سلط الهجوم الجوي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، والذي أعلنت مصادر "إيران إنترناشيونال" أن إسرائيل نفذته، الضوء على احتمال قيام طهران بهجوم مضاد على المواقع الإسرائيلية. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يضع الشرق الأوسط على شفا حرب شاملة.
وكشفت مصادر "إيران إنترناشيونال"، بعد ظهر الثلاثاء 2 أبريل (نيسان)، أن الهجوم الإسرائيلي على قادة الحرس الثوري الإيراني في سوريا جاء ردا على الهجمات المتزايدة والمتكررة لمليشيات إيران ضد إسرائيل، بما في ذلك إطلاق طائرة مسيرة على قاعدة إيلات البحرية.
وبحسب هذه المصادر، فإن إسرائيل كانت مسؤولة عن الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق يوم أمس الاثنين 1 أبريل (نيسان)، والذي أدى لمقتل القيادي الكبير في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي، ومسؤولين عسكريين آخرين كانوا يرافقونه.
وناقشت صحيفة "التايمز" اللندنية في تقرير لها هذا الهجوم وعواقبه، وكتبت أن التصرف الإسرائيلي يثير فرضية بأن تل أبيب قد تتخذ أي إجراء في صراعها المتنامي مع طهران.
وفي الأشهر الأخيرة، اغتالت إسرائيل عددًا من قادة الحرس الثوري الإيراني في دمشق، لكن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استهداف مبنى دبلوماسي لإيران.
وكتبت "التايمز" البريطانية أن إيران الآن مضطرة للرد، واتخاذ موقف ضد إسرائيل بعد هذا الهجوم.
ويبدو أن هذه هي اللحظة التي يخشاها الجميع منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ سلسلة من الصراعات بين إسرائيل والميليشيات المتحالفة مع طهران والتي ستؤدي إلى حرب إقليمية.
ومع ذلك، إذا دخلت إيران في مواجهة مباشرة مع إسرائيل فسوف تخسر الكثير، لذلك، يمكن القول إن طهران ستتخذ الخيار الأكثر حذراً في المستقبل.
وجاء الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بعد ساعات من إعلان مجموعة ميليشيا عراقية، تدعمها إيران، مسؤوليتها عن هجوم على قاعدة عسكرية إسرائيلية في مدينة إيلات الساحلية بطائرة مسيرة.
وفي الأسابيع الأخيرة، كثفت إسرائيل غاراتها الجوية ضد حزب الله في لبنان، مما يدل على التشدد المتزايد لتل أبيب ضد الهجمات عبر الحدود التي تشنها هذه الجماعات المسلحة، والتي أدت إلى إخلاء أجزاء في الشمال الإسرائيلي.
ومن غير المرجح أن تكون إسرائيل قد نفذت هذا الهجوم دون تخطيط أو تنسيق مسبق.
ففي هذا الهجوم، لم تتضرر المباني المحيطة بمبنى قنصلية إيران، بما في ذلك المبنى المهجور للسفارة الكندية. وتشير هذه المعطيات إلى التخطيط المسبق والحصول على المعلومات بشكل دقيق قبل تنفيذ الهجوم.
ووصفت صحيفة "التايمز" البريطانية هذا الهجوم بأنه "مصدر عار" لطهران، وكتبت أنه بلا شك، ستقوم إيران بمراجعة حساباتها وافتراضاتها فيما يتعلق باستخدام القوة ضد إسرائيل.
ووفقاً لهذا التقرير، يجب على طهران الآن أن تثبت قوتها الرادعة؛ مثلما حدث بعد مقتل قاسم سليماني على يد الولايات المتحدة عام 2020، حيث قصفت قاعدة أميركية في العراق.
وقبل الهجوم على القاعدة الجوية الأميركية في العراق عام 2020، حذرت طهران الولايات المتحدة من هجوم وشيك على قاعدة "عين الأسد" لتجنب عواقب وقوع خسائر فادحة.
ومن ناحية أخرى، قد تتوصل إيران إلى نتيجة مفادها أن إسرائيل نفذت هذا الهجوم لكبح جماح المليشيات التابعة لطهران، وخاصة حزب الله.
وفي هذه الحالة، ربما يكون أفضل خيار لطهران هو الاستمرار على نفس المسار أي تحريك المليشيات في إطلاق الصواريخ واستهداف مواقع إسرائيلية.