قال مدير حوزة الخميني، حسن مرادي، إن خطيب جمعة طهران، كاظم صديقي، وقَّع شخصيًا على وثيقة نقل الأرض إلى الشركة العائلية الخاصة به.
يأتي ذلك بعد الكشف عن وثائق الاستيلاء على الأراضي من قبل خطيب جمعة طهران، كاظم صديقي، قبل أيام.
وأضاف مرادي، مدير حوزة الخميني المملوكة لكاظم صديقي، في تسجيل صوتي نُشر أمس، الخميس، إن صديقي وقّع شخصيًا على وثيقة نقل الأرض من الحوزة إلى الشركة العائلية الخاصة به.
وأشار مرادي، إلى أنه كان من المفترض أن يبنوا مجمعًا تعليميًا في هذا المكان، ولتسهيل هذا العمل والحصول على الأموال، قاموا بتسجيل مؤسسة، ومن خلال نقل الأرض باسم المؤسسة التعليمية، يحصلون على مساعدة مالية من وزارة التعليم.
وأكد مرادي أنه كان يعلم منذ البداية أنه إذا سجلت الأرض باسم الحوزة فلن يساعد أحد في بنائها، وأضاف: "في ذلك الوقت قررنا أن نقول إن هذه مؤسسة تعليمية لنتمكن من جلب المساعدات".
وقبل ذلك، كانت حوزة الخميني قد نشرت بيانًا أكدت فيه أن صديقي حضر إلى المكتب ووقَّع على وثائق نقل ملكية حديقة الحوزة العلمية إلى الشركة المملوكة له ولأبنائه.
ونشر المحامي محسن برهاني، الأستاذ المقال من جامعة طهران، مقالًا بعنوان "رائحة التستر" على قناته في تيليغرام، وقال: إن هناك احتمالًا للتستر في قضية استيلاء صديقي على الأراضي.
وأشار إلى أن الحوزة، أعلنت في بيانين، أنها تقوم بإعادة 4200 متر من الأراضي إلى الحوزة، وقال إن الندم ولو بعد دقائق من ارتكاب الجريمة لا تأثير له في تحققها، وجريمة نقل الملكية إلى الغير قد وقعت وانتهى الأمر.
وبحسب قول هذا المحامي، فإنه بعد أشهر قليلة من ارتكاب الجريمة، وبعد الكشف عنها، فإن ادعاء إعادة الأرض لا يؤثر على الجريمة، وإذا تحققت إعادة الأرض يمكن اعتبارها من حالات التخفيف في العقاب.
وأضاف أننا جميعًا نتذكر أنه تم اعتقال ممثل بسبب منشور أو مواطن بسبب تغريدة، دون أي استدعاء، وكتب أن الرأي العام حريص جدًا على ما سيفعله المدعي العام في طهران أو المدعي الخاص برجال الدين في هذا الصدد.
وبحسب الوثائق، التي نشرها الصحافي المعارض والمدير السابق لـ "معماري نيوز"، ياشار سلطاني، فإن صديقي، من خلال تأسيس شركة عائلية تدعى "بيروان أنديشة هاي قائم"، قام بالاستيلاء على حديقة بمساحة 4200 متر مربع بجوار حوزة الخميني في أزغول طهران.
وقد تم تسجيل شركة "بيروان انديشه هاي قائم" في 4 يونيو 2023 باسم كاظم صديقي وولديه: محمد مهدي، ومحمد حسين.
وذكر صديقي، في رسالة موجهة إلى المدعي العام في طهران، في 17 مارس (آذار) الجاري، أنه لا يعلم بنقل هذه الحديقة إلى شركة عائلته، وأن توقيعه تم تزويره من قِبل أحد أقاربه.
بعد ذلك، نشرت وكالة أنباء"إيسنا"، يوم الثلاثاء 19 مارس (آذار)، مقالاً حول تصريحات كاظم صديقي، خطيب جمعة طهران، فيما يتعلق بقضية الفساد المالي والاستيلاء على الأراضي، وانتقدته هو وعائلته. وكتبت أن رد فعل صديقي على اتهامه بالاستيلاء على الأراضي يزيد من الغموض في هذه القضية.
يذكر أن كاظم صديقي من الشخصيات المتشددة في النظام الإيراني، وخطيب جمعة طهران، ورئيس مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومؤسس ومدير حوزة الخميني.
وكان صديقي يعمل رئيسًا للنيابة العامة والمحكمة العليا للقضاة، ونُشرت تقارير عن دوره في إعدام السجناء السياسيين في الثمانينيات.
وتعد شركة "آريا معدن بركاس" التي تعمل في مجال التعدين، إحدى الشركات المسجلة لدى عائلة صديقي، ومازالت تعمل في هذا المجال حتى الآن.
يشار إلى أن صديقي، وهو أحد تلامذة محمد تقي مصباح يزدي، عضو مجلس خبراء القيادة، سابقًا، وزعيم التيار الديني المتشدد في إيران، ادعى عدة مرات، بما في ذلك في يوليو 2012، أن المرشد علي خامنئي، كان على علاقة بالإمام الثاني عشر للشيعة، وبعد وفاة مصباح يزدي، قال في أحد البرامج التليفزيونية، إن مصباح عاد للحياة في مغسلة الأموات.
وعلى الرغم من الكشف عن فساد صديقي المالي، فإنه لا يزال مقربًا من خامنئي، وكان من بين الحاضرين في خطاب المرشد في اليوم الأول من عيد النوروز في "حسينية الخميني".