وصفت ثماني سجينات إيرانيات، في رسالة من سجن إيفين، وفاة السجينة السابقة سارا تبريزي بعد استدعائها لوزارة الاستخبارات بـ "الجريمة". وأكدن أن النظام مسؤول عن وفاتها.
ووقعت على الرسالة المشتركة ثماني سجينات هن: نرجس محمدي وناهيد تقوي وإنيشا أسد اللهي وسبيده قليان وريحانه أنصاري نجاد ومحبوبة رضائي ومريم حاج حسيني وكلرخ إيرايي.
وقالت هؤلاء السجينات، في رسالة، حصلت "إيران إنترناشيونال" على نسخة منها: إن سارا تبريزي أمضت أسبوعًا معنا في سجن إيفين وأخبرتنا عن مخاوفها، والليالي التي قضتها وحيدة في الحبس الانفرادي وخوفها من تهديدات المحقق.
وبحسب رسالة هؤلاء السجينات، اللاتي لديهن جميعًا تجربة الحبس الانفرادي، فقد أخبرت تبريزي رفيقاتها في عنبر النساء بسجن إيفين أنها بعد قضاء ثلاث ليالٍ في الحبس الانفرادي في العنبر 209 بوزارة الاستخبارات، تم نقلها إلى المستوصف بسبب خفقان شديد في القلب ونوبات عصبية، وبعد تشخيص الطبيب تم نقلها إلى زنزانة بها عدة أشخاص.
وأشارت الرسالة إلى أن تبريزي تعرضت لضغوط في غرفة التحقيق منذ اليوم التالي، وقيل لها إنه في حال عدم تعاونها سيتم إعادتها إلى أوضاعها السابقة.
ولم تكن تعرف سارا ما يعنيه المحقق من "التعاون"، وكانت تعلم فقط أنها لا تريد أن تقع في فخ الأوهام التي كانت لديها.
وأكدت هؤلاء السجينات أن "سارا" أدركت معنى التعاون بعد خروجها من السجن بكفالة، وقلن: "إنه كان يعني الاتصالات المتكررة وعرض المحقق على سارا ما لم تكن مستعدة له، والتهديدات المستمرة بإعادة الاعتقال والكشف عن معلوماتها الخاصة".
وأشرن إلى أن سارا تبريزي فتاة تبلغ من العمر 20 عامًا، ولا تتمتع بأي خبرة في مواجهة مثل هذه الأجواء، وكانت تخطط لمغادرة "إيران إلى وجهة أحلامها" قبل أيام قليلة من وقوعها في أيدي القوات الأمنية.
وبحسب قول هؤلاء السجينات، فقد تلقت سارا استدعاءً من دائرة استخبارات طهران في 23 مارس، وفقدت حياتها في اليوم التالي.
وأكدن أن مسؤولية وفاة سارا، تحت أي ظرف من الظروف، تقع على عاتق النظام: "تمامًا مثل آلاف الأشخاص الذين قُتلوا وفُقدوا تحت سيطرة الحكومات خلال عقود من الدكتاتورية الفاشية، ومثل العديد من الذين فقدوا أعينهم أو أصبحوا معاقين بطريقة ما. ومثل الكثير من أبنائنا الذين اضطروا لترك وطنهم لمزيد من الأمان أو لتحقيق أحلامهم، والعديد ممن ظلوا في الأسر لسنوات وأطفئت الأضواء في منازلهم".
وفي النهاية، ذكرت هؤلاء السجينات السياسيات الثماني أنه على الرغم من أن النظام لن يخضع للمساءلة، وإذا لزم الأمر "سيحاول الإفلات منها بمؤامرة أخرى"، فإن مسؤولية هذه الجريمة تقع على عاتق النظام وحده وسيخضع يومًا للمساءلة من قِبل الشعب.
وأكدن أنه لو عاشت سارا في مجتمع حر، دون قمع ودون تمييز واستغلال، لما قررت مغادرة البلاد ولما تعرضت لمثل هذه النهاية المريرة.
وكانت "إيران إنترناشيونال"، قد أفادت، يوم الخميس، 28 مارس (آذار)، في تقرير حصري، بأنه تم العثور على جثة سارا تبريزي، السجينة السياسية السابقة، في منزل والدها في طهران يوم 24 مارس (آذار).
وأكد التقرير أن هذه الشابة البالغة من العمر 20 عامًا تعرضت لضغوط نفسية شديدة من قِبل رجال الأمن في الأسابيع الأخيرة من حياتها، حيث تم استدعاؤها إلى وزارة الاستخبارات في 23 مارس (آذار).
هذا وقد أثار خبر "إيران إنترناشيونال" حول الوفاة المشبوهة لـ "سارا تبريزي" ردود فعل من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي والناشطين السياسيين والمدنيين وحقوق الإنسان.
وقال المستخدمون في تعليقاتهم إن النظام الإيراني هو سبب مقتل هذه الشابة البالغة من العمر 20 عامًا.
وبعد ساعات من نشر خبر "إيران إنترناشيونال"، تسببت ردود الفعل على هذا الخبر في نشر هاشتاغ #سارا_تبريزي في أكثر من 60 ألف مشاركة على شبكة التواصل الاجتماعي X حتى ظهر يوم الجمعة 29 مارس (آذار).
وفي إشارة إلى وفاة سارا تبريزي، كتبت وكالة أنباء السلطة القضائية الإيرانية أنه تم اعتقالها في 8 يناير 2024 وتم إطلاق سراحها بكفالة في 15 يناير.
وأكدت هذه الوكالة تقرير "إيران إنترناشيونال" بشأن صدور حكم بالسجن مع إيقاف التنفيذ على سارا تبريزي عام 2023، وكتبت أن حكم سجنها يعني أنها إذا "لم ترتكب جريمة أخرى" في غضون عامين بعد صدور الحكم، فإن عقوبتها ستعتبر ملغاة.
وتم دفن جثمان سارا تبريزي يوم الاثنين 25 مارس (آذار) في بلدة إسكمان بمحافظة طهران.