ذكرت وكالة "رويترز" للأنباء، أن قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، زار بيروت، الشهر الماضي، للاجتماع بقادة حزب الله لمناقشة مخاطر الهجوم الإسرائيلي المحتمل على حزب الله، والذي قد يتسبب في أضرار جسيمة للشريك الإقليمي الرئيس لإيران.
وأضافت الوكالة، في تقرير، نُشر اليوم، الجمعة، 15 مارس (آذار)، أن قاآني التقى الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، خلال زيارته إلى بيروت، وهو اجتماعهما الثالث على الأقل منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وقالت مصادر لـ "رويترز": إن "احتمال شن هجوم إسرائيلي واسع النطاق على لبنان وكذلك الإضرار بحزب الله اللبناني" كان محور المحادثات بين نصر الله وقاآني.
وأكد نصر الله، في هذا اللقاء، أنه في حال اندلعت الحرب مع إسرائيل أو أميركا، فإن حزب الله لن يورط إيران في هذا الصراع وسيقاتل بمفرده.
وقال نصرالله لـ "قاآني": "هذه هي معركتنا".
ويشعر المسؤولون في إيران بالقلق من أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على حزب الله ولبنان، وتصاعد التوتر في المنطقة سيضغط عليهم لإظهار ردود فعل أقوى مما أظهروه منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وقال مصدران قريبان من إيران لـ "رويترز": إن إيران وحزب الله اللبناني يدركان العواقب الوخيمة لحرب أوسع نطاقًا في لبنان، بما في ذلك خطر تصعيدها والتسبب في هجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
ونقلت "رويترز" عن محللين قولهم: إن هذا الاجتماع تناول الضغوط على استراتيجية إيران لتجنب التصعيد في المنطقة، وفي الوقت نفسه إظهار الدعم لغزة عبر الميليشيات المسلحة في العراق وسوريا واليمن.
وذكرت الوكالة، نقلاً عن مصدر إيراني، أن القائد العام للحرس الثوري وقائد فيلق القدس اجتمعا مطلع الشهر الماضي في طهران مع قادة الميليشيات المدعومة من إيران باليمن والعراق وسوريا ولبنان، دون حضور ممثل عن حماس، واستمر الاجتماع يومين متتاليين.
وتوصل المشاركون، في هذا اللقاء، إلى إجماع على أن إسرائيل تريد توسيع الحرب لتبرير وجود المزيد من القوات الأميركية في المنطقة.
وفي هذا السياق، أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، بظهور تهديدات "إرهابية" جديدة في أوروبا، وتحييد العديد من "العمليات الإرهابية"، واعتقال عدد من طالبي اللجوء والعناصر المتطرفة، قائلة: إن هذه التهديدات مرتبطة بإيران ووكلائها في المنطقة.
وأدت الاشتباكات في جنوب لبنان، والتي يبدو أنها تدار بتنسيق وتوافق مسبق، لمنع حدوث تصعيد كبير، إلى نزوح عشرات الآلاف من الأشخاص على جانبي الحدود الإسرائيلية- اللبنانية.
وأدت الهجمات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 200 من مقاتلي حزب الله ونحو 50 مدنيًا في لبنان، كما أدت الهجمات اللبنانية على إسرائيل إلى مقتل العشرات من الجنود الإسرائيليين وستة مدنيين.
وأشار وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في شهر فبراير (شباط) الماضي، إلى أن إسرائيل تخطط لزيادة هجماتها على لبنان من أجل إبعاد مقاتلي حزب الله بشكل حاسم عن الحدود؛ رغم أنه ترك الباب مفتوحًا للدبلوماسية.