دافع كاظم صديقي، خطيب جمعة طهران، رئيس مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مرة أخرى، في مقطع فيديو، عن نفسه في قضية الاستيلاء على الأراضي شمال طهران، ووصف ما حدث بالإهمال، واعتذر إلى الله والمرشد الإيراني، وعزا الكشف عن هذا الفساد إلى "أبواق إعلام العدو".
وقال صديقي، في هذا الفيديو، الذي نشرته وسائل إعلام إيرانية، مساء أمس، الجمعة: "جاءت أبواق إعلام العدو الدعائية إلى الميدان، وهاجمت عواطف شعبنا في حرب روايات وحرب إعلامية".
وأضاف: "حدث إهمال في كتابة النظام الأساسي ومن قبل الأشخاص وكان هذا الإهمال والخطأ من جانبي"، في إشارة إلى إنشاء المؤسسة التي سجل صديقي وأبناؤه من خلالها آلاف الأمتار المربعة من الأراضي بأسمائهم.
واعترف، في مقطع الفيديو المنشور، بالاستيلاء على الأراضي وقال: "أعتذر لله عن حدوث مثل هذا الإهمال، وأعتذر من كل قلبي لقادة الأمة، ومرشدنا الأعلى (علي خامنئي)".
وادعى صديقي أن عملية النقل تمت دون علمه وبتوقيعات مزورة؛ ردًا على الكشف عن الاستيلاء على تلك الأراضي.
وبحسب قوله، فقد تم الانتهاء من إجراءات حل المؤسسة، وتحويل العقار المعني رسميًا إلى الحوزة وتسجيله رسميًا.
وقال الناشط والمحلل السياسي أحمد زيد آبادي؛ ردًا على رسالة صديقي هذه: "إن الطريقة التي اتبعها الشيخ كاظم صديقي للدفاع عن نفسه ضد الاتهامات المثارة ستزيد الأمور سوءًا وتعقيدًا".
وأضاف: "من ناحية، يستغفر ويطلب العفو، ومن ناحية أخرى يسند أساس التهمة إلى أعداء الإسلام، وهو تناقض يصعب حله".
وشدد زيد آبادي: على صديقي الاستقالة من جميع مناصبه، وأن يطلب من القضاء تعيين قاضٍ معروف وغير سياسي يحظى بإجماع حقوقيي البلاد للتحقيق في هذه القضية والتعامل معها، ونشر نتيجة التحقيق رسميًا.
ولم يستقل صديقي من أي من مناصبه، رغم الكشف عن قضية الفساد؛ حيث يشغل الآن منصب كبير مستشاري رئيس السلطة القضائية، وخطيب جمعة طهران، ورئيس مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأحد الشخصيات المقربة من علي خامنئي.
وأكد المحامي محسن برهاني، في وقت سابق هذا الشهر، أن الندم، ولو بعد دقائق من ارتكاب الجريمة، لا تأثير له في تحقق الجريمة، وجريمة نقل ملكية الغير قد تمت بالفعل.
كما نشرت الحوزة، التي يديرها، بيانًا في 21 مارس (آذار) الجاري، أعلنت فيه أن صديقي حضر إلى مكتب التسجيل العقاري لنقل ملكية حديقة الحوزة إلى الشركة المملوكة له ولأبنائه ووقع على وثائق النقل.
وبعد مرور بعض الوقت، نُشرت وثيقة جديدة حول قضية الاستيلاء على الأراضي التي قام بها صديقي، والتي أظهرت أنه تم تداول حديقة أزغول بمساحة 4200 متر مربع ، والتي تبلغ قيمتها 1000 مليار تومان، مقابل 6.6 مليار تومان فقط.
وقبل نشر فيديو صديقي، أمس، الجمعة، قامت جامعة "الإمام الصادق" في طهران، بإزالة اسمه من قائمة المتحدثين في فعاليات "ليلة القدر".
وقال كاظم صديقي، وهو أحد تلامذة محمد تقي مصباح يزدي، عدة مرات، بما في ذلك في يوليو (تموز) 2012، إن المرشد علي خامنئي، كان على علاقة بالإمام الثاني عشر للشيعة.
ورغم الكشف عن فساده المالي، فإنه لا يزال مقربًا من خامنئي، وكان من بين الحاضرين في كلمة المرشد خلال اليوم الأول من عيد النوروز في "حسينية الخميني".
وكشف الصحفي الإيراني، ياشار سلطاني، أن "فندق جهان" في مشهد تم تسليمه إلى حوزة أزغول تحت إدارة كاظم صديقي عام 2014 من قبل "الخيرين"، لاستخدام دخله في الحوزة، ولكن دخل هذه الحوزة تم إيداعه، العام الماضي، في حساب الشركة المسجلة باسم صديقي، بالإضافة إلى قضية الاستيلاء على الأراضي.
وأظهرت وثائق، نُشرت في نهاية العام الإيراني الماضي (19 مارس)، أن كاظم صديقي، استحوذ على حديقة بمساحة 4200 متر مربع بجوار مدرسة الإمام الخميني في إزغول بطهران، من خلال تأسيس شركة عائلية تدعى "بيروان أنديشه هاي قائم".
يُذكر أنه تم الكشف عن الفساد المالي للعديد من المسؤولين الإيرانيين وأبنائهم، في السنوات الأخيرة.
وكتب الناشط الإعلامي وحيد أشتري على منصة (X) تويتر سابقًا، في يوليو من العام الماضي، أنه في عام 2017، تم تسليم "أحد أكبر الأوقاف الدينية في مشهد" إلى أحمد علم الهدى، ممثل خامنئي في هذه المحافظة، وفقًا لقرار من قسم أبحاث الأوقاف في محافظة خراسان رضوي.