أعربت منظمة "المادة 19 لحقوق الإنسان" عن قلقها البالغ بشأن سلامة الصحافيين بعد الهجوم المسلح على مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، وأشارت إلى تهديدات النظام الإيراني ضد الإعلاميين والمعارضين في العالم، مؤكدة أن القمع العابر للحدود أصبح "سلاحا" بيد طهران تستخدمه ضد الصحافيين.
وقالت سلوى غزواني، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "المادة 19"، إن السلطات الإيرانية أظهرت مرارا أنها تستخدم كل أداة في القمع، من القتل الوحشي وغير القانوني للمتظاهرين، مرورا بالاعتقال التعسفي للصحافيين والناشطين السياسيين، وانتهاء بالتهديدات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الإنسان في الداخل والخارج.
وأضافت غزواني أن النظام الإيراني يتخذ مثل هذه الإجراءات للحفاظ على سلطته، وإخفاء الجرائم التي يرتكبها عن أعين العالم.
وتعرض المذيع بقناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، بعد ظهر يوم الجمعة الماضي، أثناء مغادرته منزله في لندن، لهجوم من قبل عدة أشخاص مجهولين وأصيب في ساقه، وخرج من المستشفى بعد يومين من الحادثة.
في غضون ذلك قال المتحدث باسم قناة "إيران إنترناشيونال"، آدام بيلي، لإذاعة "بي بي سي" البريطانية، إنه على الرغم من التهديدات، فإن صحافيي "إيران إنترناشيونال" مصممون على مواصلة عملهم والاستمرار في نشاطهم الإعلامي. وأضاف: "بالنسبة لنا، لن يتغير شيء".
وبالإشارة إلى التهديدات السابقة ضد "إيران إنترناشيونال" في لندن، كتبت منظمة "المادة 19" أن هذه التهديدات هي جزء من "نمط أوسع من الترهيب والعنف" تستخدمه إيران ضد المعارضين والصحافيين في جميع أنحاء العالم.
وأضافت منظمة حقوق الإنسان أن طهران تصنف قناة "إيران إنترناشيونال" كـ"منظمة إرهابية"، وهددت موظفي القناة علنًا.
يشار إلى أن قناة "إيران إنترناشيونال" اضطرت يوم 18 فبراير (شباط) من العام الماضي إلى نقل بثها التلفزيوني مؤقتا من مكتبها في لندن إلى واشنطن بشكل كامل بعد تهديدات إرهابية.
وجاء قرار إغلاق مكتب لندن بعد أن قالت الشرطة البريطانية، في بيان لها، إن "مواطنا نمساويا يدعى محمد حسين دوتايف، اعتقلته شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية بتهمة محاولة ارتكاب جرائم إرهابية ضد مقر قناة إيران إنترناشيونال".
وكنموذج على هذه الإجراءات والأعمال التي تقوم بها طهران ضد قناة "إيران إنترناشيونال" ذكرت قناة "آي تي في" البريطانية، في تقرير سابق، أن جواسيس الحرس الثوري الإيراني عرضوا على أحد المتاجرين بالبشر في أكتوبر (تشرين الأول) 2022 قتل مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد، والمذيعة السابقة لهذه القناة، سيما ثابت، مقابل 200 ألف دولار، لكن الشخص المأجور كشف المؤامرة، حيث كان جاسوسا مزدوجا.
وطلبت مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "المادة 19"، في إشارة إلى سلسلة أعمال إيران ضد الصحافيين، من الحكومة البريطانية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الإعلاميين المقيمين في بريطانيا من تهديدات نظام طهران.
وأضافت غزواني أنه بالإضافة إلى الجناة في بريطانيا، يجب أن يشمل التحقيق الجنائي المسؤولين الإيرانيين الذين يشتبه في أنهم "أمروا بارتكاب الجرائم وقاموا بالتخطيط لها والتحريض عليها".
وبعد الهجوم على مذيع القناة الجمعة الماضي أعلنت شرطة العاصمة البريطانية لندن في تقرير لها عن الهجوم، أن ثلاثة من المشتبه بهم في الهجوم توجهوا مباشرة إلى مطار "هيثرو" بعد ساعات قليلة من الحادث، وغادروا المملكة المتحدة.
وقال رئيس قيادة مكافحة الإرهاب بشرطة العاصمة، دومينيك ميرفي: "نعمل الآن مع شركاء دوليين للحصول على مزيد من التفاصيل".