وجد التقرير الاستقصائي الذي نشرته قناة "إيران إنترناشيونال" حول العملية التخريبية التي شهدتها ورشة نووية إيرانية في منطقة "شاد آباد" بطهران، صدى كبيرا في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وبناء على عشرات الوثائق القضائية والمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" من مجموعة "عدالة علي" للقرصنة، فإن طهران تحمل إسرائيل مسؤولية هذا الحادث.
وأظهرت وثائق "إيران إنترناشيونال"، أنه في أواخر يوليو (تموز) 2020، تم إشعال النار في ورشة إنتاج بمنطقة "شاد آباد" في العاصمة الإيرانية. وكان النظام الإيراني قد أخفى وجود هذا المكان الحساس وإشعال النار فيه.
ونشر موقع "i24"، أحد المواقع الإخبارية البارزة في إسرائيل، ما جاء في تقرير الذي نشرته "إيران إنترناشيونال" يوم الأحد 24 مارس (آذار) الجاري.
وفي مقابلة مع موقع "i24"، اعتبر جيسون برودسكي، مدير السياسات في "التحالف ضد إيران النووية"، نشر أخبار هذه العملية التخريبية أمرًا مهمًا، وقال إن وجود هذه الورشة لم يتم ذكره في تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن البرنامج النووي الإيراني.
وأضاف برودسكي أن الكشف عن وجود هذا المكان "سيثير أسئلة جدية تتعلق بالضمانات بالنسبة للوكالة الدولية والنظام الإيراني".
واستنادا على المعلومات المقدمة في تقرير "إيران إنترناشيونال"، قال إن ورشة العمل هذه تابعة لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية.
وأكد أنه، مع أخذ هذه المسألة في الاعتبار، ربما ركزت ورشة العمل على إنتاج أجهزة الطرد المركزي أو تخصيب اليورانيوم، وليس على أنشطة الأسلحة.
وأضاف مدير السياسات في "التحالف ضد إيران النووية"، أن أنشطة الأسلحة في إيران يتم تنفيذها من قبل منظمة أبحاث الدفاع الحديثة (سبند)، وهي تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.
وجاء في التقرير الذي نشرته "إيران إنترناشيونال" أن شخصا يدعى مسعود رحيمي، قام مع 8 أشخاص آخرين بإضرام النار في ورشة "شاد آباد" بطهران.
وحصل هؤلاء على مليارين و700 مليون ريال (نحو 6500 دولار أميركي)، من شخص مجهول أخبرهم أنه مدين لصاحب الورشة ويريد الانتقام منه.
وكان الرجل المجهول قد وعدهم بأنهم إذا أشعلوا النار في الورشة ودمروا ممتلكاتها وأخذوا مقاطع فيديو وصور منها، فسوف يدفع لهم المزيد من المال.
وتم القبض على هؤلاء الأشخاص التسعة بعد العملية، واتهموا "بالعمل ضد الأمن القومي الإيراني من خلال التعاون مع إسرائيل".
وبحسب الوثائق التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، أصبح هذا الحدث من أهم القضايا في مجال الأمن القومي الإيراني، ووصل تقريره إلى المرشد علي خامنئي الذي طالب بإنزال أشد العقوبات على المتهمين.
وذكرت "i24" في تغطيتها تفاصيل تقرير "إيران إنترناشيونال"، تصريحات علي قناعت كار، محقق الفرع الأول لمكتب المدعي العام، الذي سبق وحذر من أن "رئيس وكالة المخابرات المركزية ومستشار الأمن القومي الأميركي يؤكدان أن العاطلين عن العمل، ومدمني المخدرات، والأشخاص الذين يعانون مشكلات اجتماعية، هم المؤهلون لتنفيذ العمليات في إيران".
تصريحات قناعت كار جاءت في تقرير "سري للغاية" موجه إلى المدعي العام في طهران، حصلت "إيران إنترناشيونال" على نسخة منه.
وأضافت قناة "i24" أن الكشف عن المعلومات حول ورشة "شاد آباد" النووية يتم في "وقت في غاية الأهمية" بالنسبة لإسرائيل والدول الغربية.
وأعلن رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في 4 مارس (آذار) الجاري، أنه لم يتم إحراز أي تقدم في حل قضايا الضمانات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.
وقال غروسي إن إيران لم تقدم حتى الآن تفسيرا واضحا من الناحية الفنية حول وجود جزيئات اليورانيوم في موقعي "ورامين" و"تورقوز آباد"، ولم تبلغ الوكالة الدولية بموقع التخزين الحالي للمواد النووية والمعدات الملوثة.
في السنوات الأخيرة، واجهت الوكالة الدولية تحديات خطيرة مع النظام الإيراني بشأن ما لا يقل عن ثلاثة مواقع غير معلنة للبرنامج النووي الإيراني في "ورامين" و"تورقوز آباد" في ضواحي طهران، وكذلك "مريوان" في آباده بمحافظة فارس.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ردًا على طلب "إيران إنترناشيونال" للتعليق حول الوثائق المتعلقة بالعملية التخريبية في "شاد آباد": "ليس لدينا معلومات عن هذا المكان".
وانعكس تقرير "إيران إنترناشيونال" كذلك في موقع "واي نت" الإخباري، وهو موقع إعلامي إسرائيلي بارز آخر.