أعلنت السلطات الإيرانية اعتقال سرين كورتيس "بديعي"، إحدى الشخصيات المشهورة على "إنستغرام" المعروف باسم "الأمير سرين" بتهمة "الاعتداء على المقدسات"، وفق ما ذكرت وكالة "ميزان" للأنباء التابعة للسلطة القضائية.
ويأتي هذا الاعتقال بعد عودة سرين المفاجئة من الولايات المتحدة الأميركية إلى إيران، على الرغم من مواقفه السابقة المعارضة ضد النظام الإيراني.
وأعلن سرين قبل أيام، في مقطع فيديو، عن عودته إلى إيران وتوثيقه بعض مقاطع الفيديو، ليتم اعتقاله لاحقا في مدينة كرج مركز محافظة ألبرز، شمالي إيران.
وأمس الاثنين 25 مارس (آذار)، وصف مدير وكالة "ميزان" التابعة للقضاء الإيراني، مهدي كشت دار، "الأمير سرين" بـ"شخص معتد على المقدسات"، معلنا عن اعتقاله في مدينة كرج.
وكتب كشت دار: "لقد تم توجيه التهم إليه، وصدر قرار اعتقال مؤقت بحقه، وأودع السجن حتى اكتمال التحقيقات في ملفه".
وتذكر بعض وسائل الإعلام الإيرانية إن "بديعي" من مواليد 1973، وهو نجل العقيد جلال بديعي، أحد كبار جنود الجيش الإيراني قبل ثورة 1979، ورئيس قوات الاستخبارات المعروف بـ"السافاك" في مدينة "قم"، وجرى إعدام والده في بداية الثورة.
ويقيم "الأمير سرين" في الولايات المتحدة الأميركية، وعُرف في السنوات الأخيرة بمقاطعه المثيرة للجدل حول الإسلام والشيعة والنظام الإيراني.
ويدعي "الأمير سرين" أنه الوريث الشرعي لحكم الأسرة القاجارية التي حكمت إيران لأكثر من قرنين، قبل إسقاطهم وإنهاء حكمهم على يد الأسرة البهلوية عام 1925.
رود فعل واسعة على مواقع التواصل
وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع خبر اعتقال "الأمير سرين"، وتوقعوا صدور حكم مشدد بحقه بسبب مواقفه السابقة من النظام في إيران.
ورحب أنصار النظام الإيراني، في وسائل التواصل الاجتماعي، باعتقاله ودعوا السلطات إلى إنزال أشد العقوبات بحقه.
وكتب أحد رجال الدين، ويدعى محمد مهدي مصلح، في تغريدة له على منصة "إكس": "لقد اعتدى على المقدسات.. يجب أن يرمى في الأكياس (الموت).
فيما طالب مغرد آخر ويدعى "صدف"، بإعدام "الأمير سرين" بسببه "إساءته للمسلمين".
مغردون آخرون انتقدوا ضعف الإجراءات الأمنية في إيران، وتساءلوا كيف لشخص بهذه المواقف الصريحة ضد النظام أن يدخل إلى البلاد ويقوم بإعداد مقاطعه بالصوت والصورة في وضح النهار؟
في المقابل شكك بعض المغردين بهذه الرواية برمتها، واتهموا النظام بافتعال هذه القضية بهدف صرف أنظار المواطنين عن القضايا الرئيسية في البلاد، مثل أزمة الدولار، والتضخم، وفضيحة فساد ممثل المرشد في طهران كاظم صديقي.
وكتب مغرد يدعى "بونه": "وصلت مشاريع النظام لإلهاء الشعب إلى "الأمير سرين"، بعد أمير حسين مقصود لو (المعروف بتتلو) ووحيد خزائي وميلاد حاتمي"، وهي شخصيات جدلية ومعروفة في وسائل التواصل الاجتماعي بإيران.
فيما أشار مغردون آخرون إلى قضايا جدلية أخرى مثل حضور ممثلة إباحية لإيران (ويتني رايت)، ونشرها لصور وهي ترتدي الحجاب من داخل البلاد، وإعلان دعمها لسياسة طهران الخارجية والداخلية، مما خلق جدلا في وسائل التواصل استمر لعدة أيام.
وفي منشور بعنوان: "السياسة المعقدة والفاقدة للرحمة"، كتب الناشط عبدالله عبدي تعليقا على الحادثة: "تجب معرفة من هي الجهات التي أغرت الأمير سرين بالمجيء إلى إيران؟ وإذا لم يكن مثل هذا الاحتمال فيجب أن نسأل ما الغاية التي دفعت السلطات إلى السماح لسرين بالدخول إلى البلاد، وقيامه بإعداد مقاطع فيديو، ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي لتبادر السلطات بعد ذلك باعتقاله".
فيما حذر المحامي، علي مجتهد زاده، بالانشغال في ملف "الأمير سرين" ونسيان ملف فساد كاظم صديقي، خطيب جمعة طهران والمقرب من المرشد علي خامنئي، والذي استولى على أكثر من 4000 متر مربع من الأراضي في شمال العاصمة طهران، ونقلها إلى شركته العائلية.