشد المقبل في حين أن مرضه أصبح علنيا منذ سنوات، وتزايدت التكهنات بأنه مع وفاة خامنئي في المستقبل غير البعيد، سيضطر مجلس الخبراء إلى اختيار مرشد جديد.
وقد اكتسبت هذه التكهنات قوة لأن مجلس الخبراء لم يقم بعد بتعيين خليفة لخامنئي بشكل رسمي وعلني.
ورحب المرشد الإيراني بالتركيبة الجديدة للبرلمان الإيراني، وطالب بعدم إفساد "حلاوة البرلمان الجديد".
وقال: "إن الشيء الذي يمكن أن يفسد حلاوة البرلمان الجديد هو الكلام المثير للجدل والشجار والخلاف الذي يرغب به العدو".
وتزايدت في الأيام الأخيرة الخلافات بين وسائل الإعلام الرسمية وبعض النواب الجدد.
وهاجمت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، حميد رسايي، الحائز على المركز الثاني في الانتخابات البرلمانية في طهران، مطالبة إياه بـ"الكف عن بث الفرقة ووهم السلطة ورئاسة البرلمان".
وقال رسائي تعليقا على فساد بعض البرلمانيين في البرلمان الحالي بعد فوزه بالانتخابات: "أتمنى أن لا يستطيع أحد في الفترات المقبلة أن يترقى في مجال السياسة بالواسطة والعلاقات الأسرية، والتقرب من الشخصيات، وحمل الحقائب دون أن يمتلك المؤهلات اللازمة".
وأضاف دون أن يذكر أحدا: "أولئك الذين كانوا الخيار الأول لشعب طهران قبل أربع سنوات، في هذه الانتخابات انخفض ثلثا أصواتهم، وهذا الانخفاض بنسبة الثلثين عن المركز الأول في الانتخابات السابقة له رسالة لهذا البرلمان."
في الوقت نفسه، كتب مصطفى تاج زاده، السجين السياسي والمسؤول السابق في الحكومة الإيرانية ووزارة الداخلية، في مقال من سجن إيفين حول انتخابات الأول من مارس "المهندسة"، أن هذه الانتخابات "فشل تاريخي" لنظام الحكم وخاصة المرشد.
وأضاف تاج زاده: "أحيي مواطنينا الذين قالوا لا للابتذال بعدم التصويت، وليس لدي أدنى شك في أن الإيرانيين سيجعلون الانتخابات حرة في وقت أقرب مما يعتقده المناهضون للجمهورية".
وبعد هذا المقال، تم استدعاء هذا السجين السياسي، الذي يقضي عقوبة السجن لمدة خمس سنوات في سجن إيفين، من قبل الفرع الأول لمكتب المدعي العام للمنطقة 33، بتهمة "التجمع والتواطؤ للعمل ضد الأمن القومي والنشاط الدعائي ضد النظام".