أفادت عالمة الاجتماع والباحثة في القضايا الاجتماعية في إيران، فاطمة موسوي ويايه، في مقابلة مع موقع "خبر أونلاين"، أن هجرة الشباب المهرة زادت بنسبة 140% العام الماضي، وأن أكثر من نصف هؤلاء الأشخاص كانوا من النساء.
وأضافت موسوي أن الكثير يلجأ إلى "استراتيجية الخروج" بسبب إحباطهم من "تغيير وإصلاح الحكومة"، مشيرة إلى أن "أولئك الذين يهاجرون يشعرون بخيبة أمل من تغير أوضاع المجتمع، ولهذا يغادرون البلاد".
وفي وقت سابق، في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي، حذر سعيد معيدفر، رئيس جمعية علم الاجتماع، من أن إيران على عتبة "موجة قوية للغاية من الهجرة".
وقال إن "اليأس الرهيب" يسيطر على المجتمع، وخاصة الشباب والنخبة.
وفي 12 مارس (آذار)، كتبت صحيفة "دنياي اقتصاد"، نقلاً عن نتائج إحدى الدراسات، أن معدل عودة الإيرانيين إلى بلدهم الأصلي، بعد خمس سنوات من الهجرة، يبلغ 16% فقط، وهي نسبة منخفضة بشكل ملحوظ.
وأشارت هذه الصحيفة إلى النمو الاقتصادي والأمل في تحسين الأوضاع في المستقبل كعوامل فعالة في عودة المهاجرين، وأضافت أن العقوبات وتعتيم الآفاق الاقتصادية في إيران أدى إلى زيادة معدل الهجرة وانخفاض رغبة المهاجرين في العودة إلى البلاد.
وتحدثت موسوي عن تزايد أعداد حالات الانتحار والإدمان، واعتبرت هذه الظواهر كأمثلة على رغبة المجتمع في "استراتيجية الخروج".
وأكدت أن "استراتيجية الخروج لا تشير فقط إلى الهجرة، فالانتحار هو أيضًا شكل من أشكال الخروج. وبالطبع فإن الشخص الذي ينتحر لا يعتبر فعلته احتجاجًا سياسيًا.
إنه يشعر بخيبة أمل كبيرة ولا يستطيع تحمل الاستمرار في العيش."
وبحسب قول موسوي، فإن الإدمان هو أيضاً شكل من أشكال "الهروب من الواقع على حساب تدمير الجسد" و"نتيجة للعلاقات الاقتصادية والسياسية غير العادلة".
وقد أثارت قضية انتحار طبيبة القلب برستو بخشي ردود فعل عديدة في الأيام الماضية.
وبرستو، التي كانت تبلغ من العمر 35 عامًا فقط وقت وفاتها، أنهت حياتها بتناول الدواء في أوائل العام الإيراني الجديد (بدأ في 20 مارس/آذار الماضي)
وفي 31 مارس (آذار)، انتقد هادي يزداني، الناشط الإعلامي، بعض ردود الفعل على انتحار بخشي، وأكد أنه من الخطأ اختزال هذه الحادثة إلى مستوى القضايا الشخصية والعاطفية.
ووصف يزداني الأحداث التي أدت إلى انتحار هذه الطبيبة بأنها مثال على "القمع والإذلال الممنهج" للطاقم الطبي في وزارة الصحة.
وفي شهر يناير (كانون الثاني)، كتب موقع "تجارت نيوز" أنه تم الإبلاغ عن ثلاث حالات انتحار بين مساعدي الأطباء والأطباء خلال أسبوع واحد فقط.
في ذلك الوقت، اعتبر بابك شكارجي، نائب رئيس منظمة النظام الطبي الإيراني، أن أكبر مشكلة لمساعدي الأطباء والأطباء هي "عدم وجود أمل في المستقبل".
وفي جزء آخر من كلمتها أشارت فاطمة موسوي إلى عدم تلبية مطالب المرأة الإيرانية، وزيادة الخلافات حول الحجاب الإجباري عام 2023.
وقالت عالمة الاجتماع: "لا يزال الحكم السياسي يفرض غرامات على النساء غير المحجبات أو يوقف السيارات ويغلق المحال التجارية خارج نطاق الإجراءات القانونية؛ معركة مدمرة تستهلك الموارد المحدودة للنظام في قوات الشرطة، وتؤجج السخط الاجتماعي، وتسببت في انضمام جزء من الطبقات الدينية والمحجبات إلى معارضي الحجاب الإجباري".
وتوقعت موسوي "اشتداد الجمود السياسي والمشكلات الاقتصادية وموجات الهجرة والإدمان والانتحار والسرقة والأزمات البيئية" خلال العام الإيراني الجديد.