قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، في تقرير، إن النظام الإيراني، استخدم مجموعات محترفة في ارتكاب الجرائم المنظمة؛ لتنفيذ هجماته في أوروبا، واستهداف قناة "إيران إنترناشيونال" والعاملين فيها.
ووصفت الصحيفة، في التقرير، الذي نُشر أمس السبت 6 أبريل (نيسان)، أعمال إيران التخريبية في بريطانيا بـ "الحقيقة المروعة"، وقالت إن طهران تلجأ بشكل مستمر إلى أساليب الجماعات الإجرامية في شوارع بريطانيا، وحتى الآن لم تجد السلطات في لندن طريقة فاعلة لمواجهة هذه الأعمال والجرائم.
ويرى الخبراء، أن المؤسسات الأمنية الإيرانية ترى أن ستخدام الجناة والمحترفين في تنفيذ الجرائم المنظمة وسيلة أقل تكلفة لمهاجمة أهدافها، وأن إيران بهذه الطريقة يمكنها إنكار دورها في هذه الأحداث، بسهولة.
ولفتت الصحيفة البريطانية، في تقريرها، إلى ملف المواطن النمساوي محمد حسين دوتايف، المتهم بالتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية ضد مقر قناة "إيران إنترناشيونال" والذي تم اعتقاله في 11 فبراير من عام 2023 عندما كان يقوم بتصوير مقر القناة في لندن بهدف جمع المعلومات لتنفيذ عمليات إرهابية.
وأضافت، أن دوتايف قدم تبريرات وأسبابًا متناقضة للسفر إلى لندن والتصوير من مقر "إيران إنترناشيونال" لقوات الأمن والشرطة والمحكمة.
وقال دوتايف، المتهم بالتخطيط لتنفيذ عملية إرهابية ضد مقر قناة "إيران إنترناشيونال"، في البداية، إنه جاء إلى لندن لزيارة شقيقه وكان يقيم مع صديقه، مدعيًا أن الغرض من التجول بالقرب من موقع قناة "إيران إنترناشيونال" كان تصوير بحيرة في المنطقة لعرض الصور على أطفاله، كما أفاد بأنه "مفتون بهندسة بناء هذه القناة".
وأفادت صحيفة ديلي ميل، بأنه ليس لدى دوتايف أي أشقاء في المملكة المتحدة، وقد تم شراء تذكرة طيرانه من العاصمة النمساوية، فيينا، إلى لندن من قبل طرف ثالث في أذربيجان، واستخدم هذا الشخص الثالث، الذي لم يتم الكشف عن هويته، بريدًا إلكترونيًا روسيًا لحجز تذكرة دوتايف له قبل 24 ساعة فقط من الرحلة.
وأكدت صحيفة ديلي ميل أنه من شبه المؤكد أن المتهم دوتايف كان يعمل لدى الأجهزة الأمنية الإيرانية، وتم إرساله إلى بريطانيا للحصول على مزيد من المعلومات من أجل التخطيط لعمليات إرهابية ضد "إيران إنترناشيونال".
وأدانت المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا، دوتايف في ديسمبر 2023 وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات وستة أشهر.
ووفقا لتقرير الصحيفة البريطانية فإن التهديدات الموجهة ضد قناة "إيران إنترناشيونال" وموظفيها لا تقتصر على هذه الحالة وحدها، وبدأت بعد فترة من إنشاء هذه القناة عام 2017 واستمرت حتى الآن.
وقال مصدر في قناة "إيران إنترناشيونال" لصحيفة "ديلي ميل"، إن النظام الإيراني لا يتحمل أي نوع من الانتقادات الإعلامية، ويعتبره "عملاً عدائيًا".
وأضاف المصدر أن أكثر ما يزعج إيران هو التغطية الإعلامية للأزمة الاقتصادية، ومشاكل نظام الرعاية الصحية، وغيرها من القضايا الداخلية.
وذكرت "ديلي ميل" أن الضغوط على قناة "إيران إنترناشيونال" تضاعفت بعد تغطية احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019.
واستدعت السلطات الإيرانية، منذ ذلك الحين، عائلات ما لا يقل عن 15 موظفًا في قناة "إيران إنترناشيونال"، إلى المؤسسات الأمنية التابعة للنظام، وتم تحذيرهم من أن استمرار نشاط ذويهم في القناة قد يؤدي إلى "عواقب قضائية" على أقاربهم في إيران، ووصلت تهديدات إيران ضد القناة إلى ذروتها في أعقاب الاحتجاجات الشعبية عام 2022 وتغطيتها بشكل مكثف من قبل القناة.
وأشارت صحيفة "ديلي ميل" إلى الهجوم الأخير على مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، بوريا زراعتي، وذكرت أن النظام الإيراني يواصل أفعاله مع "إفلات رهيب من العقاب".
وكان بوريا زراعتي، قد تعرض لهجوم بالسكاكين من قِبل عدة أشخاص مجهولين أثناء مغادرته منزله في لندن، بعد ظهر يوم الجمعة 29 مارس (آذار) الماضي، وأصيب في ساقه.
وقال زميل زراعتي للصحيفة: "إن حدوث شيء كهذا في وضح النهار في أحد الشوارع البريطانية أمر مروع. لكن هذا تهديد مستمر نتعايش معه منذ سنوات".
وأكدت الصحيفة، أن التهديدات الموجهة ضد "إيران إنترناشيونال" ليست سوى جزء من الشبكة الإرهابية لإيران، وهي منتشرة في أوروبا.
وكانت قناة "آي تي في"البريطانية ذكرت أن جواسيس الحرس الثوري الإيراني عرضوا على أحد المتاجرين بالبشر في أكتوبر 2022 قتل مذيع قناة "إيران إنترناشيونال"، فرداد فرحزاد، والمذيعة السابقة لهذه القناة، سيما ثابت، مقابل 200 ألف دولار، لكن الشخص المأجور كشف المؤامرة، حيث كان جاسوسًا مزدوجًا.
واضطرت قناة "إيران إنترناشيونال" إلى نقل بثها التليفزيوني مؤقتًا من لندن إلى واشنطن، في 18 فبراير من عام 2023، بعد تلك التهديدات الإرهابية، واستأنفت هذه القناة بث برامجها من الاستديو الجديد الخاص بها في لندن يوم 25 سبتمبر من العام نفسه.