على الرغم من محاولات السلطات الإيرانية وشخص المرشد علي خامنئي تشجيع الإيرانيين على الإنجاب، إلا أن المؤشرات في هذا الخصوص تشير إلى انخفاض ملحوظ في نسب الإنجاب بين الإيرانيين في العام الإيراني المنصرم.
وتظهر الإحصائيات التي قدمتها منظمة السجل المدني في إيران للعام الإيراني الماضي (انتهى في 19 مارس/ آذار الماضي) أن معدل الإنجاب بين الإيرانيين هذا العام تراجع بنسبة 17 ألف مولود جديد مقارنة مع العام الذي سبقه، وهو بمثابة فشل ذريع للسلطات الإيرانية، التي تعمل جاهدة على تشجيع الإنجاب لمواجهة أزمة الشيخوخة التي باتت تعاني منها بعض المدن، لا سيما المدن الكبرى.
وأفاد مركز الرصد السكاني التابع لمنظمة السجل المدني في إيران، أنه وفقا للإحصائيات المتوفرة للعام الإيراني الماضي، تم تسجيل مليون و57 ألفا و948 مولودا جديدا في البلاد، فيما تشير إحصاءات عام 2022 إلى أن مليونا و75 ألفا و381 طفلاً جديدا ولدوا في هذا العام.
وبمقارنة إحصاءات العامين الماضيين، تبين أن عدد الأطفال الذين ولدوا في البلاد عام 2023 كان أقل بنحو 17433 طفلاً عن عام 2022.
ويأتي هذا الانخفاض في المواليد الجدد على الرغم من دعوات المسؤولين الإيرانيين الحثيثة وتشجيع أئمة المساجد والخطباء التابعين للنظام، المواطنين إلى الإنجاب أكثر لمواجهة أزمة الشيخوخة التي يحذر منها الخبراء.
كما كشفت رئيسة اللجنة الوطنية للسكان التابعة للحكومة، شكيببا محبي تبار، عن سن قوانين جديدة لمعاقبة المؤسسات العاملة في مجال الإجهاض، وفي المقابل تخصيص ميزانيات كبيرة للمنظمات العاملة في دعم وتشجيع المواطنين على الإنجاب.
لكن وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين ومحاولاتهم إلا أن النتائج تظهر العكس، ففي نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قدر مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) النمو السكاني في إيران في عام 2022 بأنه أقل من المتوسط العالمي، وأعلن أن عدد سكان إيران سينمو بنسبة 0.71 في المائة فقط هذا العام، وسيصل العدد السكاني لإيران إلى 89 مليون شخص.
وفي السنوات الأخيرة، حذر المسؤولون في إيران مرات عديدة من شيخوخة السكان وانخفاض معدل المواليد، وقالوا إنه مع الاتجاه الحالي للنمو السكاني، خلال عقدين من الزمن سيكون هناك طفل واحد لكل 5 مسنين في البلاد.
وصادق البرلمان عام 2021 على قانون لدعم الأسر والعوائل التي تنجب الأطفال الجدد، كما شجع خامنئي باستمرار ودعا إلى دعم المشاريع الرامية إلى زيادة معدل الإنجاب.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد أجرت عام 2021 دراسة استقصائية، وبناءً على نتائجها، تتراجع الرغبة لدى الإيرانيين في إنجاب الأطفال، ويعارض 70٪ من الشعب السياسات السكانية للنظام.
وفي السنوات الماضية، نُشرت تقارير حول تأثير المشكلات الاقتصادية والمعيشية على تراجع اهتمام الإيرانيين بإنجاب الأطفال أو إنجاب عدد كبير منهم.