أعرب عدد كبير من السياسيين الإيرانيين، عن قلقهم بشأن التهديدات التي وصفوها بعودة "فترة أحمدي نجاد"، وذلك بعد نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، التي سيطر عليها الأصوليون المتشددون المقربون لتوجهات المرشد.
وأبدى مساعد الرئيس السابق حسن روحاني، والباحث المتخصص في العلوم الإنسانية، أشرف بروجردي، في مقابلة مع صحيفة "اعتماد أونلاين"، قلقه من هذا الوضع، وسلط الضوء على أوجه التشابه بين الحكومة الإيرانية الحالية برئاسة إبراهيم رئيسي والبرلمان الجديد، وفترة رئاسة أحمدي نجاد، التي توصف بالشعبوية المحافظة بين عامي (2005 و2013)، والبرلمان المتشدد بعد أن فقد الإصلاحيون السلطة أمام المحافظين في عام 2004.
وحذر من أن الحكومة الحالية والبرلمان الجديد من المرجح أن يكررا القضايا التي أصابت المشهد السياسي والاقتصادي في إيران خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين في ظل نظام محافظ للغاية.. مشددًا على أن مصير مثل هذه الحكومة والبرلمان الفشل بلا شك.
وأشار إلى خيبة الأمل المتزايدة بين المواطنين، قائلًا: "كثير من الناس يبتعدون عن النظام بعد كل انتخابات؛ لذلك، يحتاج النظام إلى إعادة النظر بجدية في قراراته وطريقة تفاعله مع المواطنين".
وأضاف أنه "حتى بعض أولئك الذين صوتوا في الانتخابات الأخيرة في إيران فعلوا ذلك فقط ليقوم المسؤولون بختم هوياتهم؛ لأنهم بحاجة إلى ذلك لاستمرار أعمالهم ومعيشتهم".
وعلى غرار العديد من المحللين الآخرين، أرجع بروجردي، معظم مشاكل إيران إلى الفصائل المحافظة المتشددة، التي تولت السلطة منذ العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، مما أعاق تقدم البلاد، حسب وصفه.
وأوضح المسؤول الإيراني السابق كيف أدى إنكار أحمدي نجاد المحرقة اليهودية "الهولوكوست" إلى زيادة عزلة إيران على الساحة الدولية.
من جانبه أشار السياسي المحافظ، عباس سليمي نامين، إلى أن بعض أعضاء البرلمان المحافظين المنتخبين حديثًا قد صعدوا إلى السلطة من خلال حملات تشهير ضد خصومهم السياسيين.. داعيًا النواب إلى "تنحية خلافاتهم جانبًا وإعطاء الأولوية لمصالح الوطن".
وحذر من الصراعات السياسية والتطرف داخل البرلمان، مشيرًا إلى التوترات، التي تسبب فيها بعض النواب، من خلال مهاجمة زملائهم الآخرين، مما أثار تحذيرات المرشد خامنئي وبعض مقربيه. وشدد على أن استمرار حملات التشهير لن يحظى بدعم شعبي.. مؤكدًا أهمية الكفاءة في الإجراءات البرلمانية.
وفي تطور آخر، حذر النائب مسعود بزكيان، المقرب من المرشد، علي خامنئي، من مخاطر الشعبوية، وسلط الضوء على الحالات التي قدم فيها المسؤولون والمشرعون الإيرانيون وعودًا كبيرة دون تحقيق نتائج ملموسة.
وأشار إلى تعهد الرئيس الإيراني "إبراهيم رئيسي" ببناء أربعة ملايين منزل في أربع سنوات، على وجه التحديد.. مؤكدًا أن مثل هذه الوعود غالبًا ما تفشل؛ بسبب تعقيدات الحوكمة والقيود العملية.
يُذكر أن رئاسة أحمدي نجاد، التي دامت ثماني سنوات، اتسمت بالشعارات الشعبوية، وانتهاج سياسة خارجية راديكالية أدت إلى فرض عقوبات دولية، وإهدار ما يقرب من 600 مليار دولار من عائدات النفط.
وخلال السنوات الست الأولى من رئاسة أحمدي نجاد، لم تتأثر إيران بأي عقوبات على تصدير النفط؛ حيث كانت أسعار النفط الخام العالمية في ذروتها، ووصلت إلى 120 دولارًا للبرميل.
ورغم أن الرئيس الإيراني الأسبق، أحمدي نجاد، غيَّر موقفه السياسي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، منتقدًا النظام في بلاده، فإن فترة ولايته تعتبر بداية تراجع الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية في إيران.