حذرت الحكومة الأميركية من الهجمات السيبرانية على أنظمة إمدادات المياه في أميركا، مشيرة إلى التهديدات المستمرة للقراصنة المرتبطين بإيران ضد البنية التحتية الحيوية للولايات المتحدة.
وأكد البيت الأبيض، في رسالة رسمية موجهة إلى حكام الولايات الأميركية المختلفة، أن الهجمات المذكورة، بالإضافة إلى احتمال تعطيل الوصول إلى مصادر مياه الشرب، تفرض تكاليف لا يمكن تعويضها على الضحايا المحتملين.
ووقع على رسالة التحذير جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، ومايكل ريغان، مدير وكالة حماية البيئة الأميركية.
وشدد معدو الرسالة على أن أنظمة مياه الشرب والصرف الصحي تعد هدفًا جذابًا للهجمات السيبرانية لأنها، على الرغم من أهميتها، غالبًا ما تفتقر إلى الموارد والقدرات التقنية اللازمة لتبني حلول الأمن السيبراني المتطورة.
وطُلب من حكام الولايات الأميركية المختلفة إجراء تقييم شامل لإجراءات الأمن السيبراني في هذا المجال لتحديد نقاط الضعف المهمة.
وأكد البيت الأبيض أنه في الأشهر الماضية، هاجم قراصنة الحرس الثوري الإيراني البنية التحتية للمياه في الولايات المتحدة نتيجة إساءة استخدام كلمة المرور الافتراضية لأجهزة التحكم الصناعية التي تصنعها شركة يونيترونيكس.
وبالإضافة إلى إيران، حددت السلطات الأميركية أيضًا قراصنة تابعين للحكومة الصينية باعتبارهم تهديدًا خطيرًا في هذا الصدد.
وبحسب نص الرسالة المنشورة، فقد اخترقت مجموعة القرصنة "فولت تايفون" العديد من الأنظمة الحيوية في الولايات المتحدة، بما في ذلك البنية التحتية لإمدادات المياه في البلاد، في عملية إلكترونية.
وتؤكد تقييمات الوكالات الفيدرالية بثقة عالية أن بكين تسعى إلى تعطيل البنية التحتية الحيوية لأميركا في حالة زيادة التوترات السياسية أو الصراع العسكري مع الولايات المتحدة.
وفي 2 ديسمبر (كانون الأول) 2023، هاجمت مجموعة قرصنة تابعة لإيران تسمى "المنتقمون السيبرانيون" منشآت إدارة مياه "أليكيبا" في ولاية بنسلفانيا، مما أدى إلى تعطيل معدات ضخ المياه في مدينتين.
وفي هذه السلسلة من العمليات، أشار القراصنة، من خلال عرض رسالة على شاشة هذه الأجهزة، إلى أن المعدات المستخدمة في هذه المنشآت إسرائيلية الصنع .
ووصفت نائبة مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض آن نويبرغر الهجمات بأنها "غير معقدة".
وتشير التقارير إلى أن أجهزة التحكم الصناعية المصنعة من قبل شركة "یونیترونیکس" الإسرائيلية تباع بكلمة المرور "1111" بشكل افتراضي.
وبعد فترة وجيزة من هذه الهجمات، أصدرت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية تحذيرًا لموردي منتجات التكنولوجيا بالتوقف عن تصنيع المنتجات بكلمات المرور الافتراضية.
وفي يناير (كانون الثاني) 2024، طالب كبار المسؤولين في جمعية المياه الأميركية، في اجتماع خاص مع ممثلي الكونغرس، بمزيد من الأموال لتدريب القوى العاملة في هذا المجال وللتعامل مع الهجمات الإلكترونية التي يشنها المتسللون.