تستمر أزمة الدواء في إيران ويستمر معها عجز الحكومات المتعاقبة، على الرغم من كثرة الوعود لحل هذه المعضلة المستمرة منذ سنوات طويلة.
واللافت في هذا الملف هو أن الصيدليات فارغة في الغالب من بعض الأدوية المهمة لذوي الأمراض المزمنة وصعبة العلاج، في الوقت نفسه يمكن الحصول على هذه الأدوية في السوق السوداء بأسعار مرتفعة للغاية.
وقال شهود عيان لـ"إيران إنترناشيونال" إن الأدوية لا تتوفر في المستشفيات أيضا، لكنها موجودة وبشكل كبير في الأسواق السوداء المتزايدة في عموم البلاد، مؤكدين أن البعض حوّل قضية الدواء إلى تجارة مربحة من خلال الاحتكار والبيع في الأسواق السوداء.
كما أوردت بعض التقارير الإعلامية معلومات تفيد بأن بعض المواطنين، وبسبب الأزمة الاقتصادية، يقومون ببيع الأدوية المهمة في السوق السوداء بعد أن يحصلوا عليها من المستشفيات والمراكز الطبية الرسمية، بسبب الأمراض التي يعانون منها كالسرطان وما شابه.
وكشف المتحدث باسم منظمة الغذاء والدواء الحكومية، سجاد إسماعيلي، عن اتساع ظاهرة بيع الدواء في وسائل التواصل الاجتماعي، وقال إنه بعد تحريات المنظمة وتحقيقاتها تبين أن كثيرا من هذه الأدوية التي يشتريها المواطنون هي أدوية مغشوشة ولا مفعول لها، خاصة أدوية السرطان.
وفي تقرير لصحيفة "هم ميهن" الإيرانية قالت إن أكثر جملة يسمعها المواطنون عندما يقصدون الصيدليات هذه الأيام هي جملة "فعلا لا يتوفر".
وتوضح الصحيفة أنه وفي مثل هذه الحالة لا يبقى أمام المرضى وذويهم سوى اللجوء إلى السوق السوداء بأمل الحصول على الدواء الذي يحتاجونه.
وقبل عامين دعا المرشد الإيراني، علي خامنئي، السلطات إلى مواجهة من يخلون بشبكة توزيع الدواء والمتاجرة بها، لكن لم يحدث شيء على أرض الواقع، واستمرت الأزمة بل تزداد سوءا وترديا.
واعتبر خامنئي في تصريحاته أن شح الدواء في الصيدليات وتوفرها بكثرة في الأسواق السوداء وبأسعار باهظة بأنها "مشكلة أساسية في شبكة توزيع الدواء".