انعكست آثار التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل على الأسواق الإيرانية، وكذلك أسعار الطاقة عالميًا، وذلك عقب تزايد المخاوف من اندلاع حرب عسكرية واسعة بين البلدين، بعد قصف تل أبيب قنصلية طهران في دمشق.
وسجلت أسعار العملات الصعبة، في إيران، أرقامًا قياسية جديدة على حساب التومان الإيراني؛ حيث تخطى سعر الدولار الأميركي حاجز الـ 64 تومان للمرة الأولى في التاريخ.
وواجه الاقتصاد الإيراني، في السنوات الأخيرة، أزمة خطيرة؛ بسبب عدم كفاءة السلطة والفساد الممنهج، كما انخفضت قيمة التومان بشكل حاد، خاصة بعد مقاطعة الشعب للانتخابات على نطاق واسع.
وانخفضت قيمة العملة الوطنية الإيرانية نحو 20 مرة مقارنة بما كانت عليه قبل 9 سنوات، عندما وقّعت إيران الاتفاق النووي مع القوى العالمية.
وعلى الساحة العالمية، أيضًا، شهدت الأسواق اليوم، الجمعة، اضطرابات؛ بسبب تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل.
وانخفضت الأسهم في البورصات العالمية في أواخر يوم أمس، الخميس، وأول تعاملات اليوم، الجمعة، وسط تحذيرات من هجوم انتقامي إيراني محتمل على إسرائيل ورد عسكري إسرائيلي.
كما أن خطر انقطاع إمدادات النفط في حالة نشوب صراع طويل الأمد في الشرق الأوسط محتمل للغاية.
ويتجاوز سعر خام برنت للتسليم في يونيو/ حزيران 90 دولارًا للبرميل، حاليًا، وهذا السعر غير مسبوق منذ أكتوبر الماضي.
وكانت إيران، قد توعدت بالانتقام من إسرائيل، وفي هذه الحالة سينشأ المزيد من التوتر في المنطقة.
وعلى الرغم من عدم وجود دليل واضح على حرب وشيكة بين إسرائيل وإيران، فإن عدم اليقين بشأن هذا الوضع أجبر المستثمرين على توخي المزيد من الحذر.
وسيكون للحرب المباشرة بين إسرائيل وإيران عواقب اقتصادية عالمية؛ لأنها يمكن أن تعطل تدفق صادرات النفط، خاصة عبر مضيق هرمز، ولهذا السبب فإن القوى الاقتصادية، خاصة الدول الخليجية والصين، لا ترغب بمثل هذه الحرب وقد تبذل جهودًا، خلف الستار؛ لاحتواء الأزمة.
وقال بيرن شيلدروب، من مجموعة SEB الاقتصادية، لوكالة "فرانس برس"، اليوم الجمعة، إنه من غير المرجح أن تتعرض إمدادات النفط للتهديد؛ ما لم يتحول هذا الوضع إلى صراع مدمر بين إسرائيل وإيران، والذي من الطبيعي أن تشارك فيه الولايات المتحدة.
ويعتقد المحللون أن الانتقام الإيراني من إسرائيل قد يتم تنفيذه من خلال بعض حلفاء طهران الإقليميين في اليمن أو سوريا أو لبنان.
وظل الدولار الأميركي مستقرًا إلى حد ما في الأيام الأخيرة، كما بقي ثابتًا، اليوم أيضًا مقابل اليورو، بخلاف سوق النفط.