قال مصدر مقرب من جبهة المقاومة الوطنية لـ "أفغانستان إنترناشيونال"، إن الشباب الثلاثة الذين اعتقلتهم الشرطة الإيرانية في مدينة كرج (غرب طهران)، لا علاقة لهم بتنظيم "داعش".
وأضاف هذا المصدر، أن الشرطة الإيرانية قد اعتقلت ثلاثة من طالبي اللجوء الذين لجؤوا إلى إيران؛ هربًا من خطر "طالبان" الأفغانية "بُناءً على معلومات كاذبة".
وكانت وسائل إعلام إيرانية، قد أفادت، أمس السبت، نقلًا عن سعيد منتظر المهدي، أحد قادة الشرطة، باعتقال ثلاثة أشخاص "من وحدات داعش الإرهابية".
وذكرت صحيفة "هشت صبح" الأفغانية، يوم أمس، السبت، نقلاً عن مصادر مقربة من "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية"، أن الأشخاص الذين اعتقلتهم الشرطة الإيرانية هم أقارب خير محمد أندرابي، قائد بـ "جبهة المقاومة الوطنية"، والذين لجؤوا إلى إيران؛ خوفًا من تهديد "طالبان" بالانتقام.
يُذكر أن "جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية" هي جماعة يقودها أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود، أحد قادة حركة المقاومة المناهضة للسوفييت في الثمانينيات، ولديها تاريخ من الصراع العسكري مع جماعة طالبان الأفغانية منذ استئناف هذه الجماعة نشاطها.
وكان سعيد منتظر المهدي، المتحدث باسم الشرطة الإيرانية، قد ذكر، يوم أمس، أن منظمة استخبارات قيادة شرطة محافظة البرز اعتقلت "عضوًا كبيرًا وقائد عمليات تنظيم داعش" يدعى "محمد ذاكر" (المعروف باسم راميش)، وعضوين آخرين من هذه المجموعة في ماهدشت كرج.
وأضاف أن هذا الإجراء تم "بمتابعة استخباراتية واسعة من وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لجهاز استخبارات الشرطة والمرافقة والتعاون في التعرف على الإرهابيين من قِبل مواطن مسؤول، خلال اتصاله في الوقت المناسب بالشرطة"، وقد وقع "هؤلاء الأشخاص- خلال عمليتين منفصلتين- في فخ استخبارات الشرطة، وأصيب ثلاثة أشخاص وتم اعتقالهم في إطلاق النار على سيارتهم، وكان هؤلاء الأشخاص يعتزمون القيام بعمليات انتحارية في عيد الفطر".
ولم ينشر بعد إخطار آخر من الشرطة في هذه القضية، لكن مصادر مقربة من "جبهة المقاومة" قالت إن المعتقلين "لا علاقة لهم بداعش"، بل هم أبناء قادة كبار في الجبهة، ومن بينهم خيرخاه أندرابي.
وأضافت تلك المصادر أن "محمد راميش عادل"، الذي أطلقت عليه الشرطة الإيرانية لقب "محمد ذاكر"، واعتبرته "زعيم تنظيم داعش"، هو الابن المتبنى لخير محمد خيرخاه أندرابي، أحد كبار قادة جبهة المقاومة الوطنية الذي قُتِل أواخر ديسمبر 2022 في معركة مع طالبان.
وقالت جيلا بني يعقوب، الصحفية والسجينة السياسية السابقة المقيمة في إيران، في هذا السياق، في رسالة لها، أمس، السبت: "اعتقد سائق سيارة أجرة في كرج أن ركابه من عناصر داعش، وأبلغ الشرطة؛ قامت قوات الشرطة باعتقالهم، وبعد ساعات قليلة أعلنت أنها ألقت القبض على قادة داعش، وأجرت التحقيق بسرعة كبيرة".
ولم تعلق حتى الآن قوات الشرطة الإيرانية على هذا الخبر.
وخلف "تفجيران انتحاريان" في حفل الذكرى السنوية الرابعة لقاسم سليماني، القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، في يناير الماضي، أكثر من 90 قتيلاً وأكثر من 200 جريح في مدينة كرمان.
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية، بعد يوم واحد، مسؤوليته عن الهجوم، قائلاً إن عنصرين يحملان أحزمة ناسفة نفذا الهجوم.
وأعلن النظام الإيراني، إثر هذه الحادثة، اعتقال عدة أشخاص متهمين بالانتماء لتنظيم داعش، لكن بعد ذلك لم يتم نشر أي أخبار عن هؤلاء الأشخاص واحتمال محاكمتهم.
وتزايدت الانتقادات الموجهة لأداء الأجهزة الأمنية في إيران، بعد تفجيرات كرمان؛ حيث شكك رئيس المحكمة العليا في أداء هذه المؤسسات.