أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير، إلى قلق الغرب بشأن برنامج إيران النووي، وقالت إن دبلوماسيين أوروبيين وأميركيين حذروا من تصاعد التوتر في المنطقة بعد حرب غزة، وزيادة قوة ونفوذ التيارات الإيرانية المتطرفة، التي تدعم حصول طهران على أسلحة نووية.
وأضافت الصحيفة، في تقريرها، أن قلق الدول الغربية ازداد بعد فوز شخصيات معارضة للاتفاق النووي في الانتخابات الإيرانية الأخيرة ودخولها البرلمان.
وأوضحت: "على الرغم من أن هذه الانتخابات تمت هندستها إلى حد كبير، وسجلت أدنى مستوى من المشاركة في تاريخ النظام، فإن البرلمان لايزال مؤثرًا في القضايا الداخلية لإيران".
وأكدت الصحيفة، أن الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، تبنى في الأيام الأخيرة، المواقف السابقة لمسؤولي النظام الإيراني، حول سلمية برنامج طهران النووي.
وأشارت إلى أن ارتفاع مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران، ووصوله إلى ما يقرب من 90 بالمائة، وبلوغ عتبة صنع السلاح النووي، ملف آخر يزيد من المخاوف بشأن البرنامج النووي الإيراني.
في غضون ذلك، قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية، إن إيران لا تتعاون مع المنظمات الدولية فيما يتعلق ببرنامجها النووي، وذلك خلال اجتماع مجلس المحافظين الأسبوع الماضي في العاصمة النمساوية، فيينا.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائل غروسي، يوم 4 مارس (آذار) الجاري، أنه لم يتم إحراز أي تقدم بشأن الضمانات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال غروسي: إن إيران لم تقدم تفسيرًا موثوقًا من الناحية الفنية فيما يتعلق بوجود جزيئات اليورانيوم ذات الأصل البشري في موقعي "ورامين" و"تورقوز آباد"، ولم تبلغ الوكالة الدولية بموقع التخزين الحالي للمواد النووية والمعدات الملوثة.
وأعلنت دول الترويكا الأوروبية، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في السابع من مارس (آذار) الجاري، أن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين بشأن قدرات بلدهم التقنية لإنتاج أسلحة نووية، جاءت في الاتجاه المعاكس لإجراءات خفض التصعيد، وتثير المزيد من القلق، وتتعارض مع التزامات طهران القانونية لمعاهدة حظر الانتشار النووي.
بدورها، دعت الولايات المتحدة الأميركية، في بيان وجهته إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة، مؤكدة أن نشاطاتها أصبحت مقلقة للغاية.
وأثيرت المخاوف بشأن التصريحات الأخيرة للمسؤولين الإيرانيين حول القدرة على إنتاج أسلحة نووية بعد أسابيع قليلة من تصريحات الرئيس السابق لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي.
وأشار صالحي إلى المفاوضات النووية بين إيران والقوى العالمية، قائلًا: "هذه المفاوضات تجمدت منذ أشهر، ولا اتصالات بين إيران وهذه الدول حاليًا حول الملف النووي".
ورفض صالحي، في مقابلة متلفزة، الإجابة بشكل مباشر عن سؤال حول ما إذا كانت إيران قد حققت القدرة على صنع أسلحة نووية أم لا، وأضاف: "السيارة تحتاج إلى هيكل ومحرك وعجلة قيادة وما إلى ذلك. تقولون إنكم صنعتم؟ أقول نعم! ولكن كل قطعة لغرضها الخاصة".
وينتهي الاتفاق النووي الإيراني في أكتوبر 2025، رسميًا، وهناك احتمال أن يتولى دونالد ترامب، المعارض القوي لهذا الاتفاق النووي، رئاسة للولايات المتحدة، في ذلك الوقت.
كما يخشى الغرب من أن يؤدي تصاعد الأزمة في الشرق الأوسط إلى إشعال الصراع بين إيران وإسرائيل.
وحذر قائد القيادة المركزية الأميركية، مايكل إريك كوريلا، في 7 مارس (آذار) الجاري، من أن "تحول إيران إلى قوة نووية "سيغير وجه الشرق الأوسط إلى الأبد".
وأضاف كوريلا: "على طهران أن تدرك جيدًا أن سلوكها ستكون له عواقب وتبعات".