اعتذر علي رضا بناهيان، الخطيب في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، بعد أن وصف في برنامج تلفزيوني النبي محمد والإمام الأول للشيعة (علي بن أبي طالب) بـ"اللحم المر" و"العنيف".
وظهر بناهيان في برنامج تلفزيوني، يوم الاثنين 8 أبريل (نيسان)، وقال إنه يعتذر و"يطلب الصفح" عن هذه "الجرأة".
وقبل يومين، قال المتحدث باسم مكتب خامنئي في برنامج تلفزيوني: "لقد خلق النبي وضعاً لم يبق له ولا للإمام علي صديق واحد".
وأضاف: "دعونا لا نعتقد أن النبي كان لطيفاً. كان الإمام علي عنيفاً و"لحما مراً"، وكان النبي ينفر الجميع بسبب عنفه ومرارته".
وقال بناهيان: بقيت أتعجب لماذا لم يؤسس رسول الله لوبيا وأبعد الكثير من حوله؟ لقد استغرق الأمر 13 عامًا بسبب هذا العنف واللحم المر".
وبحسب قوانين النظام الإيراني، فإن عقوبة الإساءة إلى نبي المسلمين، والتي تسمى "سب النبي"، قد تصل إلى الإعدام.
وفي العقود الأربعة الماضية، اعتقل النظام الديني في إيران العديد من المواطنين بهذه التهمة، وحكم على بعضهم بالإعدام.
وفي مايو (أيار) من العام الماضي، أُعدم يوسف مهرداد وصدر الله فاضلي زارع، وهما من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، بتهمة "سب النبي وإهانة المقدسات الإسلامية".
لكن بعد يوم واحد من هذه التصريحات، ادعى بناهيان أنه لم يقلها بنفسه، "بل قالها على لسان الحاسدين".
وفي الوقت الذي أثارت فيه تصريحات بناهيان في اليومين الماضيين ردود فعل كثيرة، أكد بناهيان، يوم الاثنين، أن اعتذاره تم بضغط من حسين أنصاريان، أحد الخطباء المقربين للنظام.
وقد صدر يوم الأحد تسجيل صوتي لأنصاريان قال فيه عن تصريحات بناهيان: "هل هناك سب أكثر من هذا يقال للنبي وأمير المؤمنين؟ والمبررات التي قيلت في اليوم التالي لا تساوي شيئاً؛ لأنها كانت دفاعاً عن النفس، وليست دفاعاً عن النبي وأمير المؤمنين. استحلفكم الله إذا كنتم لا تعرفون شيئاً لا تجلسوا على منبر النبي، فذلك حرام عليكم".
ويعد بناهيان من الشخصيات المقربة من المرشد الإيراني، وقد اتخذ مرارا خلال السنوات الماضية موقفا ضد الاحتجاجات الشعبية، وخاصة ضد انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية".
وسبق أن ذكرت "إيران إنترناشيونال" استنادا إلى الوثائق التي تم الحصول عليها خلال اختراق المؤسسة الرئاسية، أن الراتب الأساسي لبناهيان يبلغ 24 مليون تومان شهريا.
وقد أثير جدل تصريحاته ضد نبي المسلمين بعد الجدل الأخير بشأن الفساد المالي لخطيب آخر في مكتب خامنئي.
وكان كاظم صديقي، أحد الخطباء في مكتب المرشد الإيراني ويشغل عدة مناصب في النظام الإيراني، قدم "اعتذارا" عن الاستيلاء على أرض بشمال طهران.
وعلى الرغم من هذه الفضائح، فإن الشخصيات المقربة من خامنئي تتمتع بالحصانة من العقاب، وقد سمح مكتب المرشد لصديقي بحضور حفل رسمي بعد فضيحة الاستيلاء على الأراضي.