أظهرت نتائج التحقيقات بين مقدار الأجور، التي حددها مجلس العمل الأعلى للعمال للعام الإيراني الجديد، والحد الأدنى من المواد اللازمة للمعيشة، التي أعلنها رئيس لجنة الأجور في مجالس العمل في محافظة طهران لأسرة مكونة من 4 أفراد، وجود فجوة قدرها 15 مليون تومان في الأجور ونفقات المعيشة.
وأعلن مجيد رحمتي، رئيس لجنة الأجور في مركز تنسيق مجالس العمل بمحافظة طهران، في 10 مارس (آذار)، في مقابلة مع وكالة أنباء “إيلنا”، أن الحد الأدنى من المواد اللازمة للمعيشة لأسرة مكونة من أربعة أفراد في طهران يبلغ 32 مليونًا و850 ألف تومان، وقال إننا قدرنا هذا المعدل على مستوى البلاد بـ 26 مليونًا و550 ألف تومان.
واتفق ممثلو الحكومة وأصحاب العمل في المجلس الأعلى للعمل، بعد ذلك، في 19 مارس الجاري، على زيادة الحد الأدنى لأجور العمال بنسبة 35% للعام الجديد، وتم تحديد الحد الأدنى لأجور العمال لأسرة مكونة من أربعة أفراد بـ 12 مليونًا و107 آلاف تومان.
وطبقًا للحد الأدنى للأجور البالغ 12 مليونًا و107 آلاف تومان، بالمقارنة مع 26 مليونًا و550 ألف تومان المحددة كسلة عيش على مستوى الدولة، نجد أن الأسرة العاملة المكونة من أربعة أفراد في إيران ستواجه عجزًا قدره 15 مليون تومان لتغطية نفقات معيشتهم، طبقًا للأرقام المعلنة.
وبمقارنة هذه الأرقام، ستشهد أسرة عاملة مكونة من أربعة أفراد في طهران فجوة قدرها 20 مليونًا و743 ألف تومان في الأجور ونفقات المعيشة.
وقد أشار الصحفي الاقتصادي، رضا غيبي، في حديثه مع “إيران إنترناشيونال”، إلى أن الحد الأدنى لتكلفة المعيشة للعمال أقرب إلى الأرقام التي أعلنها الناشطون العماليون، مضيفًا أنه من الصعب جدًا أن نتصور عائلة مكونة من أربعة أفراد في إيران تعيش بأقل من 20 مليون تومان، هذه الأيام.
وأضاف، أن الأدلة المتاحة تظهر أن الوضع المعيشي للمواطنين في إيران حرج للغاية، ومن خلال النظر إلى الأسعار في المتاجر عبر الإنترنت، يمكنك أن ترى أن إدارة أسرة مكونة من أربعة أفراد بدخل أقل من 20 مليون تومان أمر مستحيل عمليًا في البلاد، وذكر أمثلة على نفقات الأسرة مثل النفقات الطبية ونفقات السكن والمعيشة.
وضرب مثلًا بأن الكثير من الأشخاص يفضلون خلع أسنانهم بدلاً من حشوها وإصلاحها، وهذا الوضع يدل على أنهم يبحثون عن الطريقة الأرخص، وليس العلاج النهائي، ويمكن ملاحظة الشيء نفسه في جميع القطاعات، بما في ذلك استبدال المنتجات الغذائية العالية الجودة بمنتجات منخفضة الجودة.
وقال إن هذه الظروف تعد بأوقات عصيبة للعمال، وأكد أن الحكومة تدرك هذه القضية ولهذا السبب ذهبت للبحث عن علاوات معيشة مثل مليون تومان لحل مشكلة سوء التغذية للأمهات والأطفال، ودفعت إعانات لأكثر من 60 مليون نسمة، تحت ذريعة ذكرى ثورة 1979.
هذا وقالت رئيسة نقابة العمال في إيران، سميه غل بور، اليوم، السبت 23 مارس (آذار)، في إشارة إلى زيادة أجور العمال، إن الرواتب في العام الجديد (بدأ في 20 مارس الجاري)، لن تغطي 60 بالمائة من تكاليف المعيشة للأسر الإيرانية.