أعلنت صحيفة "فايننشال تايمز" عن جولة من "المفاوضات السرية" بين إيران وأميركا في عمان بشأن البرنامج النووي الإيراني، ولمنع هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
وبحسب هذا التقرير الذي نشر أمس الأربعاء 13 مارس(آذار)، فإن المفاوضات جرت بشكل غير مباشر في يناير(كانون الثاني).
وهذا هو الاجتماع الأول بين كبار المسؤولين في إيران والولايات المتحدة بعد تعليق المفاوضات النووية لمدة عشرة أشهر.
وبحسب قول مسؤولين مطلعين، فقد تفاوض مستشار البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى جانب نائب الممثل الأميركي الخاص لشؤون إيران، أبرام بيل، مع مساعد وزير الخارجية والمسؤول عن المفاوضات النووية الإيرانية علي باقري كني.
وكانت هذه المفاوضات تجرى بشكل غير مباشر، حيث تحمل السلطات العمانية رسائل الطرفين لبعضهما بعضا.
وكان من المفترض أن تعقد الجولة الثانية من المحادثات بحضور أبرام بيلي وباقري كيني في فبراير(شباط)، لكن إيران أجلت هذا الاجتماع بسبب حضور بيلي في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن لدينا العديد من القنوات لإرسال رسائل إلى إيران.
ولم يوضح المزيد حول هذه القضية، لكنه قال إنه منذ 7 أكتوبر(تشرين الأول) وبداية صراع غزة، ركزت أميركا على مجموعة واسعة من التهديدات الإيرانية.
يذكر أنه منذ الحرب بين إسرائيل وحماس، هاجمت القوات التابعة لإيران في العراق وسوريا مواقع القوات الأميركية، وشن الحوثيون في اليمن، بدعم من طهران، هجمات واسعة النطاق على السفن في البحر الأحمر.
وكانت آخر المفاوضات المعلنة بين إيران والولايات المتحدة تتعلق بشهر مايو من العام الماضي، والتي ركزت على البرنامج النووي الإيراني ورفع العقوبات الأميركية ولكنها لم تنجح.
وقال شخص مطلع على المفاوضات في عمان لصحيفة "فايننشال تايمز" إن المسؤولين الأميركيين يعتبرون القناة غير المباشرة مع إيران وسيلة مفيدة للتعامل مع مجموعة واسعة من التهديدات الإيرانية المتزايدة لتجنب انتشار الحرب والصراعات الأكبر.
وسبق أن زعمت إيران أنه لا تأثير لها على الميليشيات في المنطقة.
كما قال مسؤول إيراني لصحيفة "فايننشال تايمز" إن إيران لا تستطيع إملاء أي شيء على الحوثيين، لكن يمكنها التفاوض معهم. وتقول واشنطن إن طهران تزود ميليشيات الحوثي بالسلاح والمال.
وأيضًا، في أعقاب مقتل ثلاثة من أفراد الجيش الأميركي في هجوم شنته الميليشيات المدعومة من إيران في العراق على قاعدة عسكرية في الأردن، سحبت طهران كبار قادتها من سوريا، كما أعلنت الميليشيات العراقية أيضًا أنها لن تقوم بعد الآن بمهاجمة القوات الأميركية؛ الأمر الذي وصفته هذه الصحيفة بأنه علامة على جهود طهران "للسيطرة على الميليشيات العراقية".
وأضاف مسؤول إيراني، والذي لم يذكر اسمه، أنه عندما زار قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، بغداد الشهر الماضي، طلب من الميليشيات العراقية أن تتصرف بطريقة لا تُدخل فيها الولايات المتحدة بمواجهة مع إيران.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، يوم 19 فبراير، أن مسؤولين إقليميين وغربيين قالوا إن إيران، رغم رغبتها في تعطيل مصالح أميركا وإسرائيل في الشرق الأوسط، تشعر بالقلق من مواجهة مباشرة، وطلبت من حزب الله وغيرها من الجماعات الوكيلة ممارسة ضبط النفس حيال القوات الأميركية.
وقبل ذلك بيوم، نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن عدة مصادر إيرانية وعراقية، أن زيارة إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني إلى بغداد أدت إلى وقف هجمات الميليشيات المدعومة من إيران ضد القوات الأميركية.