أفادت معلومات حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أنه تم العثور على جثة السجينة السياسية السابقة سارا تبريزي في منزل والدها بطهران.
وقبل أيام من وفاتها المشبوهة كانت تبريزي، البالغة من العمر 20 عاما، تتعرض إلى مضايقات مستمرة من الاستخبارات الإيرانية، واستدعيت إلى مقر الاستخبارات قبل يوم من وفاتها.
وفي 15 نوفمبر (تشرين الثاني) من العام الماضي، وأثناء عزمها للسفر إلى إنجلترا، اعتقلتها السلطات الإيرانية في مطار "الخميني" بطهران، وتم نقلها إلى مركز الاحتجاز التابع لوزارة الاستخبارات بسجن "إيفين"، شمال العاصمة طهران.
وبعد حوالي 10 أيام تم إطلاق سراح تبريزي من سجن "إيفين" مع انتهاء الاستجوابات بكفالة مالية قدرها مليار تومان.
ووفقا للمعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد أمضت تبريزي الأيام الثلاثة الأولى من احتجازها في الحبس الانفرادي، وبعد أن عانت من ارتفاع معدل ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم بسبب الضغط الناتج عن بقائها وحيدة في الحبس الانفرادي، نقلت أولاً إلى جناح السجن رقم 209 في "إيفين"، ومن ثم تم نقلها إلى زنزانة تتسع لثلاثة أشخاص في مركز الاحتجاز التابع للاستخبارات.
وقال مصدر مقرب من عائلة تبريزي لـ"إيران إنترناشيونال" عن أيام استجوابها: "بعد إطلاق سراحها، أخبرت سارا أصدقاءها أنها تعرضت للتهديد في غرفة الاستجواب بأنه إذا لم تتعاون مع العملاء سيتم نقلها إلى الحبس الانفرادي، وتُنشر محتويات هاتفها في العالم الافتراضي".
وبحسب هذا المصدر المطلع، عانت تبريزي من ضغوط نفسية كبيرة بعد هذه الضغوط والتهديدات.
وتم استدعاؤها مرة أخرى في 10 يناير (كانون الثاني) الماضي، ونقلت إلى قسم النساء في سجن "إيفين" بعد ساعات من استجوابها.
وبعد أيام قليلة تمت زيادة مبلغ الكفالة من مليار تومان إلى ملياري تومان، ليطلق سراحها بعد تسليم الكفالة في 15 من الشهر نفسه، وذلك بشكل مؤقت لحين صدور الحكم.
وتظهر المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن تبريزي تعرضت للتهديد عدة مرات خلال مكالمات هاتفية أجرتها الاستخبارات الإيرانية معها، وهددتها بالقول إنه سيتم نشر محتويات هاتفها ورسائلها الشخصية على الملأ العام في الإنترنت.
وتم استدعاء هذه السجينة السياسية السابقة آخر مرة إلى وزارة الاستخبارات يوم السبت 23 مارس (آذار) الجاري، وعثر على جثتها في منزل والدها بطهران يوم الأحد الماضي، بعد يوم واحد من استدعائها إلى هذه المؤسسة الأمنية.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن الطب العدلي ذكر في تقريره الأولي، الذي سلمه لعائلة سارا تبريزي بحضور عناصر أمنية، أن سبب وفاتها هو "تناول الحبوب".
ويدّعي المسؤولون في إيران دائمًا فرضية "الانتحار" بشأن الأشخاص الذين يموتون بشكل مريب في السجون ومراكز الاحتجاز أو بعد وقت قصير من إطلاق سراحهم. وهو ادعاء يرفضه الرأي العام الإيراني ويتفاعل معه العديد من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بعبارات ساخرة مثل "نحروه".
وقال مصدر مقرب من عائلة تبريزي لـ"إيران إنترناشيونال": "لم تجد العائلة أي حبوب بجوار جسدها أو في غرفتها، وما زالت العائلة لا تعرف ما إذا كانت قد تناولت الحبوب وانتحرت خوفا من ذهابها إلى الاستخبارات أو أنها قتلت على يد عناصر الاستخبارات".
وذكر هذا المصدر المطلع أن سارا أبلغت عائلتها أن المحقق في القضية زودها برقم لتزويدهم بمعلومات عن حياتها الخاصة، وأكد أنه في الأسابيع الماضية من حياتها كانت تتعرض لضغوط نفسية هائلة من عملاء وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وبعد استدعائها الأخير قالت إنها خائفة للغاية، وإنها لن تسلم نفسها إلى الاستخبارات بأي شكل من الأشكال.
وحتى إعداد هذا التقرير، لم تعلق السلطات القضائية في إيران على هذه القضية.