ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن الطبيبة المتخصصة بأمراض القلب، برستو بخشي، أقدمت على الانتحار لتنهي مسيرة حياتها، وتعيد التذكير بتزايد خطر السلامة النفسية بين الطواقم الطبية في إيران.
وكان مدير شبكة الصحة في مدينة "دلفان"، يوسف رضا جهاني، قد أعلن عن وفاة مفاجئة للطبيبة برستو بخشي التي كانت تعمل في مستشفى "ابن سينا" بمدينة "دلفان" التابعة لمحافظة لرستان، جنوب غربي إيران.
وأوضح المسؤول الطبي الإيراني أن بخشي، البالغة من العمر 35 عاما، كانت قد بدأت في دوامها بالمستشفى قبل 4 أيام، ليكتشف زملاؤها بعد مراجعتهم شقتها السكنية أنها أقدمت على الانتحار، دون معرفة الملابسات الحقيقية وراء هذه الحادثة.
كما قال قائم مقام مدينة دلفان تعليقا على هذه الحادثة أن الطبية المتوفية انتقلت "مؤخرا" من طهران إلى العمل في مستشفى "رحيمي" بمدينة خرم آباد في لرستان، وبدأت قبل 4 أيام العمل في مستشفى مدينة دلفان.
كما كرر قائم مقام المدينة ما ذكره مدير الشبكة الصحية في المدينة من أن أسباب انتحار الطبيبة لم تعرف بعد، وأن التحقيقات في هذا الخصوص جارية.
وتعليقا على الأزمة النفسية المتفاقمة بين الطواقم الطبية من الأطباء ومساعديهم في إيران، قال رئيس إدارة العلاقات العامة في النظام الطبي الإيراني علي سلحشور، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الأزمة النفسية والاكتئاب الذي يعاني منها الأطباء الشباب في إيران "غير مسبوق".
وكتب سلحشور: بدأت الدكتورة بخشي عملها بعد صدمتين كبيرتين (فقدان الوالدين) ومع تأخير لمدة عام واحد. ولم تساعد وزارة الصحة في نقل مكان عملها، كما كانت الطبيبة المتوفية على "القائمة السوداء" لوزارة الصحة.
وتابع رئيس إدارة العلاقات العامة في النظام الطبي الإيراني روايته عن قضية بخشي قائلا: مارس أحد أساتذة الطب الداخلي في مستشفى "رحيمي" في "خرم آباد" ظلما شديدا بحقها، وتصرف بشكل مهين ومذل في التعامل معها. دفعوا نصف راتبها فقط! كل هذه الممارسات والإجحاف بحقها أدى إلى هذه الحادثة المؤسفة والمريرة.
عضو لجنة إدارة النظام الطبي في طهران، محمد رضا أسدي، أشار بدوره إلى "دوامة انتحار الأطباء"، وقال إن هذه الأحداث تأتي في ظل "تجاهل أو سوء إدارة" المسؤولين في البلاد، وقد تحول هذا الأمر إلى تهديد خطير لنظام السلامة في إيران.
وطالب أسدي بتحديد المسؤولين المقصرين في هذه الأحداث والمساهمين في زيادة حالات الانتحار بين الأطباء، مؤكدا أن خطر انتحار الطواقم الطبية قد حذر منه الأطباء في مجال السلامة، والآن يجب أن نرى هل يظهر المسؤولون المعنيون حرصا على سلامة المواطنين؟
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، كتب موقع "تجارت نيوز" أنه تم الإبلاغ عن ثلاث حالات انتحار بين الأطباء خلال أسبوع واحد فقط.
وفي ذلك الحين اعتبر نائب رئيس التعليم والبحث في منظمة النظام الطبي الإيراني، بابك شكارجي، أن أكبر مشكلة للأطباء هي "غياب الأمل لديهم تجاه المستقبل".
رئيس لجنة الإدارة في منظمة النظام الطبي بمدينة خرم آباد، علاء الدين شيخي، دعا إلى تشكيل اجتماع عاجل بحضور المسؤولين الحكوميين ونواب البرلمان ومسؤولي وزارة الصحة لدراسة هذه القضية وفهم أبعادها.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي طالبت الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران، في رسالة إلى الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بتشكيل لجنة للتحقيق في انتحار الأطباء ومساعديهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هذه الأحداث المريرة.
وبحسب تصريحات رئيس الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران وحيد شريعت، فإن وزارة الصحة الإيرانية تعتبر الإحصائيات الدقيقة لحالات انتحار السكان سرية ولا تعلن عنها.