قال وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، إن بلاده ستقدم لإيران "النفط الأسود"، مقابل استيراد الغاز الطبيعي من طهران.
وأشار وزير الكهرباء العراقي، في مقابلة مع وكالة الأنباء العراقية الرسمية، إلى أزمة العجز في الغاز الإيراني، والقيود على صادرات الغاز في أوقات الشتاء.
وأكد أن المسؤولين العراقيين وقعوا على اتفاق لاستيراد الغاز من تركمانستان، يتم بمقتضاه استيراد 20 مليون متر مكعب من الغاز، لكنهم في الوقت الراهن يتفاوضون مع إيران لتوصيل الغاز إلى العراق باستخدام الأنابيب الإيرانية.
وقال إنه في حال التوصل إلى اتفاق مع إيران، يمكن تنفيذ قرار استيراد الغاز من تركمانستان، اعتبارًا من صيف عام 2024.
وسيتم تسليم هذا الغاز إلى المحافظات الشمالية في إيران، وفي المقابل ستقوم إيران بتسليم غازها إلى العراق في المناطق الجنوبية من البلاد.
وبموجب الاتفاق بين طهران وبغداد، تلتزم إيران بتسليم 50 مليون متر مكعب من الغاز إلى العراق يوميًا، لكنها سلمت في السنوات الماضية نصف هذه الكمية فقط.
وقال وزير الكهرباء العراقي إن بغداد بدأت أيضًا مفاوضات مع قطر للحصول على الغاز، في إشارة إلى الانخفاض الكبير في صادرات الغاز الإيراني إلى العراق خلال الشهرين الماضيين.
كما أعلنت الحكومة العراقية أن إيران خفضت صادرات الغاز والكهرباء إلى العراق إلى الصفر؛ بسبب موجة البرد والعجز الإيراني الكبير في الغاز.
ولم يحدد المسؤول العراقي المقصود بـ "النفط الأسود"، لكن هذا المصطلح، في الغالب يستخدم للإشارة إلى وقود الديزل؛ باعتباره الوقود الأكثر تلويثًا للبيئة.
ويستخدم العراق الغاز الذي يستورده من إيران لتزويد محطات الطاقة الكهربائية بالوقود، ويعتمد نحو ستة آلاف ميغاواط من طاقة إنتاج الكهرباء في العراق (أي ما يعادل ثلث القدرة الإجمالية) على الغاز المستورد من إيران.
وكان المسؤولون في طهران، سبق أن تحدثوا عن خطة لتبادل الغاز مع النفط العراقي، لكنهم لم يذكروا وقود الديزل.
وأدى إصرار إيران على تصدير الغاز إلى تركيا والعراق في ظل عجزها المتزايد، إلى ارتفاع الاستهلاك السنوي من وقود الديزل شديد التلوث إلى جانب الديزل الإيراني بنحو 18 مليار لتر، مقارنة بالسنوات القليلة الماضية.
وتستهلك إيران 110 ملايين لتر من الديزل و45 مليون لتر من زيت الوقود يوميًا، في فصل الشتاء، بسبب نقص الغاز، مما أدى إلى تفاقم تلوث الهواء في مختلف المدن.
ويقول مسؤولون إيرانيون إن العراق مدين بما بين 9 و11 مليار دولار نظير شراء الغاز والكهرباء من إيران، لكن وزير الكهرباء العراقي زياد علي فاضل نفى ذلك، وقال إن العراق ليس عليه أي ديون لإيران.
وأضاف أنه بموجب الاتفاق بين البلدين تم إيداع أموال الغاز والكهرباء المستوردة من إيران في حسابات إيرانية ببنك التجارة العراقي، إلا أن عملية الدفع لم تكتمل، بسبب العقوبات الأميركية.
وأصدرت الولايات المتحدة الأميركية، الصيف الماضي، قرارًا يسمح لإيران باستخدام الموارد المالية المحظورة في العراق لشراء سلع غير خاضعة للعقوبات من دول ثالثة.
ولم يتضح بعد سبب عدم استخدام إيران لهذه الموارد، لكن يبدو أن إيران تتوقع من العراق تسليمها الأموال بالدولار أو اليورو، في حين أن أموال الغاز والكهرباء الإيرانية محفوظة بالدينار العراقي في حساب بنك التجارة العراقي.