أرسل عدد من الإيرانيين رسائل إلى "إيران إنترناشيونال" تعليقا على الاشتباكات التي اندلعت بين جماعة جيش العدل وقوات عسكرية إيرانية، صباح الخميس 4 أبريل (نيسان)، في مدينتين وطريق بمحافظة بلوشستان. وشبهوا النظام الإيراني وادعاءه بالتفوق الاستخباراتي والعسكري بـ"الطبل الأجوف".
وبعد 12 ساعة من هذا الاشتباك، نشر المقر الأمني الجنوب شرقي للحرس الثوري الإيراني بياناً، وأعلن أنه في ساعات الصباح الباكر من يوم الخميس 4 أبريل (نيسان)، هاجمت قوات جيش العدل في وقت واحد 5 أماكن عامة وقواعد عسكرية وشرطية في "تشابهار" و"راسك".
وبحسب هذا البيان، فإنه بعد ساعات من الاشتباك في هاتين المدينتين وعلى طريق سرباز- راسك، قُتل 18 شخصاً من قوات جيش العدل و10 أشخاص من "القوات الأمنية".
وزعمت السلطات الإيرانية، دون ذكر المزيد من التفاصيل، أن أعضاء جيش العدل الذين قتلوا في هذه الهجمات والعناصر الداعمة لهم في "تشابهار" جميعهم "غير إيرانيين".
وقد نفذ جيش العدل، الذي تصنفه إيران والولايات المتحدة كـ"منظمة إرهابية"، هجمات مماثلة على مواقع الحرس الثوري الإيراني والقوات العسكرية في محافظة بلوشستان في السنوات الماضية.
وأعلنت هذه المجموعة عن عملياتها المتسلسلة الجديدة في 6 نقاط بمحافظة بلوشستان واشتباكات مع القوات العسكرية الإيرانية، وتشمل هذه النقاط: مقر قيادة الشرطة، ومركز الشرطة الحادي عشر، ومقر قيادة الحرس الثوري الإيراني في "تشابهار"، ومقر الحرس الثوري الإيراني في مدينة "راسك"، والقاعدة المحلية للحرس الثوري على الطريق سرباز - راسك.
وجاء الهجوم على هذه المراكز العسكرية واندلاع الاشتباكات بعد مهاجمة إسرائيل للمبنى القنصلي الإيراني في سوريا في الأول من إبريل (نيسان)، مما أسفر عن مقتل 7 قادة وأعضاء كبار في فيلق القدس.
وبعد هذا الهجوم، هدد العديد من المسؤولين الإيرانيين إسرائيل بالانتقام واتخاذ "رد صارم".
وفي أعقاب الهجمات التي وقعت في دمشق، عاصمة سوريا، ومحافظة بلوشستان، سألت "إيران إنترناشيونال" متابعيها عن الصورة التي تعكسها هذه الأحداث للقدرات الاستخباراتية والأمنية للنظام الإيراني.
ورداً على هذا السؤال، أكد مواطن أن القوة الاستخباراتية في إيران ترتكز على الاستخدام المحلي فقط.
وقال: "يكفي أن يكون لدى الإيراني أدنى معارضة للنظام، حتى يتمكنوا من العثور عليه بسرعة ومعاقبته، لكن سلطتهم وقوتهم مجرد استعراض لمن يسمونهم "الأعداء".
ورأى مواطن آخر في هذه الأحداث تأكيداً على أن كل ما تتفاخر به إيران بقدرتها الدفاعية كان كاذباً، وأن النظام لا يملك حتى 20% مما يدعيه من القوة.
وأكد أن قوة النظام قد اتضحت في هذه الأحداث، وأضاف: "إنهم لا يستطيعون التعامل مع جيش العدل وهو جماعة ميليشاوية، ثم يزعمون أنهم سيهزمون إسرائيل بكل ما تملكه من السلاح والقوة الاستخباراتية".
كما تم إرسال عدة رسائل إلى "إيران إنترناشيونال" تتضمن محتوى مشتركاً مفاده أن مزاعم النظام الإيراني ما هي إلا "طبول جوفاء".
وأشار مواطن إلى أن قوة النظام لا تطال إلا الشعب الأعزل، لافتا إلى أن الحرس الثوري تعمد إطلاق النار على الطائرة الأوكرانية وقتل ركابها، انتقاما لمقتل قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة.
وقال إن الوعد بالانتقام هو "استعراض لسلطات النظام" لأنه عملياً غير قادر على مواجهة إسرائيل، ولا غيرها من الجماعات المسلحة المعادية له.
وفي رسالة مماثلة، قال أحد المواطنين إنه لم يعد سرا أن هذه هي "طبلتكم الجوفاء الكبيرة" التي ليس لها سوى صوت عال: "أينما وقف المجتمع الدولي بحزم ضد النظام فإن النظام يتراجع."
وأعرب أحد المتابعين عن قلقه بشأن عناد النظام وانتقامه من المواطنين الإيرانيين بدلاً من إسرائيل، وقال إنه أينما تعرض النظام الإيراني لضربة، فإنه ينتقم بإعدام المواطنين الأبرياء.
وتوقع مواطن آخر: "مثل الحالات السابقة، سيقوم النظام الإيراني بضرب واعتقال شخص عادي مرة أخرى، وفي النهاية يقول إن فلانا كان جاسوساً للموساد".
وأعدمت إيران حتى الآن عددا من السجناء بتهم "التجسس" لصالح إسرائيل" و "عملاء للموساد". ويعود أحد أحدث الأمثلة على عمليات الإعدام هذه إلى نهاية شهر مارس (آذار)، عندما تحدثت وسائل الإعلام المقربة من النظام عن إعدام شخص بدعوى التجسس، دون ذكر التفاصيل أو ذكر الاسم.