استمرت الانتقادات لحادثة انتحار طبيبة القلب برستو بخشين، بعد الظلم والإساءة التي تعرضت لها من قبل المسؤولين، وحرمانها من حقوقها ونقلها تعسفيا.
وطالب رئيس منظمة النظام الطبي الإيراني، يوسف كاظمي، اليوم الثلاثاء 26 مارس (آذار) بمحاسبة المقصرين في هذه الحادثة، ودعا الجهات الأمنية للتدخل في قضية انتحار الأطباء التي باتت تتكرر بشكل مقلق في إيران.
وكتب كاظمي في بيان له حول الحادثة: "كم من الأطباء يجب أن ينتحر لكي نرى اهتماما بأوضاعهم وقضاياهم؟ صدقوني لو صدرت الأحكام في هذه القضايا فإن الأجواء الخانقة سوف تنتهي".
وكشف رئيس منظمة النظام الطبي الإيراني عن اجتماع عقده مسؤولو المنظمة، أمس الاثنين، لمناقشة حادثة انتحار الطبيبة برستو بخشي.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أعلنت يوم أمس أن الطبيبة المتخصصة بأمراض القلب، برستو بخشي، أقدمت على الانتحار لتنهي مسيرة حياتها. وأعادت الحادثة التذكير بتزايد خطر السلامة النفسية بين الطواقم الطبية في إيران.
وذكرت مصادر طبية أن بخشي، البالغة من العمر 35 عاما، كانت قد بدأت في دوامها بالمستشفى قبل 4 أيام، ليكتشف زملاؤها، بعد مراجعتهم شقتها السكنية، أنها أقدمت على الانتحار دون معرفة الملابسات الحقيقية وراء الحادثة.
وتعليقا على الأزمة النفسية المتفاقمة بين الطواقم الطبية من الأطباء ومساعديهم في إيران، قال رئيس إدارة العلاقات العامة في النظام الطبي الإيراني علي سلحشور، في منشور له على مواقع التواصل الاجتماعي، إن الأزمة النفسية والاكتئاب الذي يعاني منه الأطباء الشباب في إيران "غير مسبوق".
وكتب سلحشور: بدأت الدكتورة بخشي عملها بعد صدمتين كبيرتين (فقدان الوالدين) ومع تأخير لمدة عام واحد. ولم تساعد وزارة الصحة الطبيبة في نقلها من مكان عملها، كما كانت الطبيبة المتوفية على "القائمة السوداء" للوزارة.
وتابع رئيس إدارة العلاقات العامة في النظام الطبي الإيراني روايته عن قضية بخشي قائلا: مارس أحد أساتذة الطب الداخلي في مستشفى "رحيمي" في "خرم آباد" ظلما شديدا بحقها، وتصرف بشكل مهين ومذل في التعامل معها. دفعوا نصف راتبها فقط! كل هذه الممارسات والإجحاف بحقها أدى إلى هذه الحادثة المؤسفة والمريرة.
وحمّل الطبيب هادي يزداني وعضو حزب اتحاد الشعب، مديري الطبيبة في المستشفيات مسؤولية انتحارها، وقال إن المسؤولين قاموا بنقلها إلى أماكن نائية، على الرغم من علمهم بأنها تعيش أوضاعا نفسية سيئة بعد وفاة والديها.
وطالب الناشط الإعلامي، هاشم موذن زاده، باستقالة المسؤولين المتورطين في حادثة انتحار الطبية بخشي.
فيما رأى آخرون أن المشكلة أوسع من أن تقتصر على مسؤولين اثنين أو ثلاث، وإنما أصل المشكلة ينبع من وجود نظام الجمهورية الإسلامية، والفساد المستشري في مؤسسات الدولة والذي يدفع المواطنين من مختلف الشرائح والطبقات إلى اليأس من المستقبل وفقدان الأمر بالتغيير، ما يجعلهم يفكرون بأمور مثل الانتحار أو الهجرة.
وفي ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، كتب موقع "تجارت نيوز" أنه تم الإبلاغ عن ثلاث حالات انتحار بين الأطباء خلال أسبوع واحد فقط.
وفي ذلك الحين اعتبر نائب رئيس التعليم والبحث في منظمة النظام الطبي الإيراني، بابك شكارجي، أن أكبر مشكلة للأطباء هي "غياب الأمل لديهم تجاه المستقبل".