وجه مقدم برنامج "حرف آخر" على قناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، في أول ظهور له بعد اعتداء مهاجمين مجهولين عليه، الشكر إلى المواطنين وكل الأشخاص والمؤسسات التي أدانت الهجوم عليه. كما أكد محررو هذه القناة أنهم سيواصلون العمل رغم كل التهديدات.
وفي يوم الجمعة 5 أبريل، وبعد استراحة لمدة أسبوع، قام بوريا زراعتي بتقديم برنامج "حرف آخر".
وخلال هذا البرنامج، حضر علي أصغر رمضان بور، ومهدي بربنشي، المحررين التنفيذيين لـ "إيران إنترناشيونال" في لندن وواشنطن، برنامج "حرف آخر" وأكدا أنه على الرغم من كل تهديدات النظام الإيراني، تواصل قناة "إيران إنترناشيونال" عملها المهني في إيصال المعلومة للشعب الإيراني.
يذكر أنه في يوم الجمعة 29 مارس(آذار)، تعرض بوريا زراعتي لهجوم من قبل شخصين مجهولين وأصيب في ساقه. وأعلنت الشرطة البريطانية أن المهاجمين هم ثلاثة أشخاص توجهوا على الفور إلى مطار هيثرو في لندن وغادروا البلاد بعد الاعتداء على زراعتي.
وفي بداية برنامج «حرف آخر»، شكر بوريا زراعتي كل من تعاطف معه، بما في ذلك زملاؤه في قناة "إيران إنترناشيونال"، واعتبر الشعب أهم مصدر للطاقة بالنسبة له.
وقال إنه وفي بوعده مع جمهوره وإن طريقة البرنامج لم تتغير بغض النظر عما حدث والمزيد من التفاصيل التي سيتم توضيحها في المستقبل.
ثم قدم زراعتي وصفًا لما حدث يوم الجمعة، وقال إنه عندما خرج من منزله وكان على وشك ركوب السيارة، اقترب منه شخصان وأصابا ساقه اليمنى بسكين.
وقال إنه بعد خروجه من المستشفى، تم نقله هو وزوجته إلى مكان آمن تحت إشراف الشرطة وما زالا يعيشان هناك.
وأكد زراعتي أنه بإصراره وتعاون ومرافقة شرطة لندن وفريق أمن "إيران إنترناشيونال"، تمكن من الذهاب إلى الاستوديو لاستئناف برنامجه بعد أسبوع من التأجيل.
وفي هذا البرنامج، أعرب علي أصغر رمضان بور ومهدي بربنشي عن سعادتهما بصحة بوريا زراعتي وأكدا أن برنامج "حرف آخر" وبرامج أخرى لقناة "إيران إنترناشيونال" سوف تستمر رغم كل التهديدات والضغوط التي يمارسها النظام الإيراني.
وقال مهدي بربنشي، المحرر التنفيذي في مكتب "إيران إنترناشونال" في واشنطن: "صحيح أن هجوم الأسبوع الماضي كان على بوريا زراعتي، لكن هذا الهجوم كان أيضًا هجومًا على وسائل الإعلام الحرة وحرية التعبير".
وأضاف: "واجب كل واحد منا كصحفيين هو الدفاع عن الصحفي والصحافة في مثل هذه الحالات. وأضاف: "دفاعنا ليس فقط عن بوريا زراعتي، بل هو دفاع عن الصحافة وحرية التعبير".
وقال علي أصغر رمضان بور، المحرر التنفيذي لـ "إيران إنترناشيونال" في لندن: "هذا النوع من الهجمات والتهديدات ليس جديدا ضد الصحفيين الإيرانيين. وأضاف: "الجمهورية الإسلامية لا يمكنها أن تتسامح مع صحفي شجاع يتحدث بصراحة".
وأكد: "لا يمكن للنظام في إيران أن يتسامح مع أولئك الذين يتحدثون دون أن يحجبوا الحقيقة. وحتى أقل من ذلك، في إيران، إذا لم يكذب الصحفيون، فإنهم يتعرضون للاضطهاد".
وفي معرض تعبيره عن المشاكل التي يواجهها الصحفيون داخل إيران والتي تكلفهم أحيانًا حياتهم أو يتعرضون للسجن، أشار رمضان بور أيضًا إلى التهديدات الموجهة ضد "إيران إنترناشيونال" وقال: "الأمر المهم في "إيران إنترناشيونال" هو أن صحفييها موجودون في بلدان حرة ويريدون التمتع بحقهم في حرية التعبير، لكن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى إسكاتهم، حتى خارج حدودها".
وقال "إن حكومات هذه الدول تتحمل مسؤولية قانونية للدفاع عن حرية التعبير".
وأكد المحرر التنفيذي في مكتب "إيران إنترناشيونال" بلندن أن الهجوم على بوريا زراعتي لم يكن التهديد الأول ضد هذه القناة، ولكن مثلما لم تؤثر التهديدات والضغوط السابقة على عمل هذه القناة، فلن يحدث الآن أي تغيير في أسلوب وعمل "إيران إنترناشيونال".
وردا على سؤال "إذا استمرت التهديدات، ما الإجراءات التي يمكن أن تتخذها "إيران إنترناشيونال"؟، قال مهدي بربنشي: "للأسف، يجب القول إن تهديدات الجمهورية الإسلامية ستستمر بالتأكيد. إن هجمات وتهديدات الجمهورية الإسلامية لها سجل تاريخي. فاستخدام السكاكين والسواطير هو جزء من عقيدة الجمهورية الإسلامية التي يعود تاريخها إلى اغتيال أحمد كسروي وما قبله".
وقال بربنشي: "الجمهورية الإسلامية تشكلت بالدم وأصبحت هذه الطريقة طبيعتها الثانوية، لذلك للأسف ستستمر هذه التهديدات، لكننا ملتزمون بالعمل الذي بدأناه وسنقوم به".
وأضاف: "باعتبارنا مؤسسة إخبارية لها قناتان، "إيران إنترناشيونال" و"أفغانستان إنترناشيونال"، فإننا نواجه حركة طالبان وتهديداتها اليومية في أفغانستان وحركة طالبان الأفغانية في إيران. لكن بالنسبة لنا كمؤسسة إخبارية، فإن سلامة الصحفيين هي الأولوية".