تضامن رواد مواقع التواصل الاجتماعي في إيران على نطاق واسع مع سيدة إيرانية قام رجل دين بتصويرها عندما كانت ترضع طفلها في مستشفى، بداعي عدم ارتدائها الحجاب.
فيما تحرك أنصار النظام بشكل منسق للهجوم على السيدة التي احتجت على تصرفات رجل الدين، وطالبته بحذف صورها من هاتفه، وغردوا تحت هشتاغ "سليطة"، ليرد المعارضون للنظام برفع هشتاغ آخر متضامن مع السيدة بعنوان مضاد: "كلنا سليطة"، في إشارة إلى أنهم يتعاطفون مع السيدة، ويؤيدون ما قامت به ضد رجل الدين الموالي للنظام.
ونشرت قناة "إيران إنترناشيونال"، السبت الماضي، مقطع فيديو من مستوصف في مدينة "قم"، يظهر مقاومة سيدة لرجل دين قام بتصويرها عندما كانت ترضع طفلها، لتتحول الحادثة بعد ذلك إلى موضوع جدلي ساخن في الوسط الإيراني.
مقطع الفيديو أثار موجة كبيرة من الغضب الشعبي، لا سيما في وسائل التواصل الاجتماعي، وانبرى أنصار النظام لتخفيف حدة الانتقادات من خلال إطلاقهم لحملة مضادة ضد السيدة واتهموها بأنها "سليطة" عندما قاومت وهاجمت رجل الدين، الذي تجاوز على خصوصيتها وقام بتصويرها بحجة عدم ارتداء الحجاب.
وقال مغرد متضامن مع السيدة إن إطلاق هشتاغ (كلنا سليطة) ضد هشتاغ أنصار النظام يفقد الكلمة (سليطة) من معناها الذي أراد النظام وأنصاره تشويه صورة السيدة وضرب سمعتها من خلاله.
ودافعت مغردة تدعى مينا خاني في منشور على منصة "إكس" عن إطلاق هشتاج "كلنا سليطة"، وقالت إنه ينبغي أن لا يتحسس البعض من تبني مثل هذه العناوين والهشتاغات، لأنها تساعد في كسر قوالب تقليدية تستخدم لضرب أفراد وجماعات بعينها.
وبعد رفع هشتاغ "كلنا سليطة"، انتقد البعض تبني معارضي النظام لهذا الهشتاغ كوسيلة للتضامن مع السيدة، التي وصفها أنصار النظام بـ"السليطة"، وقالوا إنه كان الأحرى اختيار هشتاغ ومسمى آخر للتعبير عن التضامن مع السيدة، وانتقاد ممارسات رجل الدين الموالي للسلطة.
ورفضت الناشطة والصحافية آسية أميني هذه الانتقادات لتبني هذا الهشتاغ "كلنا سليطة"، وقالت: "أنتم المعتدون والمتجاوزون. أن تكون سليطا أفضل مائة مرة من أن ترتزق من خلال إيذاء الآخرين والاعتداء على خصوصية أم وابنها المريض. نحن سليطة، كن أنت إنسانا!"
وقالت مواطنة أخرى في مقطع صوتي وصل لـ"إيران إنترناشيونال": "في مناخ مسموم بالخرافات والتقاليد المريضة نجد أن المرأة عندما تدافع عن حقها وترد على الظلم تتعرض لهجمات وتوصف بالسليطة".
وأضافت: "نحن الإيرانيات الشابات عندما يتعلق الأمر بحقوقنا نكون سليطات (جريئات) في رفض الظلم والدفاع عن الحقوق. إن التاريخ والزمان سيغيران معنى هذه المفردة من المعنى السلبي إلى الإيجابي".
وقال متعاطف آخر يدعى بويان مقدسي في تغريدة له: "ليتني أستطيع أن أكون مثل هذه السيدة في الرد على تحجر النظام الديني المستبد واعتداءاته".
وليست هذه المرة الأولى التي يفجر مقطع فيديو من مقاومة سيدة لضغوط النظام وأنصاره موجة من الانتقادات والهجوم على النظام وسياساته، فقد سبقت أحداث مماثلة وتحولت سيدات مثل "سبيده رشنو" إلى رمز للدفاع عن حقوقها في وجه أنصار النظام ومؤيديه.
وقد زادت المقاومة المدنية للنساء منذ أحداث مهسا أميني التي قُتلت في مركز لشرطة الأخلاق بطهران بتهمة عدم ارتداء الحجاب الإجباري، وهي حادثة فجرت الاحتجاجات العارمة التي شهدتها إيران عام 2022، وامتدت لعشرات المدن والمحافظات الإيرانية راح ضحيتها مئات القتلى والمصابين برصاص الأمن الإيراني.