أزالت جامعة "الإمام الصادق" في طهران، اسم كاظم صديقي، خطيب الجمعة في العاصمة الإيرانية، رئيس "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، من قائمة الأسماء التي من المقرر أن تلقي كلمة في ليلة القدر برمضان، بعد أن كشفت الوثائق عن فساده واستيلائه على أراضٍ مرتفعة الثمن بشكل غير قانوني.
وصدرت لافتات إعلامية لجامعة "الإمام الصادق" أمس، الخميس، حول فعاليات "ليلة القدر"، وكان صديقي المقرب من خامنئي، في قائمة المتحدثين بهذه الفعالية؛ ليتم حذف اسمه لاحقًا بعد موجة واسعة من الانتقادات من قِبل المواطنين في وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرين إلى ملف فساده الأخير، الذي لايزال الحديث عنه متواصلًا.
ورغم الكشف عن فساده المالي، فإنه لايزال مقربًا من خامنئي، وكان من بين الحاضرين في كلمة المرشد بمناسبة عيد النوروز في "حسينية الخميني".
ووجه نشطاء إيرانيون وشخصيات بارزة، من بينهم أساتذة ومدرسون في الحوزات والمراكز الدينية، انتقادات واسعة تجاه دعوة صديقي إلى إلقاء كلمة في فعالية ليلة القدر، من قِبل جامعة الإمام الصادق التابعة للنظام قبل تراجعها عن هذا القرار.
ومن بين هؤلاء، الأستاذ في الحوزة العلمية، رحمت الله بيكدلي، الذي كتب في منشور له على منصة (إكس): "هذا القدر من اللجاجة والعناد مع الشعب لن ينتهي بخير".
وقامت جامعة الإمام الصادق بحذف اسم صديقي من قائمة الأسماء المقرر حديثها في فعالية ليلة القدر، لكنها لم تشر إلى قضية فساد صديقي والانتقادات الشعبية الواسعة، وادعت أن حذف اسمه جاء بـ "سبب تداخل في برامج آيت الله صديقي".
ونشر موقع "عصر إيران" الإخباري، نقلًا عن أحد مساعدي وزير العمل السابق، قوله: "إن صديقي قد رآني ذات مرة في مطار مشهد، وأعرب عن رغبته في ضم قطعة أرض بالقرب من حديقة تابعة لمؤسسة الرعاية الاجتماعية إلى الحوزة العلمية التابعة له في طهران".
وذكر الموقع أن هذا المسؤول السابق في وزارة العمل صرح بأنه لا يدري حاليًا ما إذا تمت عملية الضم لصالح كاظم صديقي أم لا.
وبحسب الوثائق، التي نشرها الصحافي المعارض والمدير السابق لموقع "معماري نيوز"، ياشار سلطاني، فإن صديقي، من خلال تأسيس شركة عائلية تدعى "بيروان أنديشة هاي قائم"، قام بالاستيلاء على حديقة بمساحة 4200 متر مربع بجوار حوزة الخميني في أزغول طهران.
وبعد انتشار هذا الملف وإثارته جدلًا واسعًا في وسائل التواصل الاجتماعي، بعث خطيب جمعة طهران، كاظم صديقي، رسالة إلى المدعي العام في إيران لتبرير القضية، وقال: "ما حدث كان دون علمي، وتوقيعي تم تزويره من شخص كنت أثق به".
لكن حسن مرادي، مدير حوزة الخميني، التابعة لـ "صديقي"، قال في 21 مارس (آذار) الجاري: إن خطيب جمعة طهران، كاظم صديقي، وقَّع شخصيًا على وثيقة نقل الأرض إلى الشركة العائلية الخاصة به.
وأضاف مرادي، في تسجيل صوتي، أن صديقي وقّع شخصيًا على وثيقة نقل الأرض من الحوزة إلى الشركة العائلية الخاصة به.
وبعد أيام من هذه الواقعة، نشرت مصادر إعلامية صورة جديدة لوثيقة بيع هذه الأراضي بتاريخ 10 ديسمبر (كانون الأول) عام 2023، ويظهر اسم صديقي كبائع لهذه الأراضي، فيما كان المشتري جواد عزيزي ومحمد مهدي رجبي صديقي (نجل صديقي).
ويظهر سعر هذه المعاملة أنه تقرر بيعها بـ 6.6 مليارات تومان "نقدًا".
يُذكر أن كاظم صديقي، هو مستشار حالٍ لرئيس السلطة القضائية في إيران، وخطيب جمعة طهران مُعيَّن من قِبل المرشد خامنئي، وأصبح رئيسًا لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران، قبل خمس سنوات.
وسبق أن أرسل عشرات المواطنين رسائل إلى قناة "إيران إنترناشونال" حول قضية فساد صديقي، مشيرين إلى "الفساد الممنهج" الذي أصبح طبيعة متجذرة في النظام الإيراني.